ألفا فلسطيني يتظاهرون فيها بينما تسعى إسرائيل لإتمام الترحيل
يافا تعود لفلسطين بعد غياب ستين عاما!

نضال وتد من يافا:

في مشهد لا تخطئ العين دلالته تظاهر، يوم الجمعة ،أكثر من ألفي فلسطيني في الداخل، في مدينة يافا، وجابوا شوارعها التاريخية، فيصل، والنزهة والحلوة والعجمي والمنشية ، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، ويرددون الشعارات الوطنية المؤكدة للحرية وحق العودة، وعلى الثبات في الوطن.وانطلقت المظاهرة الجبارة، ألأولى من نوعها في يافا منذ يوم الأرض الأول في الثلاثين من آذار عام 1976، من منطقة التلة في يافا المطلة على البحر، في إطار الفعاليات والنشاطات التي يقوم بها فلسطينيو الداخل لإحياء الذكرى الثانية والثلاثين ليوم الأرض. وهي المرة الأولى التي يشارك فيها أهالي يافا بحدث مركزي ضمن فعاليات يوم الأرض.

وشارك في مظاهرة يافا اليوم ممثلون عن كافة الأحزاب العربية الفلسطينية في الداخل، وبرز في مقدمة المظاهرة كل من الشيخ رائد صلاح، وشوقي خطيب، رئيس لجنة المتابعة لشؤون الفلسطينيين في إسرائيل، والنائب محمد بركة عن الجبهة والنائب جمال زحالقة عن التجمع الوطني وإبراهيم صرصور عن القائمة العربية الموحدة. وجاءت مظاهرة اليوم في ظل الوضع الخانق الذي يعانيه الفلسطينيون في يافا من تشديد الخناق عليهم ومحاولات السلطات الإسرائيلية اقتلاع من تبقى منهم في المدينة تحت ذرائع وحجج مختلفة ومتنوعة.

فقد قال أحد سكان يافا وسيم بيرمي، إن الوضع في يافا على حافة الانفجار فالسلطات الإسرائيلية انتزعت على مدار الستين عاما الماضية أراضي وبيوت يافا التاريخية وأبقت من ظل من أهالي المدينة في quot;غيتو quot; العجمي، واليوم تسعى السلطات الإسرائيلية إلى اقتلاع من تبقى في يافا، مستغلة أنظمة وقوانين البناء تارة، وسلطات ما يسمى القيم على أملاك الغائبين.

وأشار بيرمي لـ quot;إيلافquot; الى أن هناك أكثر من 540 أمر هدم وإخلاء قد تم تسليمها في العامين الأخيرين للفلسطينيين في يافا، كما أن القيم على أملاك الغائبين، الذي يسيطر على عدد كبير من المنازل العربية في يافا يتربص للسكان الفلسطينيين في حي العجمي التاريخي، حيث يقوم ببيع المنازل والبيوت العربية، لأثرياء يهود.

ولفت البيرمي في هذا السياق إلى أحد مشاريع البناء والاستيطان الكبيرة التي تنفذ في يافا بتوجيه وتمويل من بلدية تل أبيب- يافا ومن جهات ومنظمات يهودية، ورجال أعمال لإقامة مجمعات سكنية فارهة للأثرياء فقط فوق مساكن وأراض عربية، بحجة البناء لأزواج شابة، أحدها مشروع يعرف باسم quot;أندروميداquot; ( وتتم إقامته على عقارات للكنيسة اليونانية) والذي يصل فيه ثمن الشقة الواحدة لستمة ألف دولار، وهو مشروع ينوي القائمون عليه على بناء سور حوله، بحيث يمنع quot;العامةquot; من الناس ممن لا يسكنون داخله من دخول المنطقة وحتى الوصول إلى شاطئ البحر بدعوى الحفاظ على خصوصيات أصحاب العقارات.

إلى ذلك تعمل بلدية تل أبيب بتشجيع ودعم من الحكومة الإسرائيلية على السعي لمصادرة أراضي مقبرة طاسو التاريخية واستغلالها لإقامة مباني وشقق سكنية لليهود. من جانبه قال السيد عيسى ضبيط، وهو من أهالي يافا، وتجاوز اليوم الستين عاما، إن يافا تعود اليوم لأصلها، فيافا لم تشهد منذ النكبة مثل هذا النشاط وهذه الصحوة الوطنية، وهو اليوم في يافا بعد غياب قسري عن المدينة طال ستين عاما، لكن ابنته، بثينة من ناشطات رابطة شؤون عرب يافا، وكانت بين منظمي المسيرة، ترافق الصحافيين، وتوصي لهم وبهم أهل يافا وفلسطينيين، خصوصا إذا كانوا من الصحافيين الأجانب.

وفي الوقت الذي طنطنت فيه الصحافة العبرية، منذ أوائل الأسبوع الماضي، عن صحوة يافا ونية أهاليها المشاركة في فعاليات يوم الأرض، كان أبناء يافا اليوم يبدون مندهشين فيما يجري حولهم، فيافا التي عرفوها منذ النكبة، حبيسة الغيتو، بين البحر غربا وشوارع تل أبيب شرقا، ازدانت اليوم بأعلام فلسطين، وجاب شوارعها أهل فلسطين من المثلث والجليل.

وعن ذلك قالت الشابة سماهر كبوب، من يافا: إن ما شهدته مدينة يافا اليوم، نابع بالأساس من ازدياد الوعي لدى أهالي يافا، وخصوصا الأجيال الشابة، التي ترى ما يحدث حولها، وكيف تقوم السلطات والحكومة بالاستيلاء على ما تبقى من يافا، ولكن طالما بقي هناك وعي يبقى الأمل للأجيال الشابة، إن مظاهرة اليوم تمد الأهل في يافا، كما في باقي المدن المختلطة (المدن الفلسطينية التاريخية على الساحل التي تسمى اليوم مدن مختلطة، مثل اللد والرملة وحيفا وعكا) بالقوة والعزم في معركة البقاء والصمود، وكلما وصل عدد أكبر من الناس من خارج يافا للتضامن مع الأهل هنا فإن ذلك يزيد من الوعي الوطني، كما أنه يساعد في تبديد الخوف والتردد في المناسبات الوطنيةquot;.

وقال فادي شبيطة، من يافا إن الدولة العبرية تقوم بعملية ترحيل هادئة للسكان العرب في يافا وهي تقوم ببيع المدينة لأصحاب المال والنفوذ الذين يقومون ببناء أبراج سكنية مغلقة، إنه ترانسفير بكل معنى الكلمة وحتى وإن كان لا يتم بواسطة الحافلات، بل بتضييق الخناق على السكان، وحرمانهم حق البيت والمسكن، واضطرارهم للرحيل، بعد إصدار أوار إخلاء وهدم لمنازلهم.

وقال النائب د. جمال زحالقة: quot;قبل ستين عاماً هُجر أهالي يافا من مدينتهم ولن نسمح بتكرار التهجير ثانيةً. إن الخطة المجنونة للسلطة الإسرائيلية والبلدية بهدم وإخلاء 500 منزل في يافا لن تمر، وإذا حاولوا تنفيذها فلن نقف مكتوفي الأيدي وسندافع عن حقنا في المسكن والبقاءquot;.وأضاف النائب زحالقة: quot;القضية ليست قضية ممتلكات بل هي قضية وجودية، نكون أولا نكون في مدينة يافا الغالية. نحن الأصل وسكان البلاد الأصليين ولن نسمح لأحد باقتلاعنا ويهجر الناس من بيوتهمquot;

وقال الشيخ رائد صلاح:quot; سئلت قبل دقائق من قبل بعض الإعلاميين ، لماذا جئتم إلى هنا ؟؟، وقلت له ولا زلت أقول: quot;نحن لم نأتي إلى هنا ، لأننا نحن من هنا أصلا. وأضاف يقولquot; إننا على موعد مع أهالي يافا بعد أسابيع لتنفيذ مشروع التواصل والذي من خلاله سنبني ونرمم عشرات البيوت ، نحن هنا باقون في وجه مصادرة أرضنا، باقون في وجه سياسة هدم بيوتنا، باقون في وجه الأيدي الآثمة التي تمتد على أراضي مقبرة طاسو ، باقونquot;.

*الصور بعدسة إيلاف