أنقرة: أعلنت الحكومة التركية ان القضاء على المتمردين الأكراد أصبح أولوية رئيسية. جاء ذلك في بيان عقب اجتماع طارئ عقده القادة السياسيون والعسكريون فى تركيا لبحث سبل الرد على الهجوم الذى شنه الانفصاليون الاكراد بالقرب من الحدود مع العراق واشعل قتالا سقط فيه خمسة عشر جندياً تركيا وثلاثة وعشرين من حزب العمال الكردستاني. وقد وصف القتال بأنه الأكثر دموية منذ عدة اشهر وقد قطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان جولة كان يقوم بها فى دول اسيا الوسطى وعاد الى تركيا لحضور الاجتماع .
وتعهد الرئيس التركي عبد الله جول برد قوي على الهجوم ، وقال في بيان نشر على موقع الرئاسة التركية إن تركيا مصممة على الاستمرار في عملياتها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني وقال: quot;دعني اؤكد مرة اخرى ان نضالنا سيستمر ضد حزب العمال الكردستاني مهما كانت الكلفةquot;.
وكانت قاعدة للجيش التركي تعرضت لاعنف هجوم عسكري شنه عناصر حزب العمال الكردستاني هذا العام اسفرعن سقوط هذا العدد من الجنود الاتراك بين قتيل وجريح يوم الجمعة في منطقة شمدينلي التابعة لمقاطعة هكاري القريبة من الحدود التركية العراقية الايرانية. واصدرت رئاسة اركان الجيش التركي بيانا السبت قالت فيه ان 23 مقاتلا من حزب العمال الكردستاني قتلوا في هذه الاشتباكات.
وشن الجيش التركي هجوما جويا وبريا واسعا مستخدما المدفعية والطائرات المقاتلة على مواقع المسلحين الذين شوهدت مجموعة منهم على مسافة10 كم من موقع الهجوم. وشمل القصف التركي مواقع الحزب داخل تركيا والعراق حسب بيان الجيش التركي.
وصرح رئيس الدائرة الاعلامية في قيادة اركان الجيش التركي الجنرال متين جوراك لوكالة انباء الاناضول التركية شبه الرسمية ان اثنين من الجنود لا يزالان في عداد المفقودين بينما اثنان في جراحهما بالغة وانه تم ارسال تعزيزات عسكرية الى منطقة المواجهات.
هجوم عنيف
واشار الى ان قتلى الجيش سقطوا خلال هجوم شنه المقاتلون الاكراد على قاعدة كتيبة من الوحدات الخاصة التركية تبعد عن الحدود العراقية مسافة عشرة كيلو مترات وان الهجوم تم تحت غطاء من القصف العنيف بالاسلحة الثقيلة من مواقع داخل الحدود العراقية.
لكن موقعا مقربا من حزب العمال الكردستاني على شبكة الانترنت اعلن ان المقاتلين الاكراد استخدموا الفذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة في الهجوم. وجاءت هذه الاشتباكات بعد انتهاء وقف اطلاق للنار اعلنه الحزب لمدة ثلاثة ايام بمناسبة حلول عيد الفطر الذي كان اخر ايامه يوم الخميس الماضي في تركيا. وصرح رئيس البرلمان التركي كوكسال توبتان ان تركيا سترد على هذا الهجوم quot;الرد القاسي المناسبquot;.
تنديد كردي عراقي
من جانبه ندد متحدث باسم رئاسة اقليم كردستان في العراق، في بيان صدر السبت، بتلك العملية العسكرية التي قام بها عناصر حزب العمال الكردستاني في منطقة شمزينان بتركيا. وقال البيان ان:quot; رئاسة اقليم كردستان ترفض وبشدة هذه العملية العسكرية وتعرب عن القلق البالغ حول النتائج السلبية لمثل هذه الاعمال غير المسؤولةquot;.
واضاف البيان :quot; لقد اعلنا مرارا من ان العنف والعمل المسلح لا يؤدي الى اي هدف، وان هذه العملية لا تخدم اي جهة تريد الخير والوصول الى الامن والسلامquot;. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان طلب من البرلمان مؤخرا تمديد التفويض الممنوح للجيش التركي لشن عمليات عسكرية داخل العراق والذي ينتهي في السابع عشر من الشهر الجاري.
يذكر ان الصراع بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني المستمر منذ اكثر من 24 عاما قد اسفر عن مقتل عشرات الالاف وتدمير الاف القرى وتشريد ملايين القرووين الاكراد من مناطق المواجهات.
واشارت احدث احصائيات الجيش التركي الى ان هذا الصراع ادى الى مقتل 6500 ومن قوات الامن والجيش التركي و5500 مدني و32 الفا من عناصر حزب العمال الكردستاني ولم يتم التأكد من صحة هذه الارقام من مصادر مستقلة.
التعليقات