بغداد : فشل البرلمان العراقي لليوم الثاني على التوالي في عقد جلسة لبحث الاوضاع الامنية في مدينة البصرة وجنوبي العراق.

وكان البرلمان فشل امس أيضا في عقد جلسة استثنائية دعا اليها رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني بطلب من الكتلة الصدرية والنائب ابراهيم الجعفري.

وقال النائب عن التيار الصدري نصار الربيعي في مؤتمر صحافي ان الجلسة حضرها نحو مئة نائب فقط فلم يتوافر النصاب القانوني وهو 275 نائبا. وذكر الربيعي انه كان مقررا التصويت على اللجنة التي امر المشهداني بتشكيلها امس لبحث ومتابعة الوضع جنوبي البلاد.

ويعبر هذا الفشل عن عدم رغبة أغلبية النواب بطرح العملية العسكرية في البصرة على البرلمان.وكان النواب العراقيون رفضوا الاربعاء الماضي اقتراحا تقدمت به الكتلة الصدرية لطرح مسالة البصرة على النقاش خلال جلسة البرلمان.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وصف اليوم المسلحين الذين يقاتلون قوات حكومته في مدينة البصرة، جنوب العراق، بأنهم quot;أسوأ من تنظيم القاعدةquot;.

وقال المالكي، الذي كان يتحدث أثناء لقائه بعدد من وجهاء وشيوخ العشائر في مدينة البصرة اليوم، quot;لقد جئنا إلى مدينة البصرة لمحاربة الخارجين عن القانون ومحاربة المهربين ولم نأت لمواجهة حزب أو تيار سياسي لأننا لا نريد مواجهة سياسيةquot;، في إشارة إلى التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر.

وأضاف quot;لكننا فوجئنا بخروج جهة سياسية ونزول أتباعها إلى الشارع بكل ما لديهم من أسلحة لمواجهة الدولة وضرب الجيش والمؤسسات الحكوميةquot;.

وتابع quot;مع الأسف الشديد كنا نتحدث عن القاعدة ولكن كان فينا من هم أسوأ من القاعدةquot;، في إشارة إلى quot;جيش المهديquot; الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وأردف quot;عناصر القاعدة يقتلون الأبرياء ويخربون المنشآت وهم (المسلحون) يقومون بذلك أيضاً، وعناصر القاعدة يريدون إفشال العملية السياسية وهم يخططون لذلك، وهم يريدون ما يريده تنظيم القاعدة, إذن نحن أمام خطر آخر في أوساطناquot;.

وجدد المالكي عزمه على مواجهة الميليشيات ليس في البصرة فحسب وإنما في كل إنحاء العراق، وقال quot;صار لزاما علينا مواجهة المسلحين هنا في البصرة وامتداداتهم في كل شبر من العراق لأنه لن يكون هناك مستقبل للدولة العراقية بالسكوت عن هذه العصاباتquot;.

وأكد انه يتحمل المسؤولية لأنه تساهل في قول كلمة quot;لاquot; لمن وصفهم بـquot;الخارجين عن القانونquot;، وقال quot;لقد صبرنا كثيرا وتحملنا كثيرا واعتقد أننا نتحمل المسؤولية كان المفروض بنا منذ البداية ان نقول كلمة لا ونقف عندها بقوةquot;.

وأضاف quot;إن العراق لا يحكم من قبل حزب واحد ولا من قبل شخص ما، بل الذي يحكم العراق هو الدستورquot;، مشيرا إلى أن هذا لم يرق للجهلة والمتطرفين والملغومين من النظام السابق والامتدادات الإقليمية التي تريد العبث بأمن المحافظةquot;.

وأكد المالكي quot;أن المسلحين استهدفوا البصرة لأنها تعني الشيء الكثير للعراق بثرواتها وإمكاناتها البشرية وان التركيز منصب من الداخل والخارج لإرباك الوضع فيها حتى لا تكون بوابة الخير للعراقquot;.

ومضى يقول quot;لقد تحولت البصرة إلى مساحة نفوذ للعصابات المنظمة وغير المنظمة وان الحكومة كانت تحاول جهد الإمكان إن تجد حلولاً سلمية للمشاكل في البصرة وللوجود الميليشياوي فيها غير أنها لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التخريبquot;.

وجدد عزمه على عدم مغادرة البصرة إلا بعد تثبيت الأمن فيهان وقال quot;إن عزمنا اكيد وشديد بأننا لن نترك البصرة ولن نغادرها الا بتثبيت الأمن فيها ومعاقبة كل من شهر السلاح بوجه الدولة، لكنه استدرك بالقول quot;لا نريد الانتقام لأنهم أبناؤنا ولا نريد أن نغلق المنافذ وإنما وضعنا لهم ضوابط بتسليم السلاح وعدم الاعتراض على الاعتقالات التي تنفذها القوات الحكومية للمطلوبين في اوساطهمquot;.

وتابع المالكي quot;إذا اصروا على الرفض نصر على الاستمرار في المواجهةquot;، مشيرا إلى أن العشائر العراقية تقوم حاليا بدعم الحكومة في عملياتها العسكرية.

وكان المالكي دعا أنصار التيار الصدري إلى تسليم سلاحهم إلى الدولة، مقابل المال، في مهلة أقصاها 72 ساعة، قبل أن يعلن أخيراً عن تمديد هذه المهلة إلى الثامن من نيسان/أبريل المقبل.

وكان بيان للمركز الوطني للإعلام أعلن اليوم أن 18 عشيرة عراقية في جنوب بغداد ومحافظة واسط أعلنت وقوفها إلى جانب الحكومة في سعيها إلى بسط سلطة القانون على كامل الأراضي العراقية.

تمديد حظر التجول في بغداد

في غضون ذلك، ذكر التلفزيون العراقي الرسمي نقلا عن القيادة العسكرية في العاصمة العراقية انه تم تمديد العمل بقرار حظر التجول الذي فرض منذ مساء الخميس على بغداد الى اجل غير مسمى في حين كان يفترض رفعه صباح الاحد. واعلن تلفزيون +العراقية+ quot;ان القيادة العسكرية في بغداد قررت تمديد العمل بحظر التجول المفروض على العاصمة لفترة غير محددةquot;.

مصرع جنديين أميركيين شرق بغداد

من جهة اخرى، ارتفع عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية العاملة في العراق إلى 4007، بمصرع جنديين اثنين السبت.وقال بيان للجيش الأميركي إنّ جنديين يعملان في صفوفه قتلا شرق بغداد.

وأوضح أنّ لغما أصاب مركبة تابعة للجيش الأميركي كان على متنها القتيلان، مما أدى إلى مصرعهما.

وكان الجنديان يعملان في صفوف الكتيبة متعددة الجنسيات ببغداد، ولم يتمّ الكشف عن هويتهما إلى حين إبلاغ عائلتيهما.

وكانت بداية الأسبوع، قد تزامنت مع بلوغ عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية الرقم الرمزي 4000 عندما أعلن الجيش الأحد، مصرع أربعة من جنوده في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في جنوبي العاصمة بغداد.

وجاءت هذه المحصلة الدامية في صفوف القوات الأميركية المنتشرة في العراق بعد أيام قليلة على حلول الذكرى الخامسة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة، ودخولها عامها السادس.