يواصل الملف النووي الإيراني تفاعله على مستوى العالم، وفي أول رد عملي من طهران على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنت اليوم الأحد أنها تدرس إمكانية تخصيب اليورانيوم حتى 20%، وبينت إيران كذلك أنها ستبدأ ببناء عشر منشآت جديدة، ويأتي ذلك بعد تهديدها بتخفيض مستوى تعاونها بشكل كبير مع الوكالة الدولية التي صوت محافظوها قبل يومين على قرار يوبخ إيران بسبب قيامها ببناء محطة لتخصيب اليورانيوم سراً. وحذر البيت الابيض من ان quot;الوقت ينفدquot; بالنسبة الى إيران للامتثال الى التوجيهات الدولية بشأن الطاقة النووية فيما أبدت ألمانيا وبريطانيا قلقها حول الموضوع.

طهران: اعلنت ايران الاحد انها تبحث امكان تخصيب اليورانيوم حتى عشرين في المئة وتريد بناء عشر منشآت جديدة للتخصيب، وذلك بعد يومين من اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا دانت فيه طهران على خلفية برنامجها النووي.

ونقل التلفزيون الايراني على موقعه على الانترنت ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعلن الاحد ان الحكومة الايرانية ستدرس خلال اجتماعها الاربعاء خطة لتخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمئة مضيفا انه لن يسمح بهدر اي من الحقوق الايرانية.

وافاد التلفزيون ايضا ان الحكومة امرت الاحد وكالة الطاقة الذرية الايرانية بالبدء ببناء خمسة مواقع جديدة لتخصيب اليورانيوم وتحديد خمسة مواقع لمنشآت اخرى في الشهرين المقبلين.

وفي السياق ذاته، كان البرلمان الإيراني حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد يوم الاحد على تقديم خطة لخفض مستوى تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من تصويت مجلس محافظي الوكالة لصالح قرار يوبخ ايران على بناء محطة لتخصيب اليورانيوم سرًّا.

كما حذَّر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علي لاريجاني الاحد من ان طهران قد quot;تخفض الى حد كبير تعاونهاquot; مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منددًا بقرار الوكالة الذي يدين طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

ووصف لاريجاني في كلمة ألقاها أمام البرلمان القرار الصادر الجمعة والذي قد يفتح الطريق لاقرار عقوبات دولية جديدة بحق ايران، بانه من باب quot;المزايدةquot; السياسية. وقال quot;ان البرلمان الايراني يحذر الولايات المتحدة والاعضاء الاخرين في مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي زائد المانيا والتي كانت خلف القرار) أن لا تتصور ان هذه اللعبة التي مر عليها الزمن ستمنحها فرصة للمزايدةquot;. وتابع quot;لا ترغموا البرلمان والامة الايرانية على اختيار طريق اخر وخفض تعاون (ايران) مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

والقرار الذي اقرته وكالة الطاقة الذرية بغالبية 25 من اعضائها ال35، مقابل معارضة ثلاثة اعضاء وامتناع سبعة عن التصويت، يدين ايران على برنامجها النووي المثير للجدل ويطالبها بquot;تجميدquot; بناء المنشأة النووية الجديدة في فوردو قرب قم (وسط) التي اخفت طهران بناءها حتى ايلول/سبتمبر.

وقال لاريجاني الشخصية المحافظة النافذة وكبير المفاوضين سابقًا في الملف النووي الايراني ان هذه الخطوة من جانب الدول الست quot;تكشف انها لا تسعى الى التفاوض بل الى الخداع السياسيquot;. وتابع quot;كان يجدر بكم تلقي كشف ايران عن موقع فوردو بشكل ايجابي بدل اتخاذه ذريعة لهذا القرارquot;. وقال محذرا quot;سوف نتابع بانتباه مبادراتكم المقبلة وسنتبع نهجًا جديدًا حيالكم ان لم تتخلوا عن سياسة العصا والجزرة هذه السخيفةquot;. وكان المندوب الايراني لدى وكالة الطاقة الذرية علي اصغر سلطانية اعلن السبت ان ايران قد تقلص تعاونها مع الوكالة الى الحد الادنى المفروض في معاهدة حظر الانتشار النووي.

من جانبه وصف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني القرار الصادر عن مجلس حكام الوكالة بانه قرار جائر. وقال رفسنجاني خلال استقباله اليوم رئيس وبعض اساتذة الجامعة الاسلامية الحرة في ايران quot;ان هذا القرار يستهدف كل المنجزات النووية الايرانيةquot;.

واضاف quot;ان المكانة الراهنة لايران في مجال العلوم النووية تحققت في ظل جهود كبيرة وشاقة وعلينا من خلال دبلوماسية نشطة على الصعيد الدولي والحكمة ان نمنع حدوث مثل هذه الممارسات ضد ايرانquot;. واوضح رفسنجاني ان الاجواء الحالية في البلاد بحاجة الى مزيد من التضامن والتآزر والابتعاد عن الحقد والمشاجرة بين الناشطين على الساحة السياسية.

الشورى يحث على تقليص التعاون مع الوكالة

كما حث البرلمان حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد يوم الاحد على تقديم خطة لخفض مستوى تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من تصويت مجلس محافظي الوكالة لصالح قرار يوبخ ايران على بناء محطة لتخصيب اليورانيوم سرا.

وصدر قرار الوكالة بعد شهر على تقديم عرض لايران ينص على ان يتم تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج لتزويد مفاعل طهران للابحاث الطبية بالوقود. ومن المفترض بموجب هذا العرض ان تسلم ايران كمية من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب (3,5%) فيستكمل تخصيبه في روسيا الى نسبة 20% ثم يحول الى وقود نووي في فرنسا قبل اعادته الى طهران.

غير ان ايران رفضت هذا العرض معتبرة انه لا يعطيها ضمانات كافية بالحصول على الوقود واقترحت في المقابل تبادل اليورانيوم بالوقود النووي في شكل متزامن وعلى اراضيها، وهو ما رفضته الدول الكبرى.

وتشتبه الدول الكبرى بسعي ايران لامتلاك السلاح الذري فيما تنفي طهران ذلك مؤكدة ان برنامجها النووي محض مدني. وتملك ايران حاليا بحسب وكالة الطاقة الذرية حوالى 1800 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب، وهو مخزون يسمح نظريًا بانتاج كمية كافية من اليورانيوم المخصب باكثر من 90% لصنع قنبلة نووية. ويرى الغربيون ان اخراج اليورانيوم المخصب من ايران يتيح سيطرة اكبر على المخزون الايراني ويهدئ بالتالي قسمًا من المخاوف الغربية.

واشنطن غاضبة

نبهت وزارة الخارجية الاميركية الاحد الى ان مضي ايران في مشروعها لانتاج اليورانيوم المخصب يعني انها تنتهك مجددا quot;التزاماتها لجهة تعليق كل انشطة التخصيبquot;. وقال متحدث باسم الخارجية الاميركية لوكالة الأنباء الفرنسيةquot;اذا تم المضي في هذا الامر، فسيشكل ذلك انتهاكا جديدا من جانب ايران لالتزاماتها لجهة تعليق كل انشطة التخصيب، بما فيها بناء مصانع جديدةquot;.

واعتبرت بريطانيا الاحد ان اعلان ايران بناء عشر منشآت جديدة يشكل مصدر quot;قلق بالغquot; ومن شأنه ان يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الامن الدولي. واعلن متحدث باسم الخارجية البريطانية quot;ان المعلومات التي تحدثت عن ان ايران تعتزم بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم تشكل بوضوح مصدر قلق بالغ. ومن شان ذلك ان يمثل انتهاكا متعمدا لقرارات مجلس الامن الدوليquot;. من جانبها اعلنت متحدثة باسم الخارجية الالمانية ان برلين تتابع quot;بقلقquot; المعلومات المتعلقة بمشاريع ايران.