إيلاف من القدس: يقول ضابط إسرائيلي رفيع لـ"إيلاف" إن ما تحقق على المستوى العسكري في حرب غزة فاق التوقعات الإسرائيلية، وإن إسرائيل "نجحت بتحقيق كل أهدافها بشكل دقيق"، واصفاً مظاهر الانتصار في أوساط الفلسطينيين بـ"الكلام الفارغ"، ومؤكداً أن مطلقي الصواريخ "يحيى السنوار ومحمد ضيف لا يزالان على لائحة أهدافنا ونعتزم استهدافهما فور تحديد موقعهما".

المواجهة خلقت أملاً جديداً للمنطقة
تأتي التصريحات الإسرائيلية على لسان عضو قيادة أركان الجيش الذي أكد لـ"إيلاف" استعداد إسرائيل لأي مواجهة جديدة، ولأي مواجهة من هذا النوع"، لافتاً إلى أن المواجهة فرضت واقعاً جديداً، وخلقت أملاً للمنطقة، ويؤكد أن الجيش الإسرائيلي عمل بشكل مدروس وصحيح ونجح بتحقيق أهدافه كاملة في غزة بشكل دقيق، لافتاً إلى أن المواجهة قدمت أوراقاً رابحة على المستوى السياسي.


امرأة فلسطينية تمر من أمام مبنى مدمر في حي الرمال التجاري في مدينة غزة يوم 22 مايو 2021

نأسف لوقوع قتلى مدنيين
ويأسف الضابط "لكل مدني بريء من الأطفال والنساء قتل خلال المواجهة التي استمرت لـ11 يوماً. يضيف لـ"إيلاف" أنه "بمثل هذه الحالات، تشير الإحصاءات إلى أن الجيوش النظامية التي تدخل معارك من هذا النوع تقتل من 30 إلى 40 غير متورط مقابل كل مقاتل أو إرهابي تسعى لاستهدافه". ويشرح "أما في هذه الجولة، نجحت إسرائيل بتصفية حوالى 70% من المتورطين والارهابيين، وهذا العدد مرشح للارتفاع نظراً إلى وجود عدد من القتلى تحت أنقاض الأنفاق التي دمرتها إسرائيل، والذين بدأ الغزيون بانتشالهم من هناك".


فلسطينيون يعاينون الدمار الناجم عن غارة إسرائيلية في مدينة رفح بجنوب غزة. 20 مايو 2021

قدمنا أوراقاً ناجحة يمكن توظيفها في المفاوضات
على المستوى السياسي، يعتبر الضابط الرفيع لـ"إيلاف" أن الجيش نجح بتقديم أوراق جديدة يمكن للسياسيين توظيفها في المفاوضات، لخلق واقع جديد في غزة". ويرى "أنه يمكن للسياسيين اغتنام الفرصة الجديدة ومواصلة العمل السياسي لإيجاد صيغة تكون في صالح التفاهم في المنطقة وتخدم سكان غزة والضفة". يضيف أن "حقيقة وجود الوفد المصري في رام الله والتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعطي املاً بواقع آخر"، لافتاً إلى أنه يتوجب على الفلسطينيين والإسرائيليين بمساعدة الأميركيين الذين أوفدوا وزير خارجيتهم أنتوني بلينكن إلى المنطقة اغتنام الفرصة والبدء في عمل جاد لإعمار غزة بالتعاون مع المصريين والدول العربية، وبرعاية أميركية"، مبدياً استعداد إسرائيل للمساعدة في هذا الجانب.

لا سيولة ستدخل إلى غزة
ويؤكد الضابط الرفيع لـ "إيلاف" أن إدخال الأموال إلى غزة سيكون عن طريق السلطة الفلسطينية حصراً، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي "أوصى بوقف الترتيبات التي كانت مع قطر، حرصاً على عدم وصول الأموال الكاش إلى غزة"، ومؤكداً أن "هذا الأمر انتهى الآن تماماً ولن يعود، وإن ارادوا إدخال الأموال، سيكون ذلك عن طريق السلطة الفلسطينية حصراً".


فلسطينيون يحتفلون في شوارع مدينة غزة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. 21 مايو 2021

مظاهر الانتصار الفلسطيني... كلام فارغ
في معرض رده حول مظاهر الانتصار الفلسطيني والشعور بأن إسرائيل خسرت المعركة، يقول عضو قيادة أركان الجيش لـ"إيلاف" إن "هذا كلام فارغ". ويقارن بين واقعين: "الحياة عادت إلى إسرائيل وأشكلون وأشدود وتل أبيب والجنوب بشكل فوري، أما في غزة، ما زالوا حتى اللحظة لا يعرفون حجم الأضرار والدمار".

وقف النار لا يحصن النسوار ومضيف
يضيف الضابط الإسرائيلي "أخطأ (رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في غزة) يحيى السنوار في قراءة الموقف الإسرائيلي عندما اختار إطلاق الصواريخ باتجاه القدس وتل أبيب، ظناً منه أن إسرائيل في أزمة سياسية وتعثر حكومي وتخبط بالنسبة إلى القدس، بالإضافة إلى الخسائر التي يخلفها انتشار وباء كورونا، ونسي أن يأخذ في اعتباراته هذه التي بنى على أساسها قراءته الخاطئة أن الجيش لا دخل له بالسياسة، وهو الذي يستطيع ان يدافع عن إسرائيل". يضيف أن "الجيش عمل بجهد كبير لتلقين السنوار و(رئيس الأركان في الجناح العسكري لحركة حماس) محمد ضيف وكل من كان يعتقد انه يستطيع ضرب إسرائيل دون عقاب درساً لن ينسوه. ويؤكد الضابط أن كل من السنوار وضيف لا يزالان على قائمة الاهداف الإسرائيلية، وان وقف النار لا يمنحهما اي حصانة، وفور تمكن الجيش الإسرائيلي من تحديد مكانهما، لن يتردد في استهدافهما مهما كلف الأمر".

مستعدون لأي مواجهة
ويؤكد الضابط الإسرائيلي لـ"إيلاف" أن الجيش مستعد لمواجهات جديدة ويملك الأسلحة والذخائر الكافية، ولا يواجه اي مشكلة في تصنيع واستلام الاسلحة، بينما حماس تلقت ضربات قاصمة لقدراتها التصنيعية والتنظيمية". يضيف ان "احدا لن يجرؤ الان على دخول الانفاق ومحاولة ترميها".


صواريخ تنتطلق من غزة (يمين) باتجاه اسرائيل فيما ترتفع صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية الاعتراضية (يسار) لإسقاطها

سندمر برجاً مقابل صاروخ يطلق
أما بالنسبة إلى وقف النار، فيقول الضابط الرفيع إن هذا الامر جيد للجيش، اذ ان وقف النار قد تم بدون شروط. ورداً على سؤال حول اطلاق الصواريخ في حال حكمت المحكمة الاسرائيلية باخلاء حي الشيخ جراح، يقول الضابط لـ"إيلاف" إنه في مقابل كل صاروخ او بالون حارق سوف تدمر اسرائيل مبنى او برجا، فالكثير من الاهداف العسكرية في ابراج اخرى بغزة لم يُستهدف بعد". يضيف "السنوار يعي جيدا انه اخطأ خطأ فادحاً، وهو لن يقوم باي حماقة مثل التي قام بها خلال هذه المعركة".


شبان فلسطينيون يدفعون حاوية نفايات كانت تستخدم كدرع يحتمون خلفه خلال المواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية بالقرب من حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، 14 مايو ، 2021.

قيادة حماس تشعر بالخسارة الفادحة
ويؤكد الضابط الرفيع لـ "إيلاف" إن المعلومات التي بحوزة الجيش الاسرائيلي تشير الى بلبلة وشعور بالخسارة الفادحة لدى قيادة حماس، اما الحديث عن 'نصر إلهي' فهو يشبه حديث (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله عام 2006 بعد حرب لبنان الثانية، ومن ثم تندم على الحرب بجملة "لو كنت أعلم"، ومنذ ذلك الحين الحدود اللبنانية هادئة تماماً.