وارسو: بعد ان كانت تابعة لزمن طويل لروسيا تسعى بولندا ودول البلطيق الثلاث الان الى تشديد لهجة الاتحاد الاوروبي تجاه موسكو لكنها تريد في الوقت نفسه تفادي حدوث انقسامات قد لا يتأخر الروس في استغلالها.

ففي بضعة ايام توقفت الانتقادات الشديدة التي سمعت في اوروبا الوسطى ضد خطة من ست نقاط اقترحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لانهاء النزاع المسلح بين الروس والجورجيين، كما ان المطالب بانزال اشد العقوبات بموسكو وضعت في الوقت الحاضر في الادراج.

وعشية القمة الاستثنائية المرتقب عقدها في بروكسل الاثنين تدعو الدول الاربع التي كانت في بوتقة الكتلة الشيوعية سابقا والحليفة المقربة من الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في الوقت الحاضر، الاوروبيين الى اعتماد موقف موحد من روسيا التي استعادت ثقتها بقوتها على ما يبدو.

وقال وزير الخارجية الاستوني اورماس بايت لوكالة فرانس برس quot;من المهم ان يتحدث الاتحاد الاوروبي بصوت واحد وحازمquot;.

وحذر نظيره الليتواني بتراس فايتكوناس امام برلمان بلاده من quot;ان النزاع سيدوم لفترة طويلة والعامل الحاسم سيتمثل بوحدة الاتحاد الاوروبيquot;.

واكد من جهته رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك الجمعة quot;ان بولندا ستكون فعالة ان اسهمت في العمل على موقف موحد للاتحاد الاوروبيquot;.

وبدلا ن المطالبة بفرض عقوبات على روسيا لا يتوقع ان تحظى بالاجماع، قررت بولندا ودول البلطيق التركيز على تقديم مساعدة مباشرة لجورجيا تشتمل على اعانات انسانية اولا ثم مساعدة على اعادة بناء الاقتصاد.

وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي لاحدى الصحف البولندية السبت quot;يجب عدم التركيز على كيفية الاساءة الى روسيا بل على كيفية مساعدة جورجيا وجيران الاتحاد الاوروبي شرقاquot;.

وتشدد بولندا ودول البلطيق، وجميعها مجاورة لروسيا، على اتخاذ موقف حازم لادانة اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في جورجيا، ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.

وستنشط ايضا لكن بدون امل كبير، لدفع الاتحاد الاوروبي الى المطالبة بنشر قوات سلام تابعة له بدلا من القوات الروسية المنتشرة في المنطقتين الانفصاليتين منذ بداية التسعينات لوقف النزاع بين الاوسيتيين والابخاز والجورجيين.

الى ذلك تتمنى دول البلطيق ايضا من الاتحاد الاوروبي ان يوقف العمل بنظام التأشيرات المخفف بالنسبة للروس وان يعلق اي اتصالات مع روسيا ويتراجع عن مشروع اتفاق اقتصادي بين الاتحاد وروسيا اطلق بصعوبة في شهر حزيران/يونيو.

لكن المستشارة الالمانية انغيلا مركيل التي تقوم بجولة الثلاثاء في استونيا وليتوانيا، عارضت وقف الحوار. وقالت في هذا الصدد quot;نحن بحاجة للتحدث مع الروس. فلا يمكن حل المشكلات سوى بالتحادث معاquot;.

وفي قمة بروكسل يتوقع ان تلقى بولندا ودول البلطيق هذه المرة آذانا صاغية بعد ان ساد لديها الشعور لسنوات بان تحذيراتها من النظام الاستبدادي الذي اقامه فلاديمير بوتين كانت تذهب في ادراج الرياح.

وقال مارت لار رئيس الوزراء الاستوني السابق لوكالة فرانس برس quot;آمل ان يصغي شركاؤنا الاوروبيون في المرة المقبلة اكثر لما ستقوله الدول التي عاشت في ظل النظام الشيوعي عن روسيا لان كل ما جرى اثبت اننا كنا محقينquot;.

الى ذلك تأمل دول البلطيق ان يعيد الاتحاد الاوروبي النظر في مجمل علاقاته مع روسيا. ودعا رئيس الوزراء الاستوني اندروس انسيب الى quot;ان يدرك الجميع بالتأكيد ان العالم لم يعد كما كان عليه وانه لم يعد ممكنا استمرار العمل بالاساليب القديمةquot;.