أطلقت منظمة سويسرية حملة لمخاطبة الغرب لحثهم على التصدي للخوف من الاسلام.

جنيف: أطلقت مؤسسة (قرطبة) السويسرية غير الحكومية اليوم حملة لمخاطبة صناع الرأي في الغرب لحثهم على التصدي لموجة الخوف من الاسلام والمسلمين التي اتسعت دائرتها في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر. وقال مدير المؤسسة البرفسور عباس عروة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان حملة الكراهية ضد الاسلام والمسلمين تشعلها نخب غير مسؤولة تستغل الأزمات المتعددة التي تمر بها أوروبا حاليا على الصعد الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والمالية نشرت ظلالا قاتمة من القلق وعدم الاطمئنان بين فئات مختلفة من الشعوب.

واشار عروة الى أنه quot;من اللافت للنظر أن تلك الفئة المستغلة تضم نخبا سياسية ودينية واعلامية وثقافية للحصول على أرباح شخصية ومصالح ضيقة فتضخم هذه المخاوف وتجسد خطرا مزعوما في شخص وثقافة ودين الغير فتشيع بذلك الكراهية وتتفشى الفتنة وينشب النزاعquot;. وتوجهت اولى الرسائل الى بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر استهلتها مؤسسة قرطبة بالآية القرآنية الكريمة من سورة النساء quot;لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيماquot;.

وتابعت quot;ان المسلمين في كافة أنحاء العالم ينتظرون منكم رسالة قوية ونداء واضحا الى أتباع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في كافة أنحاء العالم وفي أوروبا على وجه الخصوص لدعوتهم الى عدم الاستجابة لأصوات الكراهية التي تعمل على جرهم الى متاهات الفتن الطائفية ولحثهم على التحلي بالحكمة ضمانا للعيش المشترك في جو من الوئامquot;. وقال البروفسور عروة quot;ان نداء كهذا من جانب البابا سينظر اليه من طرف الشعوب الاسلامية القلقة لما يتعرض له المسلمون الأوروبيون من أذى كرسالة تسامح وأخوةquot;.

واشارت الرسالة الى ان quot;واجب الحكماء من كافة الملل والعمل على وقاية المجتمع من مثل هذه الآفات التي تهدد البشرية جمعاء التي ستنتشر حتما في عالم تقلصت أبعاده بسرعةquot; منوهة الى أن مهمة النخب العاقلة في كل مكان هي quot;العمل على فض النزاعات حال ظهورها بالمساهمة في معالجة مسبباتها وتداعياتهاquot;. واستطردت قائلة quot;ان المسلمين في أوروبا يتعرضون في السنوات الأخيرة لاستهداف متصاعد تستهان مقدساتهم وتهاجم معتقداتهم وتقلص حرياتهم في ممارسة أو اظهار دينهم وآخر فصل من مسلسل الاستهداف هذا هو ما جرى منذ شهر في سويسرا من حظر للمآذن بناء على مبادرة شعبية شحنت خلالها مشاعر السويسريين رهبا وكراهية ضد مواطنيها المسلمينquot;.

وتقوم مؤسسة قرطبة بجمع التوقيعات على الرسائل التي ستقوم بتوجيهها تباعا الى رجال الفكر الأوروبيين لحثهم على لعب دورهم في نشر ثقافة التعايش السلمي بين مختلف الثقافات والاديان واحترام الاخر كأحد ركائز الاستقرار والسلم الاجتماعيين.