قتل أربعة اطفال فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدفهم على ميناء شاطئ بحر غزة فيما أصيب عدد آخر بجروح، بعد استئناف الغارات، إثر رفض حماس وقف النار.


بيروت: أعلن اشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، مقتل اربعة اطفال وسقوط عدد من الاصابات المختلفة في غارة إسرائيلية على غرب غزة. وقالت وكالة الصحافة& الفرنسية إن إسرائيل اطلقت عدة قذائف باتجاه اطفال كانوا على ميناء غزة، قرب فندق يقيم فيه طاقم من صحافيي ومصوري الوكالة، وعدد من الصحافيين الاجانب.

وأتت هذه الضربة بعدما استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة الأربعاء، بعد يوم من موافقتها على مبادرة مصرية لوقف اطلاق النار، رفضت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الانصياع لها.

وأفاد مسؤولو الصحة في غزة أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت سبعة فلسطينيين على الأقل في الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وقال مسؤولون طبيون في غزة إن 195 فلسطينيًا، منهم 150 مدنيًا على الأقل بينهم 31 طفلا، قد قتلوا منذ بداية العمليات العسكرية.

نقطة تحول

وتبدو المواجهة، التي مضى عليها أسبوع، بين حماس وإسرائيل تمر بنقطة تحول، مع رفض حماس الدعوات العربية والغربية لوقف إطلاق النار، وتهديد إسرائيل بغزو القطاع، الذي يعيش فيه نحو 1,8 مليون فلسطيني.

وأرسل الجيش الإسرائيلي الاربعاء انذارًا للسكان في شمال القطاع، وطلب منهم اخلاء منازلهم بحلول الساعة الثامنة صباحًا، قبل استئناف الهجمات. لكن وزارة الداخلية في غزة طلبت من السكان عدم الاستجابة للتهديدات الإسرائيلية، ووصفتها بالحرب النفسية.

كما واصل مقاتلو حماس اطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، واطلقوا أكثر من 150 صاروخًا منذ الثلاثاء، اليوم الذي حدد ليسري فيه وقف اطلاق النار المقترح من الجانب المصري، والذي لم يحصل.

أول قتيل

نصت المبادرة المصرية أن تبدأ تفاهمات التهدئة في التاسعة من صباح الثلاثاء، ليتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين بها.

رفضت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، محتوى المبادرة المصرية. وقالت: "معركتنا مع العدو مستمرة وستزداد ضراوة وشدة". لكن موسى أبو مرزوق، القيادي في حركة حماس الموجود في القاهرة، قال إن الحركة لم تتخذ قرارها بعد.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال ليل الثلاثاء: "ليس امام إسرائيل خيار سوى توسيع وتكثيف حملتها على حماس"، من دون أن يذكر امكانية حدوث غزو بري. وقال مسؤول إسرائيلي إن الحكومة الأمنية المصغرة اجتمعت في الساعات الاولى من صباح الاربعاء، وبحثت امكانية القيام بعملية برية محدودة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مدنيا إسرائيليًا قتل يوم الثلاثاء بنيران صاروخ اطلق من غزة، وهو الأول خلال أكثر من اسبوع من القتال.

تأييد تام

قال الجيش الإسرائيلي إن نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" اعترض 20 من صواريخ حماس، منها صاروخان فوق تل أبيب، ولم يتسبب الباقي بأي أضرار أو إصابات. واعلنت حماس والجهاد الإسلامي المسؤولية عن الهجوم على العاصمة التجارية لإسرائيل، التي كثيرا ما استهدفت منذ بدء الحرب، وكذلك الصاروخ الذي قتل الرجل الإسرائيلي على الحدود.

وحذر نتنياهو من أن إسرائيل سترد بقوة اذا استمر إطلاق الصواريخ من غزة. وكانت الحكومة الإسرائيلية المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية وافقت في وقت سابق الثلاثاء على وقف اطلاق النار بتأييد ستة أعضاء ومعارضة اثنين.

وتوقع نتنياهو التأييد التام من المجتمع الدولي لأي تصعيد للهجمات الإسرائيلية، ردًا على امتناع حماس عن القبول بهدنة. وفي فيينا، أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري دعمه لإسرائيل وقال: "لا أجد كلمات قوية بالدرجة الكافية لإدانة تصرفات حماس، بعد أن أطلقت عددًا كبيرًا من الصواريخ بشكل وقح في الوقت الذي تبذل فيه جهود للتوصل لوقف لإطلاق النار".

حماس تريد...

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية - وفا إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أعلن في نيسان (أبريل) عن مصالحة مع حماس أدت لتشكيل حكومة توافق الشهر الماضي، دعا إلى القبول بالمبادرة المصرية.

ورحّبت الجامعة العربية في اجتماعها الاثنين بخطة وقف إطلاق النار المصرية، وهي تتضمن المبادرة المقترحة أن تستقبل مصر وفودًا رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة، لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار، واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.

ويصر قادة حماس على أن تتضمن الهدنة رفع الحصار عن غزة، وإعادة الالتزام باتفاق التهدئة الذي أنهى حرب غزة التي استمرت ثمانية أيام في عام 2012. وتريد حماس أن تخفف مصر قيودها في رفح، ولم تورد المبادرة المصرية ذكرًا لمعبر رفح على الحدود مع غزة، ولم تذكر موعدًا محتملًا لتخفيف القيود، فالقاهرة تتهم حماس بمساعدة متشددين معارضين للحكومة في شبه جزيرة سيناء، وهي اتهامات تنفيها حماس. ولم تتضمن مبادرة وقف إطلاق النار المقترحة ذكرا للأسرى الفلسطينيين.