يتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى باريس مساء اليوم الاثنين على رأس وفد يضم عددًا من الوزراء لتقديم طلبات بلاده الى دول التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، التي يجتمع ممثلوها في العاصمة الفرنسية غدًا لبحث التطورات الامنية على الارض وابلاغ الحكومة العراقية بضرورة تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تشرك السنة والاكراد بشكل اوسع في مراكز القرار والقوات الامنية.

لندن: علمت "إيلاف" ان العبادي سيقدم الى الاجتماع رؤية بلاده حول استراتيجية مواجهة تنظيم "داعش"، ومتطلبات المعركة المقبلة لتحرير الموصل من سيطرة التنظيم والاسراع في تقديم الاسلحة والعتاد للقوات العراقية.. كما سيدعو الى توسيع المساعدات الدولية الانسانية الى نازحي بلاده، الذين يقترب عددهم من الثلاثة ملايين نسمة.

وسيؤكد العبادي في كلمة له على ضرورة& دعم العراق تسليحاً وتدريبًا واستشارات عسكرية بشكل جدي وعاجل، اضافة الى التعاون الاستخباري لوقف تدفق المقاتلين الاجانب الى بلاده للقتال الى جانب "داعش". كما سيشدد على ضرورة توسيع المساعدات المقدمة الى النازحين العراقيين، الذين اعلنت الامم المتحدة امس ان عددهم قد ازداد الى 2.9 ملايين نازح.&

ويتزامن اجتماع باريس مع اطلاق الاتحاد الاوروبي الخميس المقبل خطة شاملة لانقاذ حياة حوالي ستة ملايين عراقي معرضين للخطر نتيجة اوضاع الحرب التي يعيشها بلدهم حاليًا. وقالت الامم المتحدة إن المجتمع الدولي سيطلق هذه الخطة المُحدثة للاستجابة الإنسانية في العراق لعام 2015 وهي تستهدف 5.8 ملايين شخص من العراقيين المعرضين للخطر وذلك بتوفير الدعم الأساسي المنقذ للحياة على مدى الأشهر الستة المقبلة.

ممثلو 24 دولة يشاركون في الاجتماع

&وبحسب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان ندال، فإن المشاركين في الاجتماع الذي سيترأسه العبادي مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الاميركي جون كيري، لكن هذا الاخير اصيب بكسر عظم الفخذ بعد ان سقط عن دراجة هوائية عند الحدود الفرنسية-السويسرية، ونقل صباح الاحد الى المستشفى في جنيف، ولذلك لن يشارك في اللقاء وعاد الى الولايات المتحدة.. انهم سيؤكدون الارادة المشتركة لدحر الارهاب والبحث في اهمية التوصل الى حل سياسي شامل لتحقيق مصالحة وطنية في العراق.

واضاف أن هدف الاجتماع توجيه رسائل صارمة بشأن ضرورة التوصل إلى حلول سياسية دائمة للأزمة العراقية، التي تعتبر السبيل الوحيد لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي بفعالية والاصرار على دعم الحكومة العراقية من اجل التنفيذ الفعلي لعمليات الاصلاح الضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية.

واوضح ندال أن "تطورات الوضع الامني في العراق على ضوء عمليات "داعش" ستكون محور مباحثات الاجتماع الوزاري المصغر الثاني لوزراء الشؤون الخارجية للتحالف ضد التنظيم، بحضور 24 مشاركًا بين دول ومنظمات دولية بهدف تعزيز جهود القضاء عليه". واشار الى أن الاجتماع سيتطرق ايضا الى الازمة السورية نظرًا لتطورات الوضع على الصعيد الامني هناك.

وأوضح أن الاجتماع الذي يأتي في إطار اللقاءات المنتظمة لأعضاء التحالف يهدف بشكل رئيسي إلى "تبادل وجهات النظر بخصوص استراتيجية التحالف، في وقت يعتبر فيه الوضع الميداني هشًا جدًا وإعادة تأكيد عزمنا المشترك على دحر الإرهابيين المتطرفين التابعين لتنظيم داعش".
&
وكانت العاصمة الفرنسية باريس قد استضافت في الخامس عشر من ايلول (سبتمبر) الماضي مؤتمر باريس الخاص بالسلام والامن في العراق الذي اكد المشاركون فيه تمسكهم بـوحدة العراق وسلامة اراضيه وسيادته و دعم الحكومة العراقية الجديدة برئاسة العبادي بالوسائل الضرورية في حربها ضد تنظيم "داعش"، بضمنها المساعدات العسكرية الملائمة التي تفي بالاحتياجات التي تعبر عنها السلطات العراقية شريطة احترام القانون الدولي وسلامة المدنيين.

رسالة الى الحكومة العراقية لمشاركة سنية اوسع

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن اجتماع باريس يهدف ايضا الى تمرير رسالة قوية& للحكومة العراقية بضرورة اشراك اوسع للسنة والاكراد في مراكز القرار والقوات الامنية. واضاف في تصريح صحافي "لقد ربطنا الدعم العسكري للتحالف بتعهدات سياسية من قبل الحكومة العراقية الجديدة.. ما نسميه سياسة جمع كافة الاطياف.. يجب ان يحترم هذا العقد بشكل افضل الآن".

ومن جهته، اعلن رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي أن الاجتماع سيكون مخصصاً لكثير من القضايا، اضافة للحرب على داعش في العراق وسوريا.. موضحًا في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية للانباء أن العراق كانت له اعتراضات على هذا المؤتمر وعنده شروط بهذا الامر، وكان مقررًا أن لا يشترك ولكن تغييرات جديدة دفعت العراق لرفع ملفات وافقت عليها اللجنة التنظيمية ادت الى قرار المشاركة.

ويأتي الاجتماع في اعقاب ايام قليلة من تمكن تنظيم "داعش" السيطرة في 17 من الشهر الماضي على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية السنية.. كما دخل في سوريا يوم 21 من الشهر الماضي الى مدينة تدمر الاثرية وسط البلاد والمدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.

واثارت انتصارات "داعش" هذه تساؤلات حول استراتيجية التحالف الدولي، الذي شكلته واشنطن بعد الاختراقات التي حققها التنظيم المتطرف منتصف عام 2014. وبسبب رفضه نشر قوات على الارض يقوم التحالف بشن غارات جوية بلغ عددها حوالى اربعة الاف غارة خلال 10 اشهر، وتدريب جنود عراقيين للعمليات الميدانية بلغ عددهم لحد الان حوالي 10 آلاف رجل.

وقد شكك وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الاسبوع الماضي بإرادة الجيش العراقي في القتال، لكن خبراء عزوا ذلك الى قلة الاسلحة والتدريب وضعف الدعم اللوجيستي.