في الثامن عشر من أغسطس الجاري، نظم الأقباط مظاهرة تاريخية أمام البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، في الوقت الذي كان يجتمع فيه الرئيس المصري مع نظيره الأمريكي داخل البيت الأبيض. ومن المعروف أن العاصمة الأمريكية قد شهدت نشاطا مكثفا من الأقباط قبل وأثناء زيارة مبارك للعاصمة الأمريكية. وبعد إنتهاء الزيارة دعونا وبهدوء نتعرف علي المكاسب التي تحققت للأقباط ونتيجة الجهود الكبيرة التي بذلوها.

أولا نجح الأقباط في بث الرعب في قلوب النظام المصري قبل قيام الرئيس المصري بزيارته لواشنطن بمدة طويلة، تمثل في أيفاد النظام للجان من وزارة الخارجية للإحنماع مع نشطاء الجالية القبطية في أمريكا وكندا. ثم طلب النظام من الكنيسة إرسال سكرتير البابا شنودة لتهدئة الاقباط، وقد حضر الأنبا يوأنس مرتين مرة في مايو الماضي ولكن إلغاء زيارة الرئيس بسبب وفاة حفيدة جعلت نيافتة يقطع رحلتة ويعود للقاهرة ثم عاد مرة أخري في أغسطس وقبل إيام قليلة من قيام الرئيس مبارك برحلته لواشنطن. وكان هناك طلب للشخصيات القبطية الموالية للنظام للسفر للقاهرة لمحاولة حشد أنصارهم لخروج مظاهرة تأييد للرئيس مبارك في واشنطن. كما عملت السفارة المصرية علي حجز الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض من قبل منظمات وهمية حتي لا يجد الأقباط مكانا يتظاهرون فيه بجوار البيت الأبيض والغريب أن هؤلاء لم نر منهما شخصا واحدا حول البيت الأبيض يوم إجتماع الرئيس مبارك بنظيره الأمريكي!!!.

لم يكن بث الذعر في قلوب النظام المصري هو المكسب الوحيد للأقباط بل كانت هناك مكاسب عديدة منها، إرسال منظمة هيومان ريتس خطاب للرئيس أوباما تطالبه بالعمل علي عرض مشاكل الأقباط علي مبارك. كما أن المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقد يوم 17 أغسطس وحظي بحضور إعلامي مكثف دار كله حول القضية القبطية. وخرج خطاب من 22 عضو بالكونجرس الأمريكي يطالب أوباما بعرض مشاكل الاقباط علي مبارك ومطالبة مصر بإحترام الحرية الدينية. وكان هناك لقاء تلفزيوني للسيناتور داوييت باشير طالب وهو عضو لجنة الخارجية بالكونجرس فيها مبارك بإعطاء حرية الأقباط وقال أن الأقباط مضطهدون بمصر، وكان هناك ثلاث منشورات مدفوعة الأجر عن إضطهاد الأقباط في مصر نشرت في كبري الصحف الأمريكية. كما أن وجود عدد كبير من الأقباط تجاوز الألف فرد دفع أجهزة الإعلام للحضور لتغطية المظاهرة فوجدنا قنوات تلفزيونية غربية وعربية وقد نقلت تغطية مصورة عن المظاهرة وكثيرا منها نقل بعض الهتافات التي هي مطالب الأقباط لينقل الأقباط مطالبهم من خلال هذه القنوات للعالم كله. هذا غير الصحف الغربية والعربية التي غطت المظاهرة ونقلت خبر قيامها في اليوم التالي، غيرمئات المقالات التي كتبت عن المظاهرة ما بين مؤيد ومعارض لها وفي كل ذلك تسليط للضوء علي قضيتنا وخدمة إعلامية للقضية حتي من تلك المقالات التي تعارض المظاهرة. أما أهم المكاسب علي الإطلاق التي حققتها المظاهرة وجهود الأقباط قبل وأثناء زيارة مبارك لواشنطن وهي وضع الملف القبطي علي جدول مباحثات الرئيس مبارك ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، ثم وضع الملف القبطي علي رأس مباحثات الرئيس المصري مع الرئيس أوباما. والاهم من ذلك هو وضع الملف القبطي علي رأس أي مباحثات أمريكية مصرية في المستقبل.

حقا ما حققته المظاهرة فاق بكثير أحلامنا، وشعرنا أن يد الله تعمل معنا من أجل المظلومين والمضطهدين، فشكرا لكل الذين تحملوا مشقة التنظيم وضحوا بجهودهم وأموالهم لإنجاحها. وشكر خاص وتقدير لكل من شارك وحضر المظاهرة بالرغم مئات الاميال التي تفصل بينهم وبين واشنطن. وبكم أنتم يا أبطال سيسترد الأقباط حقوقهم وقريبا جدا ستجنون ثمر تعبكم......

[email protected]