طهران:
قالت إيران اليوم الأحد أن مشاكل التمويل هي وراء سلسلة التأخيرات في بناء أول محطة نووية في مدينة بوشهر، وأعربت عن مخاوفها من أن تذعن موسكو للضغوط الأميركية لوقف العمل في المحطة.
وكانت شركة quot;اتومستروي اكسبورتquot; الروسية التي تقوم ببناء محطة بوشهر، قد أشارت إلى أن إكتمال العمل في المنشأة وتزويدها الوقود يمكن أن يتأخر مرة أخرى بسبب تأخر الدفعات المالية الإيرانية.
وصرح غلام رضا اغازاده رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أن مشاكل الشركة الروسية تكمن في نقص الأموال.
وصرح لوكالة مهر للأنباء شبه الرسمية: quot;إن هذا يتعدى ترتيباتنا القانونية، ولكن ولأننا نرغب في الإنتهاء من محطة بوشهر للطاقة في أسرع وقت، من الضروري حل هذه المشكلةquot;.
وبموجب الإتفاق المبرم بين طهران وموسكو في أيلول (سبتمبر) الماضي، كان من المقرر أن تزود روسيا إيران الوقود النووي في آذار(مارس)، وأن يبدأ تشغيل المحطة في أيلول(سبتمبر) على أن تبدأ بإنتاج الطاقة في تشرين الثاني (نوفمبر).
ويأتي هذا التأخير وسط ضغوط من الولايات المتحدة على روسيا لقطع المساعدات عن برنامج إيران النووي الذي تزعم واشنطن أنه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، الأمر الذي تنفيه إيران.
وقال اغازاده إن المسألة النووية أصبحت مسيسة اليوم، وقد تأخر البدء بتشغيل مفاعل بوشهر ونأمل ألا يعمد الروس في الوضع الراهن إلى تسييس هذه المسألة.
وزعم اغازاده أن رئيس مجلس الإدارة في الشركة الروسية تغيّر ثماني مرات وأن الشرطة لم تستخدم الأموال التي دفعتها طهران في الشكل اللازم.
وأضاف أن لهذا السبب لديهم مشاكل في السيولة، لقد وفينا باستمرار بإلتزاماتنا المالية مسبقًا.
وجاءت تصريحات اغازاده عقب محادثات بين الشركة الروسية والمسؤولين الإيرانيين في موسكو الأسبوع الماضي، إنتهت من دون التوصل إلى اتفاق، إذ اتهمت الشركة الروسية طهران مرة أخرى بعدم دفع الأموال في الوقت المحدد.
كما أعرب مسؤولون إيرانيون آخرون بينهم محمد سعيدي نائب اغازاده، عن مخاوف من إذعان روسيا للضغوط الأميركية لوقف العمل في المفاعل.
وقال سعيدي إنه إذا لم يتم تسليم الوقود خلال الأسبوعين المقبلين، فإن المسألة ستتعدى الجانب الفني والقانوني، لأنه في الوقت الحالي يتم بذل كل الجهود لتسليم الوقود.
وأضاف أنه لم يعد يلزم المفاعل لكي يبدأ الخدمة في آب (أغسطس) سوى تركيب عدد محدود من القطع.
وصرح رحمن غاخيمانبور المستشار في مجلس تشخيص مصلحة النظام أن السبب الحقيقي لتأخير العمل في المفاعل هو الضغوط الأميركية.
وقال لوكالة الأنباء الطالبية (ايسنا) إن الروس يتحدثون عن أسباب مالية وفنية، ولكنهم في الحقيقة يتعرضون لضغوط هائلة من الولايات المتحدة لوقف علاقاتهم مع إيران.
ورغم حرص روسيا على إبقاء علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، إلا أنها تقيم علاقة إقتصادية قوية مع إيران وعملت من أجل تخفيف العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على طهران بسبب برنامجها النووي.