بروكسل: أعلنت المفوضية الاوروبية اليومالثلاثاء انها سحبت اربع شركات طيران اندونيسية من اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي، بينها شركة غارودا الوطنية، لكنها لم تدرج الشركة اليمنية عليها والتي تحطمت احدى طائراتها اخيرا قرب سواحل جزر القمر.

واوضحت المفوضية في بيان ان لجنة السلامة الجوية التابعة للاتحاد الاوروبي قررت رفع حظر السفر الى اوروبا المفروض في العام 2007 على شركات الطيران الاندونيسية quot;غارودا اندونيسياquot; وquot;ايرفاستquot; وquot;ماندلاquot; وquot;بريم ايرquot; لانها quot;تستوفي معيار السلامة الدوليةquot;. وكان الاتحاد الاوروبي حظر في حزيران/يونيو 2007 على كل الشركات الاندونيسية ان تستخدم مجاله الجوي بعد تقرير لمنظمة الطيران المدني الدولي.

وتقرر هذا الحظر اثر حوادث جوية عدة بينها الحادث الذي وقع في كانون الثاني/يناير 2007 لطائرة تابعة لشركة quot;آدم ايرquot; من طراز بوينغ تحطمت قبالة سواحل جزيرة سولاويسي الاندونيسية ما ادى الى مقتل 102 شخص كانوا على متنها. وفي اذار/مارس من السنة نفسها، تحطمت طائرة تابعة لشركة quot;غارودا اندونيسياquot; في جافا ما ادى الى مقتل 21 شخصا. وفي المقابل، فان شركة quot;اليمنيةquot; التي تحطمت احدى طائراتها الايرباص quot;ايه310quot; في حزيران/يونيو قرب جزر القمر، لم تدرج على اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي في انتظار نتائج التحقيق حول اسباب هذا الحادث.

في المقابل، تم ادراج بلدين جديدين على اللائحة السوداء هما زامبيا وكازاخستان quot;بسبب مشاكل في السلامة تمت ملاحظتها في نظام المراقبةquot;. وتضم اللائحة الاوروبية التي يتم تحديثها باستمرار نحو 200 شركة يحظر عليها تسيير رحلات الى اوروبا او تخضع لقيود.

وغالبية هذه الشركات مقارها في افريقيا، وخصوصا في انغولا وبنين وغينيا الاستوائية وليبيريا وسيراليون وسوازيلاند وجمهورية الكونغو الديموقراطية. وياتي نشر هذه اللائحة في وقت يدور فيه نقاش حول امكان اعداد لائحة سوداء عالمية تضم شركات الملاحة الجوية الخطرة، وذلك بعد تحطم طائرة الايرباص التابعة للخطوط الجوية اليمنية، علما ان المفوضية الاوروبية تدعم هذه الفكرة.

وقال تاجاني الثلاثاء quot;لن نقبل بان تخضع شركات جوية لمعايير مختلفة داخل اوروبا وخارجهاquot;. واضاف quot;هذه الشركات غير الامنة يجب عدم السماح لها بالتحليق في اي مكان (...) علينا ان نحرز تقدما تدريجيا نحو استراتيجية محورها التعاون الدوليquot;.

مظاهرة تطالب بتدخل جهة دولية لكشف الحقيقة

على صعيد متصل، نظمت منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها نقابات طياري ومهندسي وعاملي شركة الخطوط الجوية اليمنية اليوم بصنعاء مظاهرة أمام مجلس الوزراء لمناشدة الحكومة اليمنية بسرعة المطالبة بتدخل جهة دولية محايدة للإشتراك في التحقيقات بشأن حادثة سقوط الطائرة وإظهار نتائجه بشفافية ووضوح في اسرع وقت ممكن.

وحمل المتظاهرون في المسيرة التي شارك فيها أسر ضحايا طاقم الطائرة المنكوبة، لافتات ورددوا هتافات تستهجن في مجملها البطئ الشديد والمماطلة في عمليات البحث وانتشال الصندوقين الأسودين رغم مضي أكثر من أسبوعين منذ حادثة سقوط الطائرة، لافتين إلى أن ذلك يثير التساؤولات والشكوك وينبئ بمحاولات لتغييب السبب الحقيقي وراء هذه الكارثة .

وطالب المتظاهرون الحكومة النظر بجدية لما تتناوله وسائل الإعلام من معلومات وأدلة وقرائن ترجح أن الطائرة اليمنية أسقطت بصاروخ من قبل قطع بحرية كانت متواجدة في موقع سقوطها الأمر الذي جعل اجزاء من هيكلها يتناثر في عدة مواقع متباعدة وهو ما لا يمكن حدوثة مع أية طائرة تسقط لسبب عادي في البحر .. منبهين إلى أن كل ذلك يستدعي تحقيق جنائي دولي محايد لإجلاء الحقيقة .

وندد المتظاهرون بالنهج الهجومي الذي اعتمدته بعض وسائل الإعلام الفرنسية والتغطية غير الحيادية وغير الموضوعية لهذه الحادثة وترويجها لمعلومات واتهامات مستعجلة ضد شركة اليمنية وتعمده مجافاة الحقيقة في ما تتطرحه دون انتظار إلى ما ستكشفه نتائج التحقيقات في ملابسات الحادث كما هو الحال مع مختلف حوادث الطيران التي حدثت على مستوى العالم ، معتبرين أن ذلك الهجوم المؤسف لايمكن السكوت عنه كونه لا يستهدف تشويه سمعة quot;اليمنيةquot; فحسب بل الوطن اليمني بكله .

هذا وقد سلم المتظاهرون رسالة مرفوعة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، تضمنت مناشدة الحكومة بسرعة التحرك للمطالبة بتشكيل فريق دولي محايد يتولى الأشتراك في عمليات البحث وانتشال الصندوقين والتحقيق بنزاهة في هذه الكارثة وسرعة إعلان النتائج للرأي العام . وعبر المتظاهرون عن مخاوفهم من استمرار سير عملية البحث والتحقيقات ببطئ شديد ودون جدية لكشف الحقيقة خصوصا بعد ان مرت /15/ يوما على حادث سقوط الطائرة ولم تظهر أية نتائج هامة تذكر .

وقال المتظاهرون في رسالتهم quot; إن سقوط طائرة للخطوط الجوية اليمنية في حادث وحيد على مدى يمتد أكثر من أربعين عاما من تاريخها ليس مبررا لتشويه صورة هذه الشركة ـ الحاملة لعلم اليمن ـ بتاريخها النظيف الخالي من الحوادث الذي لم تصنعه الصدفة أو الحظ الجيد بل سنوات وسنوات من العمل الجاد والمبدع لآلاف المواطنين اليمنيين في مختلف مرافق هذه الشركة الوطنيةquot;.وأضافوا quot; إن الإتجاه الهجومي وبكل شراسة من قبل وسائل اعلام فرنسية لتشويه سمعة اليمن على إثر حادث كهذا هو أمر لا يمكن لأي يمني وطني غيور السكوت عنه ويتطلب سرعة استكمال التحقيقات وإعلان النتائج لكشف الحقيقة quot;.