هانوي: تسعى فيتنام من خلال توقيع اتفاق مهم في مجال الدفاع مع روسيا، الى التصدي لطموحات بكين في بحر جنوب الصين الذي يدور حوله صراع كبير نظرا لاحتمال احتوائه على ثروات نفطية، بحسب محللين. ووقعت فيتنام وروسيا خلال زيارة لرئيس وزراء فيتنام نغوين تان دونغ الثلاثاء، اتفاقا دفاعيا ينص بالخصوص على بيع فيتنام ست غواصات في صفقة بقيمة حوالي ملياري دولار، بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس عن مصدر في الصناعة العسكرية الروسية.

وراى محللون ان فيتنام قررت ان تخصص موارد مهمة لتطوير اسطولها من الغواصات وذلك في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر مع الصين حليفتها الايديولوجية بشأن ارخبيلي سبراتليز وباراسيلز. واعتبر ريتشارد بينزينغر المتخصص في قضايا الدفاع في معهد اس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة quot;ان السبب الرئيسي (للاتفاق) هو الرد على الانتشار العسكري الصيني في بحر جنوب الصينquot;.

وراى بيتر ابيغيل مدير معهد السياسات الاستراتيجية الاسترالي ان قرار فيتنام لم يكن مفاجئا quot;بالنظر الى قلقها بشأن البيئة البحريةquot;. ومنذ تطبيع العلاقات الدبلوماسية في 1991، احرز البلدان تقدما بشأن خلافاتهما الحدودية. وتمت تسوية نزاع بشأن خليج تونكين عند الحدود البرية للبلدين. غير ان النزاع على السيادة على ارخبيلي سبراتليز وباراسيلز وخصوصا بشأن المياه المحيطة بهما، وحول عبور الطرق البحرية الاستراتيجية، يتفاقم.

وتزداد الآمال في احتواء هذه المنطقة على غاز او نفط علاوة على ثروات سمكية مهمة، من تعقيد النزاع الذي تتدخل فيه اطراف اخرى (الفيليبين وتايوان وبروناي). وكانت الصين ضمت جزر باراسيلز في 1974 قبل عام من نهاية حرب فيتنام ضد الولايات المتحدة. غير ان هانوي تحتج على كل اجراء صيني لتعزيز ادارتها المحلية لهذا الارخبيل. وتزيد عمليات اعتراض الدوريات الصينية المتكررة للصيادين الفيتناميين في المنطقة، من تأجيج التوتر وكذلك اقامة الصين قاعدة بحرية على جزيرة هينان قبالة فيتنام.

ويرى كارل ثاير من اكاديمية قوة الدفاع الاسترالية ان فيتنام التي لديها سواحل يفوق طولها 3200 كلم، تعاني من quot;هشاشة استراتيجيةquot; تحاول معالجتها. وبين هانوي وموسكو تاريخ طويل من التعاون واثناء فترة الحرب الباردة قدم الاتحاد السوفياتي مساعدة حيوية لفيتنام. كما تلقت مساعدة عسكرية اثناء الحرب ضد الاميركيين وايضا مساعدة اقتصادية في ثمانينات القرن الماضي حين كانت فيتنام تخضغ لحظر اميركي وترتبط بعلاقات فاترة مع الصين الغاضبة من اطاحة هانوي نظام الخمير الحمر في كمبوديا سنة 1979.

ومع انهيار الاتحاد السوفياتي، انقطعت العلاقات الروسية الفيتنامية وبالتوازي مع ذلك تحسنت العلاقات الصينية الفيتنامية. واصبحت الصين حاليا اول سوق للتوريد من فيتنام. لكن منذ بضع سنوات، كثفت موسكو وهانوي توقيع الاتفاقات في قطاعات استراتيجية وتبادل زيارات الرسميين. غير انه ازاء التوتر في بحر جنوب الصين، لا يبدو ان فيتنام تسعى فقط للحصول على دعم روسيا. ففي الوقت الذي كان فيه نغوين تان دونغ في موسكو، قام وزير دفاعه فونغ كوانغ تانه بزيارة نادرة للولايات المتحدة للقاء وزير الدفاع روبرت غيتس.