إيلاف من لندن: نظم العشرات وقفة احتجاجية أمام مبنى المجلس الأوروبي، على هامش القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل بدءا من اليوم الجمعة، مطالبين دول التكتل بـ"اتخاذ إجراءات صارمة" لوقف ما أطلقوا عليه بـ"الجرائم العدوانية نتيجة التدخل العسكري التركي في ليبيا".

والتقي قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 اليوم الجمعة، في بروكسل في اجتماع غير محسوم النتائج يتعين عليهم خلاله التفاهم على خطة إنعاش اقتصادي لا تحظى بالإجماع رغم الركود التاريخي الذي يهدد القارة.

وطالب المحتجون من جميع الدول المشاركة في القمة الأوروبية أن يساندوا ما يقومون به اليوم للوقوف في وجه ما أطلقوا عليه بـ"العدوان التركي وانتهاك السيادة الليبية من قبل إردوغان".

ورفع المحتجون وهم من جاليات ليبية وعربية وكردية وبلجيكية تقيم في بروكسل لافتات ضد رجب طيب إردوغان الرئيس التركي وكتب عليها "أوقف التدخل العسكري التركي في ليبيا". وقام بتنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية ناشطون في حقوق الإنسان والدفاع عن إحلال السلام في العالم.

توغل
ونقل موقع (يورونيوز) عن الناشط في قضايا حقوق الإنسان رمضان أبو جزر قوله: "جئنا للتضامن مع إخواننا الليبيين ضد التوغل العسكري التركي في ليبيا ونقل الميليشيات الإرهابية إلى ليبيا".

وأضاف أبو جزر الذي يرأس مركز بروكسل الدولي للبحوث والدراسات "جئنا من أجل إرسال رسالة إلى الاتحاد الأوروبي والمسؤولين الأوروبيين في اجتماعهم اليوم خلال هذه القمة للدول السبع والعشرين ونقول لهم: إن مكونات الجالية العربية وأحرار العالم والمتعاطفين مع القضايا العربية في أوروبا تطالب أوروبا باتخاذ موقف حازم ضد توغل إردوغان في ليبيا".

وردّد المحتجون شعارات منددة بما أطلقوا عليه " الانتهاكات التركية في العالم العربي".

وقال نايجل غودريش رئيس الحركة الدولية من أجل التعايش والسلام: "نتظاهر كناشطين من أجل السلام للتنديد بالأعمال العدوانية التركية في ليبيا وفي المنطقة العربية".

وأضاف غودريش في حديث له مع يورونيوز "نندّد بالأعمال العسكرية في ليبيا ونشجب التدخل في شؤون ليبيا الداخلية وخرق مبدأ السيادة هنالك" مشيراً في الوقت نفسه أن "ما تقوم به تركيا اليوم هو تدخلات عدائية سافرة واستعمارية لتحقيق طموحات اقتصادية وأهداف توسعية في ليبيا الغنية بالنفط".

خلق نزاعات
ومضى قائلاً "تسعى تركيا منذ سنوات لخلق نزاعات داخل بعض دول الجوار وهي تساند أيضا الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية: في العراق وسوريا وهي تقوم الآن بالأمر نفسه في ليبيا".

وأوضح نايجل غودريش " جئنا اليوم لنقول: لا.. لا لاستعمار الشعوب واستغلال مشاكلهم الداخلية.. نقف هنا للتنديد بما تقوم به تركيا في ليبيا لنمنع حدوث كوارث إنسانية" مضيفاً " ما يجري في العراق هو نتيجة التدخلات الخارجية التركية".

وقالت عواطف البرهومي وهي متظاهرة من أصل تونسي: "هنا جئنا لنبعث برسالة أننا جميعنا نحب الأمان ونسعى من أجل استتباب الأمن وتمكين الاستقرار في ليبيا" مضيفة في حديثها ليورونيوز أن "إردوغان يريد السيطرة على العالم وهو يريد أن يسيطر على المغرب العربي ليحوله إلى ميناء تجاري".

وناشدت عواطف البرهومي التي جاءت من هولندا "دول الاتحاد الأوروبي لتجد حلا للتصدي للمافيا الكبيرة التي يمثلها إردوغان" موضحة " لسنا هنا ضد الشعب التركي ففيهم أناس طيبون وأشراف". ومضت قائلة "نحن ضد نظام إردوغان فهو يريد أن يبسط نفوذه شمال إفريقيا من خلال سيطرته على ليبيا للدخول بعدها إلى مصر".