لندن: أعلنت الحكومة البريطانية السبت أنها ستطلق حملة واسعة لفحص الأوضاع العقلية لجنودها في العراق وأفغانستان لمعرفة عدد الذين أدت التفجيرات والهجمات لإصابتهم بعوارض quot;التوتر المرضي اللاحق للصدمةquot; وذلك أسوة بالجيش الأميركي الذي أطلق حملة مماثلة لفحص الآلاف من جنوده.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها بدأت بتوزيع استمارات تقييم ذاتي على جنودها لمعرفة ما إذا كانت بعض تلك العوارض، وفي مقدمتها القلق والتوتر والإحباط وفقدان الذاكرة قد بدأت بالظهور عليهم.
ولفت مصدر مسؤول في الوزارة السبت إلى أن هذه الجهود تأتي بالتنسيق مع الجهات الأميركية المعنية لتحديد حجم انتشار هذه العوارض بين الجنود.
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه quot;الوضع معقد جدًا في تلك المنطقة، ولا يمكننا معرفة مدى دقة (البيانات الأميركية) وذلك نظرًا لمدى التعقيد الذي يميز هذا النوع من الإصاباتquot;، وفقًا لأسوشيتد برس.
كما ذكّر بأن هذه الإصابات قد تتراوح بين طفيفة ومتوسطة وقوية، وهي مشابهة لما قد يتعرض له هواة الألعاب العنيفة، ويقتصر أثر بعضها على فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 72 ساعة أو قد تمتد لعدة أشهر.
وتترافق هذه المعلومات التي كانت صحيفة الغاردين أول من كشف النقاب عنها مع ما أعلنه الجيش الأميركي أواخر سبتمبر/أيلول الماضي حول قراره إخضاع الآلاف من جنوده الذين سيتوجهون إلى العراق إلى اختبارات عقلية خاصة، لتحديد مدى استجابة أدمغتهم لعدد من اختبارات الذكاء والذاكرة.
وقال الجيش إن الهدف من وراء ذلك تحديد القدرات العقلية للجنود قبل دخولهم أرض المعركة لتسهيل تشخيص إصابتهم بـ quot;التوتر المرضي اللاحق للصدمةquot; الذي بات العدو السري للجنود الأميركيين في العراق.
ويأتي قرار الجيش بعدما أكدت مصادر طبية قبل أسابيع أن آلاف الجنود العائدين من الخدمة العسكرية في العراق، يعانون من إصابات شديدة التعقيد في الرأس والدماغ جراء التفجيرات والعمليات العسكرية، معربين عن خشيتهم من أن يعاني معظم أولئك الجنود من عوارض مرضية طويلة قد تلازمهم طوال حياتهم.
وتشمل الاختبارات العقلية مجموعة من العمليات الحسابية ومتابعة الرموز والأشكال عبر شاشات الكمبيوتر، ويتوجب على الجنود تسجيل إجاباتهم بأسرع وقت ممكن وذلك لتحديد مدى استجابة أدمغتهم.
وقد خضع بالفعل الآلاف من جنود الوحدة 101 المحمولة جوًا، والتي تعتبر إحدى أفضل الوحدات المقاتلة الأمريكية، إلى الاختبار، وقد أشار الجيش الأميركي إلى أن ذلك سيساعد على معرفة المستوى العقلي للجنود قبل انتقالهم إلى أرض المعركة كي يصار إلى مقارنته لاحقًا بالبيانات التي سيتم جمعها لدى عودتهم.