الكويت: رفض رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي quot;الاجتهادات الشخصيةquot; المتعلقة بموضوع اختيار رئيس الوزراء معتبرا تلك الاجتهادات تدخلا في اختصاصات الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. وقال الخرافي في لقاء جمعه مع عدد من الصحافيين البرلمانيين ان موضوع اختيار رئيس الوزراء quot;حسمهquot; الدستور الكويتي quot;وهو حق للامير وحده .. وله ان يختار من يشاء سواء كان من ابناء الاسرة الحاكمة او من الشعبquot;.

وكان الخرافي يجيب على سؤال بشان ما اذا كان يؤيد ان تكون في الكويت حكومة شعبية منتخبة من خلال انتخاب رئيسها وما اذا كان ذلك يناسب المجتمع الكويتي. وقال quot;يجب ان لا تكونquot; هناك اجتهادات شخصية في هذا الموضوع quot;واعتبر هذا تدخلاquot; في اختصاصات الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.واعرب عن يقينه بان الحق الدستوري quot;هو في يد امينة و الجابر يتخذ دائما القرار الذي يحقق مصلحة الكويتquot;.

وعلى الصعيد ذاته نفى رئيس مجلس الامة ما اثير اخيرا حول وجود خلافات بينه وبين رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح قائلا quot;أؤكد ان هذا الكلام غير صحيحquot;.واضاف الخرافي quot;اقدر الاخ الفاضل رئيس الوزراء وله مكانة كبيرة في نفسيquot; معيدا الى الاذهان حين كان وزيرا معه في حكومة عام 1985.

واكد الخرافي ان الشيخ ناصر quot;سيجد منيquot; كل دعم وتعاون من منطلق الحرص على هذه العلاقة التي يجب ان تكون بين رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية وفق المادة 50 من الدستور التي تنص على التعاون بين السلطات.بيد انه اوضح ان quot;هذا ايضا لا يعني أن نتهاون في حقوق المجلس وعلينا معالجة القضايا المطروحة بحرص على الكويت ومستقبلها واهلهاquot;.

واكد الخرافي مجددا ان ما يربطه برئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد quot;ليس فقط علاقة رسمية وانما علاقة شخصية اقدرها واثمنهاquot;.وقال quot;سأعينه بقدر ما استطيع لكي يؤدي مهامه وسأكون له خير معينquot;.

مجلس الامة

في رده على سؤال آخر حول ما اذا كان حل مجلس الامة quot;واردquot; في المرحلة المقبلة قال الخرافي quot;لا أسمع عن الحل الا من خلال الصحافةquot;. وأوضح الخرافي ان قانون الانتخابات الذي اقر الدوائر الانتخابية الخمس quot;لا يجبرquot; المرشحين على خوض الانتخابات المقبلة quot;وفق قوائم معينةquot;.

وقال ان تعديل القانون المذكور استهدف تقليص الدوائر من 25 دائرة الى خمس دوائر quot;لذا سيكون هناك عشرة مرشحين لكل دائرة وللناخب الحق في انتخاب اربعة منهمquot; .ورفض الخرافي الاجابة على سؤال بشأن موقفه المستقبلي من خوض الانتخابات وقال quot;لن اجيب الان وسأنظر للموضوع في حينه وعندها سأقرر ما فيه مصلحة الكويتquot;.

وأكد انه لا خلاف لديه على تعديل عدد الدوائر ليصبح خمسا وان كان يفضل ان تكون الكويت عشر دوائر عوضا عن خمس مبينا ان quot;العشر دوائر هي الخيار الذي وضعه من وضع الدستور وقانون الانتخابquot;.واعاد الى الاذهان كيف تم تغيير القانون لزيادة عدد الدوائر الى 25 quot;بطريقة غير دستوريةquot;.

وقال quot;لذلك يجب أن نعود الى العشر دوائرquot; مضيفا انه quot;اذا كانت هناك حاجة بعد ذلك لاي تعديل فان ذلك يكون من خلال الاجراء الدستوريquot;.بيد انه افاد ان الحديث عن تعديل عدد الدوائر اصبح كالحديث عن quot;حليب انسكب وامامنا الان خمس وبالتالي علينا الاستعداد لهاquot;.

وعن حاجة اعضاء مجلس الامة الى ثقافة تشريعية اثر قيام البعض بتقديم عدد كبير من الاقتراحات بقوانين تمس بميزانية الدولة بشكل قد يؤثر عليها سلبا قال الرئيس الخرافي quot;لا استطيع القول بان المجلس بحاجة الى ثقافة تشريعيةquot;.واستدرك قائلا quot;لكن نعم لدينا الكثير من القوانين التي قد تشكل عبئا على ميزانية الدولة في المستقبلquot;.

واضاف quot;اقدر للزملاء النواب حرصهم على معالجة معاناة المواطن .. ولكن اتمنى ان تتم المعالجة من خلال نظرة مستقبلية للبلاد و للاجيال القادمة وليس فقط في الوقت الحاضرquot;. واعرب عن يقينه quot;انه بعد رسالة وبعد أن ننسق في ما بينناquot; سيتم التوصل الى نتيجة quot;لا ترهق الميزانية ولا تشكل عبئا عليهاquot; لاسيما وان الاقتراحات بقوانين المقدمة بهذا الشان تبلغ نحو 59 مقترحا.

واكد ضرورة معالجة هموم المواطن وحاجاته quot;بالشكل الصحيح حتى يتم التوصل الى نتيجة مفيدةquot; ومنطقية ومرضية للجميع. وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك حاجة ملحة لتعديل دستور البلاد اكد الخرافي ان الدستور quot;ليس قرآنا منزلا بل ان الدستور نفسه نص على جوازية التعديلquot;.

واضاف ان الدستور تضمن شرطا لتعديله هو quot;ان يكون التعديل نحو منح المزيد من الديمقراطية والحرياتquot;.وقال ان دستور الكويت من الدساتير شبه الجامدة والتعديل عليه quot;صعب جدا وليس بالسهولةquot; التي يعتقدها البعض.واشاد الرئيس الخرافي بلقاء امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الاخير مع أعضاء مجلس الامة قائلا ان الاجتماع quot;كان مثمرا واتسم بروح الاسرة الكويتيةquot;.

وقال في معرض اجابته على سؤال بشان تقييمه للعلاقة بين السلطتين في المرحلة المقبلة بعد لقاء الجابر اعضاء المجلس quot;كان اللقاء مثمرا وابتعد عن الاجراءات البروتوكولية والرسميةquot;.واشار الى تعامل الجابر الحضاري مع النواب حيث اتسم اللقاء بروح الاسرة الكويتية quot;اب مع ابناءه واخوانهquot;.

وقال ان امير البلاد ابدى خلال اللقاء ما لديه من ملاحظات وتوجيهات ارتبطت بالحرص على التمسك بالديمقراطية ودستور البلاد وشددت على اهمية التنسيق بين المجلس والحكومة والحفاظ على المال العام وعدم اساءة استخدامه من خلال تقديم اقتراحات تشكل عبئا على الاحتياطي العام للدولة ومستقبل الاجيال القادمة.

واضاف الخرافي كان لتوجيهاته quot;الاثر الكبيرquot; في نفوس النواب لاسيما ان ما طرحه في اللقاء quot;كان بطريقة محببة للنفسquot; اتسمت بحرصه على وحدة الكلمة والتنسيق بين السلطتين والتعاون والابتعاد عن التشنج والتوتر سواء بين النواب بعضهم البعض او بين النواب والحكومة.واعرب الخرافي عن شكره الجزيل للشيخ صباح quot;الذي عودنا دائما على مثل هذه اللقاءات والتي آمل ان تستمر ولا تتوقفquot;.

وعما اذا كان لقاء النواب مع الجابر قد اسس لمنهجية جديدة في التعاطي مع القضايا بين المجلس والحكومة قال الخرافي quot;اتمنى ان نعي جميعا الرسالة السامية وما قاله بين السطور ونحرص على هذه التوجيهاتquot;.واضاف ان quot;هذا لا يمنعquot; مجلس الامة في ان يقوم بواجبه في المراقبة والنقد والمحاسبة quot;ولكنquot; من خلال الاسلوب الحضاري والنقد البناء والابتعاد عن الشخصانية quot;والتأزيم من اجل التأزيمquot;.

المرأة الكويتية

وعن اخفاق المرأة الكويتية في الحصول على مقعد في البرلمان في الانتخابات الأخيرة وما اذا كان استخدام quot;الكوتاquot; سيساهم في ايصالها الى البرلمان قال رئيس مجلس الامة ان quot;مشكلة المرأة هو في تصويتهاquot;.

واعاد الى الاذهان ما افضت اليه انتخابات المجلس البلدي حين ترشحت احدى النساء وحصول المرشحة المذكورة quot;على عدد جيد من الأصواتquot; الا ان الفوز لم يحالفها.وقال quot;اتضح بعد ذلكquot; ان ما حصلت عليه المرشحة من اصوات الرجال في دائرتها الانتخابية quot;فاقquot; ما حصلت عليه من اصوات النساء.

واضاف ان الانتخابات البرلمانية الاخيرة quot;كشفتquot; عن ان المرشحات حصلن على اصوات من الرجال اكثر مما حصلنه من نظيراتهن النساء.وافاد quot;لو كان هناك التزامquot; من المرأة للمرأة quot;لاحتلت المرأةquot; مقعدها في البرلمان الحالي.ودعا الخرافي الجمعيات النسائية الى العمل quot;منذ الآنquot; للتحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة والمساهمة في دعم المرأة بما يمكنها من اقناع المرأة للتصويت لها ومن ثم الحصول على كرسي في البرلمان.

واكد ان هناك عوامل كثيرة دفعت باتجاه اخفاق المرأة الكويتية في الفوز في الانتخابات الاخيرة لكن هذه العوامل quot;ليست محصورةquot; في الكويت وانما في الدول الأخرى كافة quot;فنجد المرأة لا تصوت للمرأة بسبب طبيعة المجتمعquot;. وفي رده على سؤال بشان ما اذا كان هناك توجها لدى مجلس الامة في تحريك ملف تجنيس المقيمين بصورة غير قانونية (البدون) ومنح المستحقين منهم الجنسية الكويتية قال الخرافي quot;هذا المجلس اكثر المجالس حرصا على دراسة هذا الملفquot;.

واضاف ان نواب المجلس حريصون على انهاء موضوع البدون quot;باسرع وقت ممكنquot; ومنح الجنسية الكويتية لمن quot;يستحقها ... وأكرر لمن يستحقهاquot;.وافاد ان الجميع حريصون على انهاء مشكلة البدون واعتبار الموضوع منتهيا قائلا لمن لا يستحق الجنسية ان quot;الموضوع قد انتهى ولن يحصل على شيءquot;.واكد الخرافي ضرورة معالجة النواحي الانسانية quot;التي يعاني منهاquot; من ليس لديه جنسية مشيرا الى ان المعالجة يجب ان تكون من quot;منطلق الحرصquot; على حل الجوانب الانسانية ومنح تلك الفئة الحياة الكريمة على ارض الكويت.

وحول ما اذا كانت التصفيات بين نواب بعض الكتل التي حدثت في المجلس في الآونة الأخيرة تمثل ظاهرة طبيعية في البرلمانات ام هي تصفية حسابات سياسية قال الخرافي quot;اكثر ما يؤلمني كرئيس لمجلس الامة ان ارى خلافا بين النواب والنوابquot;. واضاف quot;أتألم لانني أشعرquot; بان المجلس يجب ان يكون فريقا واحدا وفي حالة الاختلاف يجب ان نعرف كيف نختلف.

ومضى يقول quot;لا يعيبنا الخلاف ولكن يعيبنا الا نعرف كيف نختلفquot; مبينا ضرورة ان يسود الاحترام بين الجميع واحترام الرأي والرأي الآخر والابتعاد عن quot;المواضيع الشخصية غير المتربطة بالمواضيع المطروحةquot; واحترام العمل البرلماني وعدم الخروج عن اصول اللائحة من اسلوب نقاش وحديث.

وفي جانب آخر رفض الخرافي الاجابة على سؤال عما اذا كانت عائلته ستسعى الى اصدار صحيفة خاصة بها في المستقبل لاسيما وان من حق كل تيار ورجل اقتصاد ان تكون له صحيفته الخاصة به قال مخاطبا الصحافيين quot;ارجو الابتعاد عن الاسئلة الشخصية لاسيما ما يتعلق باسرتيquot;.واضاف quot;لا أستطيع ان اجيب حول ما اذا سيكون هناك توجه لاصدار صحيفة الآن ... ولكن كل شيء جائزquot;.

العراق

وحول تصريحه الأخير الذي أدلى به قبل يومين لاذاعة هيئة الاذاعة البريطانية (بي .بي.سي) بشان الديون الكويتية المستحقة على العراق وما اذا كان يقصد بعدم مطالبة الكويت بها quot;حتى الانquot; بأنه لن تتم المطالبة بها ما لم يصدر قرار دولي بشانها قال الخرافي quot;لا أقصد بان نطالب او لا نطالب بالديونquot;.

واوضح انه quot;من الخطأquot; اثارة موضوع quot;غير ذي جدوى في هذا الوقتquot; مبينا ان الغاء الديون الكويتية المستحقة على العراق quot;لن يزيد أن ينقصquot; في استقراره. وقال الخرافي quot;اعتقد واتمنى أن يكون لدينا توجه في الكويت على الاقل في اعتبار هذه الديون قرض حسن يسدد حينما يستطيع العراق سدادهquot;.

واعرب عن الاعتقاد بان العراق quot;أغنى بكثيرquot; من الكويت quot;وامكانياته اكبر بكثيرquot; من الكويت فالامكانيات التي لديه وما سيتوفر ايضا لديه من قدرات مالية بعد الاستقرار اكثر من الكويت. واكد مجددا انه quot;اذا اعتبرناquot; الديون الكويتية قرض حسن quot;فلن يكون هناك مجالاquot; للمطالبة بهذا القرض quot;الا بعدquot; ان يستطيع العراق ان يفي به.

وكان الخرافي قد نفى ان تكون الديون الكويتية المستحقة على العراق سببا في حالة عدم الاستقرار التي يعيشها او المعوقات التي يواجهها قائلا quot;لا أعتقد ان الديون هي مشكلة العراق الرئيسيةquot;.وقال في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ردا على سؤال حول حالة عدم الاستقرار التي يعيشها العراق وما اذا كانت الديون الكويتية سببا في المعوقات التي تواجهه quot;استطيع القول بهذا الصدد ان الديون الكويتية ليست المشكلة الرئيسية للعراق وانما مشكلته تتعلق بعدم استقرارهquot;.