أعربت بريطانيا عن ارتياحها الشديد لبدء وصول مساعدات منقذة للأرواح إلى مضايا. وقالت إنه رغم أن هذه المساعدات طال انتظارها كثيرا، فإنها ستساهم في تخفيف معاناة 40,000 مدني محاصرين داخل مضايا.


نصر المجالي: دعا وزير شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية، توباياس إلوود المجتمع الدولي إلى بذل كل ما في وسعه للضغط على نظام بشّار الأسد لرفع الحصار عن كافة المناطق في أنحاء سوريا، والسماح باستمرار وصول المساعدات.

وحملت قافلة دولية مساعدات غذائية إلى السكان في مضايا البالغ عددهم نحو 40.000 نسمة، تكفي لفترة أربعة أسابيع، بعد أشهر عزلت خلالها البلدة عن الخارج.

وكانت الدفعة الأولى من المساعدات قد وصلت إلى البلدة الاثنين لأول مرة منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، عندما أخذ برنامج الغذاء العالمي مساعدات تكفي لمدة شهر لنحو 20.000 شخص.

وقد أرسلت في الوقت نفسه مساعدات الأمم المتحدة إلى قريتي الفوعة وكفريا المواليتين للحكومة السورية في الشمال، واللتين يحاصرهما مسلحون من المعارضة، وتُشير تقارير إلى أن الوضع في القريتين مؤلم هو الآخر.

أمر مرفوض

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية إن مجلس الأمن الدولي واضح تماما بشأن كون استخدام تجويع المدنيين كوسيلة للقتال، بما في ذلك محاصرة المناطق المأهولة بالسكان، أمر غير مقبول. لكن في السنة الماضية وافق نظام الأسد على عبور 10% فقط من طلبات قوافل المساعدات للوصول للمناطق المحاصرة.

واشار إلوود إلى أن المملكة المتحدة في طليعة الجهود العالمية في توفيرها للمساعدات الإنسانية، حيث أنها رصدت أكثر من 1.1 مليار جنيه استرليني لمساعدة المحتاجين والمشردين داخل سورية، وللاجئين في الدول المجاورة.

وقال إن لندن سوف تستضيف في لندن في&شهر شباط (فبراير) قادة العالم لبحث الحلول طويلة الأجل للمساعدة في تلبية احتياجات المتضررين من الأزمة.

عرضة للموت

إلى ذلك، تقول الأمم المتحدة إن حوالى 400 شخص في بلدة مضايا المحاصرة عرضة للموت، إن لم يجلوا من البلدة فورا.

وقال رئيس الشؤون الإنسانية في المنظمة الدولية، ستيفن أوبراين، الذي كان يتحدث عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة في مضايا، إن هؤلاء الأشخاص يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية وتعقيدات طبية أخرى.

وأكد سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة الحاجة إلى إجلاء الـ400 شخص من مضايا على نحو عاجل بهدف منحهم الرعاية الطبية، وجاء حديث السفير جيرارد فان بومن عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ناقش فيه الأزمة في البلدة الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة والواقعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق.