ياوندي: بدأ البابا بنديكتوس السادس عشر احياء اول قداس بابوي في افريقيا بعيد الساعة العاشرة (التاسعة تغ) في ملعب امادو اهيدجو في ياوندي عاصمة الكاميرون، بحضور حوالى ستين الف مصل داخل الملعب والالاف في الخارج. ووصل بنديكتوس السادس عشر بعيد الساعة 9,30 (8,30 تغ) الى الملعب فجال فيه مرتين واقفا في سيارته الخاصة quot;باباموبيليquot; فيما حياه الحضور وصفقوا له وبينهم رسميون باللباس الاحتفالي ورجال دين باللباس الليتورجي ومؤمنون يرتدون ملابس طبعت عليها صور البابا او يحملون اسماء رعياتهم.

وانسحب البابا بعد ذلك الى مقصورة وقام الرئيس الكاميروني وعقيلته بول وشنتال بيا بجولة على الملعب تحت حراسة امنية مشددة وتصفيق الحضور. وقال مسؤول في الشرطة طلب عدم كشف اسمه انه تم وقف دخول الجمهور الى الملعب بعيد وصول البابا والرئيس. ولم يشأ ردا على اسئلة فرانس برس كشف عدد الاشخاص المشاركين في القداس، مكتفيا بالقول ان الملعب يتسع لستين الف شخص (55 الفا بحسب الصحف المحلية).

وغصت المدرجات والملعب بالحشود تحت اشراف قوات امنية ضخمة، فيما بقي العديدون في الخارج. وقال البعض انهم امضوا الليل امام الملعب فيما وصل اخرون في ساعات الصباح الباكر. وينتهي القداس بحسب البرنامج الرسمي في الساعة 12,15. وهو اول لقاء حقيقي للبابا مع الحشود منذ ان وصل الثلاثاء الى ياوندي في اول زيارة له الى افريقيا، قبل ان ينتقل الجمعة الى انغولا.

واعلن البابا في وقت سابق الخميس ان المسيحيين والمسلمين في الكاميرون يتشاطرون quot;قيما جوهريةquot; مشتركة، في كلمة القاها في هذا البلد حيث يتعايش المسلمون والمسيحيون بسلام. وقال البابا خلال لقاء مع وفد من مسلمي الكاميرون في مقر السفارة البابوية في ياوندي ان هذا البلد quot;يؤوي الاف المسيحيين والمسلمين الذين يعيشون ويعملون ويقومون بشعائرهم الدينية في غالب الاحيان في الحيquot; ذاته.

واضاف متحدثا الى الوفد الذي ضم عشرين رجل دين مسلم quot;كلهم يؤمنون باله واحدquot; ويتقاسمون quot;قيما جوهريةquot; واحدة مثل quot;العائلة والمسؤولية الاجتماعية وطاعة الله والرأفة بالضعفاءquot;. وقال ان quot;ديانة حقيقية (..) ترفض كل اشكال العنف والطغيانquot; لانها quot;لا تقوم على الايمان فقط بل كذلك على المنطق السليمquot;. ورأى ان quot;الديانة والمنطق يعززان بعضهما البعض حيث ان المنطق يشذب الدين وينظمه، وان الايمان يحرر طاقة المنطقquot;. وكان البابا عرض موضوع العلاقة الضرورية بين الايمان والمنطق في خطاب في راتيسبون في ايلول/سبتمبر 2006 اثار موجة استياء في العالم الاسلامي اذ بدا وكأنه ينفي اي بعد منطقي للاسلام ويسوي بينه وبين العنف.