موسكو: إتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء استونيًا بالعمل على quot;بث الفرقةquot; عبر نقل مكان نصب تكريم للجنود السوفيات، كما هاجم الولايات المتحدة ضمنًا متهمًا إياها بالتسلط، وذلك خلال الإحتفالات السنوية في موسكو بالانتصار على النازية. وقال بوتين أمام نحو 6000 عسكري في الساحة الحمراء، شاركوا في العرض العسكري التقليدي السنوي الخاص بهذه المناسبة، إن الذين يدنسون النصب الخاصة بأبطال الحرب إنما يهينون شعوبهم ويبثون الفرقة والريبة بين الدول والناس.

ونشبت أزمة دبلوماسية حادة بين موسكو وتالين، بعد قيام السلطات الاستونية بنقل مكان نصب أقيم في إحدى ساحات تالين تخليدًا لجنود الجيش الأحمر، الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية إلى مدفن عسكري في العاصمة الاستونية. وأضاف بوتين أنه لا بد من البحث عن أسباب كل حرب بالمقام الأول في الإخطاء التي ترتكب أيام السلم وعن جذورها في إيديولوجية المواجهة والتطرف.

وتابع أن هذه المخاطر لا تتراجع بل تتحول وتغير وجهها. وهذه المخاطر الجديدة تنطوي دائمًا، كما في حقبة الرايخ الثالث على تسلط وإزدراء بالحياة البشرية بالفرادة العالمية، في تلميح إلى الولايات المتحدة. وقال بوتين أيضًا، إن مسؤولية مشتركة وشراكة على قاعدة المساواة وحدهما بإمكانهما إفساح المجال لمقاومة هذه التحديات وأي محاولة لإشعال نزاع مسلح جديد ونسف الأمن في العالم.

وتشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن حالة توتر منذ أسابيع عدة على خلفية عزم واشنطن على نشر درع مضادة للصواريخ في بولندا وتشيكيا وهما دولتان كانتا تدوران حتى أوائل التسعينات في الفلك السوفياتي.

وتتهم روسيا الأوروبيين والأميركيين بدعم تالين في الخلاف حول نصب جنود الجيش الأحمر. ويذكر خطاب بوتين بالكلمة التي ألقاها في شباط (فبراير) في ميونيخ وندد فيها بسعي الولايات المتحدة إلى الهيمنة بشكل، يزعزع الإستقرار، في العالم وبميول منظمة حلف شمال الأطلسي التوسعية.

وتزور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس موسكو الثلاثاء حيث ستجرى محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف. وتحتفل روسيا في التاسع من أيار (مايو) من كل سنة بذكرى الإنتصار على النازية. وكانت ألمانيا وقعت استسلامها في الساعة 23:00 بتوقيت ألمانيا من يوم الثامن من أيار (مايو)، إلا أن روسيا تحتفل بهذه المناسبة في التاسع بسبب الفارق في التوقيت بين البلدين.

وينظم، كل سنة في هذه المناسبة، إستعراض عسكري ضخم في الساحة الحمراء على طراز الإستعراضات العسكرية في الحقبة السوفياتية، ولا تغيب عنه سوى المعدات الثقيلة من دبابات وقاذفات صواريخ ومدرعات، وتعم روسيا موجة عارمة من الوطنية تترافق مع عرض العديد من الأفلام الوثائقية وأفلام الحرب على التلفزيون.

وجرى الإستعراض في الساحة الحمراء بعد خطاب بوتين، فيما راحت تسع طائرات مقاتلات تحلق فوق الساحة. وعلى مسافة من الساحة الحمراء سار نحو عشرة آلاف شخص بدعوة من الحزب الشيوعي الروسي حاملين أعلامًا حمراء ورافعين شعارات وطنية، وفق ما نقلت وكالة ايتار-تاس.