في غمرة الأحداث الحالية المؤلمة والحزينة في آن واحد، كثرت المقالات التي كتبت بخصوص المعارضة السورية، بعضها تؤكد على ما هب ودب وتناقش في مسائل جانبية مردودة على أصحابها وبعضها تركز على خطوط معينة متعلقة بمطامعها الشخصية وبعضها تضرب أخماساً بأسداس وتجلد هذا وذاك.

من هنا لا أحب أن أدخل في مناقشة الأمور حول الصعوبات التي تلف أطراف المعارضة السورية والمشاكل التي تواجهها. وهي كما هو معروف ليست منسجمة فيما بينها، وعلى ما يبدو هناك نقاط إختلاف بين أقطابها. لذلك ومن باب المسؤلية الشخصية كوني أعتبر نفسي أيضاً من المعارضة أن أسلط الضوء على أهم شخصيات هذه المعارضة، من الأستاذ عبد الحليم خدام إلى الأستاذ فريد الغادري إلى الأستاذ علي صدر الدين البيانوني إلى الدكتور رفعت الأسد، مع العلم أنه توجد شخصيات أخرى لاسيما في الأحزاب الكردية لكن على ما أعتقد في سبيل عملية مقارنة صحيحة بين هؤلاء السادة المشار إليهم فوق أن أهمل بقية الشخصيات من الحساب.


كما أنه في البداية أحب أن أقول إن الأحزاب الكردية مختلفة فيما بينها إلى درجة تدعو إلى الأستغراب من الأستاذ حميد درويش الذي كان حتى الأمس القريب يعد طرفاً مكملاً للنظام إلى الأستاذ صلاح بدر الدين الذي همه الأكبر جمع الأموال من الحركة الفلسطينية المناضلة إلى شخصيات أخرى إما ليس لها رصيد شعبي أو تبحث عن نوع من ( الهوبرة ).


والآن لو أننا ركزنا على أهم النقاط التي تثير إهتمامنا حول تلك الشخصيات الأربعة التي أصبحت والحق يقال معروفة على عدة أصعد، على الصعيد الوطني، وعلى الصعيد الأقليمي وربما حتى على الصعيد الدولي، وخاصة إذا شاهدنا بعض التقارير التي تذكر أسماء هؤلاء السادة، من الأستاذ عبد الحليم خدام الذي زاول قسم من نشاطه في لبنان ثم كونه نائباً لرئيس الجمورية السابق حافظ الأسد وثم أنشقاقه الذي جلب أهتمام معظم المهتمين بشؤن الشرق الأوسط، إلى الأستاذ فريد الغادري ونشاطاته الكثيرة هنا هناك وخاصة زيارته الأخيرة إلى إسرائيل ومقابلته على قناة الجزيرة ( مباشر مع )، إلى الأستاذ علي صدر الدين البيانوني في مقابلاته العديدة على قناة الجزيرة وقناة العربية وغيرها، وثم كونه المسؤل الأول في حركة الأخوان المسلمين المحظورة رسمياً وفق القانون رقم 49، إلى الدكتور رفعت الأسد الذي من خلال قناته الخاصة شبكة الأخبار العربية وعلافاته في كل من أسبانيا وفرنسا وبريطانيا أصبح هو الآخر معروفاً حتى عند الأمريكان.


ولكن رغم ذلك توجد نقاط أختلاف فيما بين هؤلاء السادة على عدة أصعدة التي سأحاول توضيح أهم مفاصلها، على الصعيد الليبرالي و على الصعيد الشعبي وعلى الصعيد الجدية وعلى الصعيد الشخصي.


على الصعيد الليبرالي : حسب رؤيتي الخاصة أجد إن الأستاذ فريد الغادري هو أكثرهم ليبرلياً وأكثرهم حباً لليبراليبة لأنه حسبما تابعت تصريحاته يدعو بكل قوة إلى مجنمع متحرر، مجتمع بعيد عن الظلم وعن الأستبداد، ولايكتفي بذلك إنما بدعو إلى مشاركة الجميع في الحكم بما فيهم الأكراد والفئات الأخرى، وبربي هذا زبدة الليبرالية، في حين إن الشخصيات الثلاثة الأخرى مترددة في هذا المجال، فالدكتور رفعت الأسد هو القائد الأوحد، والأستاذ عبد الحليم خدام يرى نفسه البديل الوحيد للرئيس الحالي الدكتور بشار الأسد، والأستاذ علي صدر الدين البيانوني لن يرضخ لأحد وهذه مصيبة عويصة.


على الصعيد الشعبي : حسب مفهومي للأمور من يكون أكثر ليبرالية يملك شعبية حقيقية فلا يجب أن نقيس الأمور بالواقع الحالي فقط فهناك المستقبل. وأعتقد إن المجتمع السوري لن يلتزم بما تطرحه حركة الأخوان المسلمين من مسائل معقدة بعض الشيء بخصوص الحكم والإدارة كما أنني لاأعتقد أن المجتمع السوري سوف يرتاح لمجيء الدكتور رفعت الأسد وأما بخصوص الأستاذ عبد الحليم خدام فأعتقد أن شعبيته في الحضيض خاصة أنه يتعامل مع حركة الأخوان المسلمين ومع أكراد أنتهازيين لاوزن لهم في الداخل السوري ولا في أي مكان.


على الصعيد الجدية : من الواضح أن الأستاذ عبد الحليم خدام والأستاذ فريد الغادري يأتيان في المقدمة لأنه كلاهما قطعا كل العلاقات مع النظام السوري، فالأستاذ عبد الحليم خدام لن يرتاح قبل سقوط النظام وكذلك الأستاذ فريد الغادري الذي برهن في زيارته لأسرائيل أن الموضوع يهمه إلى أقصى حد في حين أن الأستاذ علي صدر الدين البيانوني يبحث عن أمتيازات حزبية بالدرجة الأولى أما الدكتور رفعت الأسد فالأمر غير مستعجل بالنسبة له.


على الصعيد الشخصي :غني عن البيان أن الأستاذ فريد الغادري هو الشخص الذي يرتاح له المجتمع السوري بخصوص ماضيه الذي يبدو نظيفاً لحد الآن وعلى ما أعتقد سيستمر ذلك في المستقبل وهنا أنا لا أثير الشكوك حول الشخصيات الأخرى لاسمح الله أنما ذلك من حيث ميدأ ونوعية المقارنة وهذا لايعني عدم دعوتي لهم جميعاً التعاون مع بعضهم البعض ريثما يسقط هذا النظام بعد ذالك لكل حادث حديث......

فوزي الأطرش