تستعد الدنمارك لاستقبال القمة العالمية حول المناخ في كوبنهاغن وسط آمال كبيرة مشوبة ببعض المخاوف الامنية، في اهم حدث ينظم في المملكة الاسكندينافية من 7 الى 18 كانون الاول/ديسمبر بمشاركة نحو ثلاثين الف شخص. وتستمر المساعي الهادفة الى انجاح القمة اذ اعلنت بكين الخميس عن خفض quot;الكثافة الكربونيةquot; من 40 الى 45% حتى العام 2020 مقارنة بالعام 2005، وكانت واشنطن اعلنت عن خفض الانبعاثات بنسبة 17% في العام 2020 و42% في 2030، وقد تعهد الاتحاد الاوروبي في كانون الاول/ديسمبر 2008 بخفض الانبعاثات بنسبة 20% بحلول العام 2020 مقارنة بالعام 1990، مشيرا الى امكانية رفع هذا الرقم الى 30% اذا ما تم التوصل الى اتفاق دولي طموح.
بورت اوف سبين: اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة في بورت اوف سبين حيث عقدت قمة للكومنولث، quot;اننا عازمون على النجاحquot; في قمة كوبنهاغن حول الاحتباس الحراري التي تبدأ بعد عشرة ايام.
وقال الامين العام quot;يجب الا نفشل. لقد وضعنا النجاح نصب اعيننا في كوبنهاغن. يجب ان نستفيد من هذه الفرصة لانجاز الاتفاقquot;. وحض جميع رؤساء الدول والحكومات على التوجه في الايام الاخيرة الى قمة الامم المتحدة التي تعقد في العاصمة السويدية من السابع الى الثامن عشر من كانون الاول/ديسمبر.
واعرب الامين العام عن اقتناعه بأن المفاوضات ستؤدي الى تبني اعلان قوي حول ضرورة تحديد اهداف لخفض انبعاثات غاز الدفيئة المسؤولة عن الاحتباس الحراري.
لكنه قال ان رؤساء الدول والحكومات يستطيعون وحدهم اتخاذ قرارات صعبة حتى تلتزم بلدانهم بخفص انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون.
وفيما يهيمن التشاؤم منذ اسابيع على النتائج المتوقعة من القمة، اعرب رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسين عن تفاؤله. وذكرت مصادر قريبة من رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسين الجمعة ان اكثر من 85 رئيس دولة وحكومة سيشاركون في قمة الامم المتحدة حول المناخ التي ستعقد في كوبنهاغن من 7 الى 18 كانون الاول/ديسمبر.
وقال راسموسين، الذي يحضر في بورت اوف سبين، عاصمة ترينيداد وتوباغو، قمة للكومنولث مخصصة في جزئها الاكبر لارتفاع حرارة الارض، ان quot;الردquot; على الدعوات التي ارسلت قبل اسبوعين الى رؤساء الدول والحكومات quot;ايجابي جداquot;.
واوضح مسؤول في مكتب رئيس الوزراء ان 87 من هؤلاء القادة قبلوا الدعوة.
وقال راسموسن لقمة لزعماء الكومنولث تبحث التغير المناخي في ترينيداد وتوباجو quot;الرد حتى الان ايجابي للغاية.quot;وقال quot;آمل فعلا في التوصل الى اتفاق واعتقد ان هذا الامر واقعي. نحن نحتاج الى التزام قوي من البلدان المتطورة على صعيد خفض الانبعاثاتquot;، معتبرا ان على البلدان النامية بذل جهود لتحديد نموذج النمو الاقل ضررا للبيئة.
واضاف quot;رأينا الاقتراح الصيني. وانا مقتنع الى حد ما بأن الهند ستسير في الاتجاه نفسه. ونحتاج بعد ذلك الى الاموالquot;.
وبين الذين اعلنت مشاركتهم في قمة كوبنهاغن الرؤساء الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا والاندونيسي سوسيلو بامبانغ والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورؤساء الحكومات البريطاني غوردن براون والياباني يوكيو هاتوياما والاسترالي كيفن راد.
وقال رئيس الوزراء الدنماركي امام الدول ال53 الاعضاء في الكومنولث ان quot;اتفاقا مهما -- يبرم على مستوى القادة -- سيستخدم كخارطة طريق مفصلة للمفاوضين لتحديد اطار قانوني بسرعةquot;.
واضاف quot;بقدر ما يكون الاتفاق متينا، بقدر ما نصل الى هدفنا بسرعة اكبرquot;.
وقال راسموسين انه متفائل بالاقتراح البريطاني وفرنسا تأسيس صندوق بعشرة مليارات دولار سنويا لمساعدة البلدان النامية على خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون.
ساركوزي يجدد انتقاده لاوباما
من جهته، جدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة انتقاداته للرئيس الاميركي باراك اوباما لاختياره المجيء الى قمة الامم المتحدة حول المناخ في كوبنهاغن في التاسع من كانون الاول/ديسمبر، وليس في 17 و19 منه على غرار رؤساء الدول والحكومات الآخرين.
وقال ساركوزي في بورت اوف سبين حيث دعي الى قمة للكومنولث خصص القسم الاكبر منها للاحتباس الحراري، quot;لا يمكننا ان نحصر شؤون العالم بحضور رئيس دولة واحدquot;، لكن quot;اللحظة الحاسمة هي 17 و18 كانون الاول/ديسمبرquot;، وتساءل quot;اذا اتى البعض في البداية وآخرون في الختام، في اي وقت نتخذ القرارات؟quot;
واضاف quot;لو اراد رؤساء دول ان يأتوا في التاسع من كانون الاول/ديسمبر ويعودوا لدى اتخاذ القرار، فهذا امر بالغ الايجابية. لكننا اتفقنا على ان اللحظة الحاسمة هي 17 و18quot; كانون الاول/ديسمبر.
واوضح الرئيس الفرنسي quot;يجب ان يكون (رؤساء الدول والحكومات) موجودين هنا، جميعا، للمناقشة والتعديل والتفاوض وايجاد حلولquot; لمكافحة الاحتباس الحراري.
وقال quot;اذا لم نكن موجودين هنا في وقت واحد، ما هي الحلول التي يمكن ان نتوصل اليها؟quot;
وستعقد قمة الامم المتحدة من 7 الى 18 كانون الاول/ديسمبر. وقرر الرئيس اوباما ان يتوجه الى كوبنهاغن في التاسع من كانون الاول/ديسمبر، فيما قرر المسؤولون السياسيون الاخرون الالتقاء في كوبنهاغن في النهاية.
واكد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسين الجمعة ان 87 رئيس دولة وحكومة وافقوا حتى الان على المشاركة في قمة كوبنهاغن.
وعرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة في بورت اوف سبين ان تقدم الدول الغنية quot;تعهدا ماليا اولياquot; بقيمة عشرة مليارات دولار الى الدول الاكثر تأثرا بالتغير المناخي.
وتحدث الرئيس في جلسة مغلقة في اطار قمة الكومنولث في ترينيداد وتوباغو خصصت باغلبيتها لمسألة الاحتباس الحراري قبل عشرة ايام على انطلاق مؤتمر الامم المتحدة للمناخ في كوبنهاغن (7 الى 18 كانون الاول/ديسمبر).
وهي المرة الاولى التي يدعى فيها رئيس فرنسي الى قمة هذه المجموعة المؤلفة من 53 دولة، اغلبها المستعمرات السابقة للامبراطورية البريطانية.
وقال ساركوزي quot;ينبغي ان يكون اتفاق كوبنهاغن عادلا. وينبغي ان ينص على اجراءات ملموسة لمساعدة الدول الاكثر فقرا والاكثر تضرراquot;.
وتابع quot;لذلك علينا ان نقر في كوبنهاغن تعهدا ماليا اوليا للاعوام 2010، 2011، و2012 بقيمة 10 مليارات دولار سنوياquot;.
واضاف quot;كما ينبغي اقرار آلية طموحة لضمان التمويل اللازم للدول النامية بعد العام 2010quot;.
وينوي ساركوزي طرح هذا الاقتراح في قمة كوبنهاغن التي سيزورها في 17 و18 كانون الاول/ديسمبر.
واقترح رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ايضا الجمعة على موقعه في شبكة الانترنت، تأسيس صندوق ب 10 مليارات دولار لمساعدة البلدان الاقل تقدما، لكنه لم يحدد فترة زمنية.
لكنه اوضح ان بلاده على استعداد للمشاركة ب 1,3 مليار دولار خلال ثلاث سنوات.
ويدخل مشروع التمويل هذا في اطار quot;الصناديق الطارئةquot; التي تريد البلدان ال 27 انشاءها لمصلحة البلدان الاكثر عوزا، من دون انتظار دخول اتفاق كوبنهاغن حيز التطبيق في الاول من كانون الثاني/يناير 2013.
واقترح ساركوزي ايضا ان تكون مسألة اجتثاث الغابات quot;اولوية معترفا بها في كوبنهاغنquot; لان quot;تجنب اجتثاث الغابات هو احدى الوسائل الاقل تكلفة والاشد فعالية لخفض الانبعاثات العالمية من ثاني اوكسيد الكربونquot;.
وقال quot;اقترح ان نتبنى جميعا هدف خفض اجتثاث الغابات الى النصف بحلول العام 2020 وانهائه قبل العام 2030. ومن الضروري ان نبدأ على الفورquot;.
وكرر ساركوزي تأكيد ما قاله الخميس في مناوس لقادة البلدان الامازونية: فليخصص لحماية الغابات 20% من التمويل الدولي للسنوات الثلاث المقبلة لمصلحة البلدان الاكثر فقرا.
الهند ستخفض انبعاثاتها من ثاني اوكسيد الكربون اذا تم التوصل الى اتفاق quot;عادلquot;
من ناحيته،صرح رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ السبت ان بلاده مستعدة للالتزام باهداف quot;طموحةquot; في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري شرط ان يتم ذلك في إطار اتفاق عام quot;عادلquot;.
وقال سينغ في خطاب نشر مكتبه نصه ان quot;الهند مستعدة لقبول اهداف طموحة في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لكن ذلك يجب ان يرافقه تقاسم عادل للاعباءquot;.
والهند هي الدولة الكبرى الوحيدة من البلدان المسببة للتلوث في العالم التي لم تقدم ارقاما حول خفض انبعاثات الغازات.
التعليقات