استقبل العرب وخاصة الليبيون ابنهم البار عبد الباسط المقراحي الذي اشفقت عليه السلطات القضائية في اسكتلنده فاطلقت سراحه بسبب مرضه العليل وقرب أجله لمقابلة الله.

استقبله العرب القوميون ليس بالهلاهل البدوية ولكن بأصوات تعلو وتعلو لتصل الى السماء فهم يتصورون أن اله الكون كان ينظر اليهم وهو مبتهج معهم في استقبال مجرم مكلف بـ( الجريمة الشنعاء ) في وضع قنبلة بمؤخرة طائرة لتقتل 259 بريئا ً خلفوا ورائهم عائلات ممزقة وامهات ثكالى وأباء محطمين،فقد تم ادانة المقراحي أمام العالم بترتيب سقوط طائرة ركاب مدنية على قرية لوكربي الأسكتلندية يوم الأربعاء الحادي والعشرون من شهر ديسمبر عام 1988، لكنه وبسبب مرضه السرطاني اشفقت عليه وزارة العدل الأسكوتلندية فافرجت عنه ليموت بين ذويه،وبين فعل الأسكوتلنديين الرحماني الرؤوف واستقبال الليبيين مايثير ليس شجون اهالي الضحايا الأبرياء بل يدعو أنصار الحق الى الإنتحار غرقا ً في بحر الصمت والهزال، كما يدعو الإرهاب بكل أنواعه لكي يهتك طمأنينة المسالمين من البشرالصالحين والطالحين اينما وجدوا حسب (اقتلوهم أينما وجدتموهم )،فحين يعتق الدم يتحول الى كاربون أسود،بينما تندمل الجراح،وتتوافق المصالح،وواقع الحال يحدثنا بذلك فلم يمض اكثر من اربعة عشر عاما على وفاة الزعيم الإيراني روح الله وأيته العظمى (الخميني الدجال) كما كان يطلق عليه رسميا ً في العموم وشعبيا ً في الشعر الدارج المهين في العراق حتى اصبحت صوره تملأ دوائر المحافظات والمنازل العراقية الجنوبية الشيعية التي امتلأت سوادا وغيضا ً أحمر اً من عناده على استمرار الحرب الغبية،سيئة الصيت،حرب الثمانينيات،والعكس تماما ً لنقيضه الحربي المنفلت المتجبر المستعصم بالعروة الوثقى صدام حسين الذي حرق اليابس وطمر النبع وأذل العزيز وحول الفلس الى دينار،وما أن تمت ازالته برحمة غير ربانية حتى اصبح الأن لبعض العراقيين وغالبية العرب شهيداً إسلاميا ً ومثالا ً قوميا ً لأجيال قادمة،فقام الجمع من بعده يقتتلون من أجل حكم الناس ذوي الأصابع البنفسجية المقطوعة، فتفرقوا بالمحاصصات والوزارات والرئاسات حبا ً بالبلد التاريخي العملاق الذي كان يديره رجل واحد ألقي القبض عليه في حفرة لاتشبه القبر ولا مأوى جرذ،ومع ذلك حوكم وتكلم وضحك وسخر، بينما ضحية بشرية نافعة مثل quot;كامل شياع quot;قتل غيلة دون محاكمة ولا تصوير ولا تمهيل ولااشارة اصبع ولا ذنب فقط لأنه عاد الى داره تعبا ً من ركض المسافات الطويلة التي هدت قلبه وكيانه،عاد ليستريح فعجلوا براحته الأبدية وهو يحمل كتبا ً يقرأها ليتعلم، لكي يتنور وينير،هذا هو عقل الشارع العربي ndash; وامتداداته الإسلامية الذي لاصلاح منه ولا صلاح ينبت فيه، فمنذ أقل من عدة اسابيع استيقظت الدولة المصرية لتمنح واحد من اشرف وانظف ابناءها جائزة الدولة التقديرية لجهوده الفذة في الكشف والبحث والتدقيق في التاريخ الإجتماعي، سيد القمني، الدكتور اللحوح في الحق ومشعل الضوء الحارق في ظلمات دروب المسلمين، حتى انهارت عليه وعلى بناته وزوجته التهديدات بالقتل والحرق والسحل وسكب مياه النار ناهيك عن المحاكم وحسبة الذين يحتسبون من فوق الله،فقط لأن الدكتور القمني قال ضمن ما قال ليس من الواجب شرب (بول الجمل ) الذي ُتنشر اعلاناته في كبرى الصحف المصرية من قبل دعاة التخلف والخرافة بديلا ً عن الأدوية والعقارات الطبية المضادة للفايروسات بل أن سيد القمني أكد أن عليهم التأكد أن ذلك البول غير مغشوش بأبوال اخرى.