عواصم: اكد الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس لنظيره الجورجي ميخائيل ساكشفيلي انه يريد نهاية سريعة quot;للحصارquot; الذي تفرضه روسيا على جورجيا، حسب ما اعلن البيت الابيض.
واعلن المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان quot;الرئيس قال بان الولايات المتحدة تريد بان تطبق روسيا الاتفاق (الذي ينص) على سحب قواتها وانهاء الحصار الذي تفرضه على جورجياquot;.
اميركا تطالب روسيا بمغادرة جورجيا quot;الانquot;
و طالبت واشنطن يوم الخميس روسيا بأن تسحب قواتها من جورجيا quot;الآنquot; لكن موسكو قالت ان القسط الاكبر من قواتها لن يغادر الاراضي الجورجية قبل مضي عشرة أيام أخرى.
وفي علامة على تزايد التوتر بين موسكو والغرب بشأن الصراع في جورجيا قالت وكالة انباء روسية ان روسيا جمدت مؤقتا تعاونها مع حلف شمال الاطلسي رغم عدم ورود تأكيد فوري.
وفي واحد من اكثر تصريحات واشنطن شدة حتى الآن أعلن البيت الابيض ان روسيا تنتهك التزاماتها بمغادرتها الاراضي الجورجية بعد ان ألحقت هزيمة بقوات جورجيا في حرب نشبت منذ اسبوعين.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردون جوندرو انه لا يمكنه ان يتصور أي ظروف يمكن للولايات المتحدة فيها ان تتعاون عسكريا مع موسكو الى ان يحل الوضع في جورجيا.
ويضيق صبر واشنطن يوما بعد يوم مع انتظارها انسحابا كاملا للقوات والعتاد الذي ارسلت به روسيا الى جارتها الصغيرة في منطقة القوقاز منذ اسبوعين للتصدي لهجوم جورجي على منطقة اوسيتيا الجنوبية التي تدعمها موسكو.
ورأى مراسل لرويترز رتلا من دبابات من طراز تي 72 عند الحدود بين روسيا وجورجيا في أول علامة على سحب مدرعات ثقيلة من الاراضي الجورجية لكن في اماكن اخرى بقيت القوات الروسية كما هي.
وقال قائد القوات البرية الروسية ان كل القوات التي ارسلت لتعزيز قوات حفظ السلام الروسية في اوسيتيا الجنوبية ستعود الى روسيا في غضون عشرة أيام.
وقال فلاديمير بولديريف للصحفيين في سوتشي حيث مقر الاقامة الصيفي للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عبر الهاتف quot;هذه القوات ستسحب الى الاراضي الروسية.quot;
ولم يتضح على الفور كيف سيتوافق هذا الجدول الزمني مع التزام سابق لروسيا بسحب قواتها الى خلف منطقة عازلة حول اوسيتيا الجنوبية بحلول نهاية يوم الجمعة.
لكن موسكو قالت انه حتى بعد الانسجاب ستنشر 500 جندي فيما تطلق عليه quot;منطقة مسؤوليةquot; ضمن عملية لحفظ السلام لحماية اوسيتيا الجنوبية.
وبهذا ستظل قوات روسية داخل قلب الاراضي الجورجية وقريبة من الطريق السريع الرئيسي بين الشرق والغرب الذي يعتمد عليه اقتصادها.
وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي تدعمه الولايات المتحدة ويريد ان تنضم دولته الصغيرة السوفيتية سابقا الى عضوية حلف شمال الاطلسي انه لن يسمح بهذا.
وقال لرويترز في العاصمة تفليس quot;لن تكون هناك مناطق عازلة. لن نعيش ابدا مع اي مناطق عازلة. لن نسمح ابدا بشيء مثل هذا.quot;
وقال مراسل لرويترز عند نفق روكي الذي يبعد بضعة كيلومترات عن الحدود بين جورجيا وروسيا والذي يعد طريق العبور الرئيسي للقوات الروسية ان بعض العتاد يجري سحبه.
وقال quot;يمكنني أن أرى 21 دبابة من طراز تي-72 تتحرك نحو نفق روكي باتجاه روسيا.quot;
وأضاف quot;يمكنني أيضا أن أرى أيضا أربع قاذفات مدفعية جراد وعددا من ناقلات الجند المدرعة والشاحنات الثقيلة تستعد لدخول النفق.quot;
وقال شاكاشفيلي في مؤتمر صحفي في وقت سابق ان الجيش الروسي ابعد ما يكون عن الانسحاب بل انهم يوسعون المناطق التي يحتلونها.
واضاف quot;انهم لا يبدون اي علامة على انهم يريدون التخلي عن السيطرة... فيما يبدو أن كلمة.. انسحاب.. يفهمها مختلف الناس بطرق مختلفة.quot;
ونشبت الازمة يومي السابع والثامن من اغسطس اب عندما حاولت جورجيا استعادة سيطرتها على اوستيا الجنوبية وهي منطقة مؤيدة لموسكو انفصلت عن جورجيا عام 1992. وردت القوات الروسية ودخلت الاراضي الجورجية وتغلبت على الجيش الجورجي في قتال شرس.
وضغط حلف شمال الاطلسي على روسيا لتسحب قواتها سريعا من جورجيا وجمد الحلف اتصالاته مع روسيا بسبب الصراع.
وذكرت وكالة الاعلام الروسي للانباء نقلا عن المبعوث الروسي لدى حلف شمال الاطلسي ديمتري روجوزين قوله ان وزارة الدفاع الروسية جمدت مؤقتا التعاون مع الحلف في انتظار قرار من الكرملين بشأن العلاقات في الاجل الطويل.
وقد يفسد هذا اتفاقا تنتقل بموجبه كثير من الامدادات الى قوات الامن التابعة للحلف في افغانستان من خلال المجال الجوي الروسي.
وفي تأكيد على الدعم الغربي لجورجيا قال جنرال اميركي كبير انه من المتوقع ان تساعد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) تفليس على اعادة بناء جيشها الذي حطمه الهجوم الروسي.

مجلس الامن الدولي منقسم حول جورجيا
اعلن دبلوماسيون ان مجلس الامن الدولي انقسم الخميس حول مشروعي قرارين مختلفين يهدفان الى حمل الامم المتحدة على الموافقة على وقف العمليات العدائية في جورجيا على اساس اتفاق السلام الذي ناقشته فرنسا.
واعرب سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين اثر اجتماع مغلق لمجلس الامن عن quot;الامل في الحصول على دعم الدول الاعضاءquot; لمشروع القرار الذي كان رفعه بالامس.
وكان تشوركين قدم الاربعاء الى مجلس الامن مشروع قرار حول جورجيا يرتكز على اتفاق السلام الذي ناقشته فرنسا ولكن هذا المشروع تعرض لانتقادات الولايات المتحدة ما قد يخفف من نجاح تبنيه.
ولا يشير مشروع القرار بوضوح الى وحدة اراضي جورجيا ولكنه يبدأ بعبارة quot;مع التذكير بكل القرارات السابقة ذات الصلةquot;.
ولكن مساعد السفير الاميركي لدى الامم المتحدة اليخندرو وولفف جدد التأكيد على ان مشروع القرار هذا غير مقبول من قبل واشنطن. وقال quot;نأمل ان لا يرفع هذا النص للتصويت (...) لن نقرهquot;.
وكان تشوركين رفض الثلاثاء مشروع قرار عرضته فرنسا باسم دول الاتحاد الاوروبي ويطلب من روسيا الالتزام بوقف اطلاق النار وسحب كل قواتها من جورجيا.
وقال لن يقبل بالنص لانه يشمل نقطتين فقط من النقاط الست التي وردت في اتفاق السلام الذي تفاوض بشانه الرئيس الفرنسي. واضاف تشوركين الذي تملك بلاده حق النقض في المجلس ان عرض النص على التصويت سيكون quot;مضيعة للوقتquot;.
وجددت الولايات المتحدة الاربعاء التأكيد على ضرورة انسحاب القوات الروسية من جورجيا سريعا.
نائب وزير الدفاع الجورجي يقر بخطىء في حسابات تبيليسي حول اوسيتيا الجنوبية
اقر نائب وزير الدفاع الجورجي كوتيليا ان جورجيا لم تكن تتوقع ان يكون رد روسيا بهذا الحجم على استعراضها القوة في اوسيتيا الجنوبية وكذلك لم تكن مستعدة للهجوم الذي اعقب هذا الامر، وذلك في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة الفايننشال تايمز من تبيليسي.
وقال quot;للاسف، لم نعر بما فيه الكفاية اهمية لهذا الامر (...) لم نكن مستعدين لمثل هذا الاحتمالquot;.
واضاف quot;لم افكر ابدا بان عضوا دائما في مجلس الامن الدولي وفي منظمة الامن والتعاون في اوروبا قد يكون رده بهذا الشكلquot;.
واقر كوتيليا ايضا بان جورجيا لم تكن تملك القدرة الدفاعية الكافية عندما اطلقت عمليتها في اوسيتيا الجنوية (الانفصالية المؤيدة لروسيا) في السابع من آب/اغسطس الامر الذي ادى الى رد فعل عنيف من قبل