أمنستي تنتقد مصر والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لدفاعهم عنه
البشير يواصل تحدي قرار اعتقاله بزيارة ليبيا ثالث محطة خارجية

غير أن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني صرح بأن بلاده تتعرض لضغوط حتى لا تستقبل البشير، وإن لم يكشف عمن يمارس هذه الضغوط، ويرى مراقبون أن جولات البشير لدول الجوار ليست أكثر من تبرير لغيابه عن زيارة الدوحة للمشاركة في مؤتمر القمة العربية، لأنه هناك قد يتعرض لمخاطر إلقاء القبض عليه من قبل القوات الأميركية، أو حتى اعتراض طائرته في المجال الجوي الدولي خلال سفره للدوحة.

من جانبها، قالت صيحفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية في موقعها الإلكتروني إن زيارة البشير لمصر أثارت إنتقادًا فوريًا من منظمة العفو الدولية وجماعات حقوق الإنسان، ونقلت عن ايرين خان السكرتير العام للمنظمة قولها إن quot;مصر والدول الأخرى الأعضاء في جامعة الدول العربية لايتعين أن تحمي البشير من القضاء الدولي، وحضوره إلى مصر كان يتعين أن يكون فرصة لتطبيق مذكرة الإعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدوليةquot;.

ومضت الصحيفة قائلة quot;إنه بينما يواجه البشير من الناحية النظرية مخاطر باعتقاله عندما يغادر السودان، غير أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها قوة شرطة لتنفيذ ذلك الإقرار، وأن مصر وإريتريا وقطر ليست من بين الدول الموقعة على المعاهدة التأسيسية للمحكمة، وبالإضافة الى ذلك ، فإن الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي طالبا مجلس الأمن الدولي بتعليق مذكرة الإعتقال ضد البشير بزعم أنه سيقوض استقرار السودان بشكل أكبرquot;.

انتقادات دولية
وكانت منظمة العفو الدولية quot;أمنستي انترناشيونالquot; قد انتقدت مصر وجامعة الدول العربية، بحجة أنهما قامتا بحماية الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي تحدى مذكرة التوقيف التي أصدرتها ضده المحكمة الجنائية الدولية بالتوجه إلى القاهرة وأديس أبابا وأسمرا، وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها، إنه لا ينبغي على مصر وعلى دول أخرى أعضاء في الجامعة العربية حماية البشير من الملاحقة القضائية الدولية، وأضافت quot;أن وجوده في مصر كان يمكن أن يشكل مناسبة لتطبيق مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدوليةquot;.

ورأت المنظمة أن الجامعة العربية بإعلانها أن الرئيس البشير يحظى بحصانة حيال مذكرة الاعتقال لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستهزئ بالقانون الدولي الذي لا يعترف بحصانة لأي كان، حتى لرئيس دولة يرتكب جرائم بهذه الخطورة، حسب قولها.

وخلصت المنظمة إلى أن quot;الجامعة كانت على حق في المطالبة بتطبيق العدالة الدولية على جرائم الحرب وانتهاكات خطرة أخرى للقانون الدولي خلال النزاع الأخير في غزة، وكان يتعين عليها أن تطبق المعايير نفسها على الجرائم المرتكبة في السودانquot; على حد قولها.

وأصدرت هيئة علماء السودان فتوى قالت فيها quot;إن هذه مناشدة وفتوى من الهيئة حول عدم جواز سفر الرئيس لحضور القمة في قطر في ظل الظروف الحالية التي يتربص بها أعداء الله والوطن بسيادتهquot;، ويرى مراقبون أنه يمكن لهذه الفتوى أن تتيح مخرجًا للبشير من زيارة قطر المحفوفة بالمخاطر.

وأضافت الهيئة في فتواها قائلة ''نرى ان الدواعي قد تضافرت على عدم جواز سفركم لهذه المهمة التي يمكن ان يقوم بها غيركم وهي ليس من الواجبات العينية التي يأثم من تركها'، وقالت الهيئة في فتواها إن ''خوف الأمة لا عيب فيه وأخذ الحذر من كيد الكافرين سنة ماضية، وأن إعمال التبصر لرد كيد الأعداء من الضرورات والفرار من قدر الله إلى قدر الله سنة معلومةquot;، كما ورد في نص فتوى هيئة علماء الدين في السودان.

وكان عدد من المسؤولين السودانيين أصدروا بيانات أخيراً تثير شكوكا بشأن الحكمة من الرحلة مما أثار تكهنات بأنهم يمهدون الطريق أمام قرار بإرسال ممثل آخر بدلا من الرئيس. والحكومة ليست ملزمة بفتاوى هيئة العلماء لكن الهيئة تحظى باحترام واسع النطاق في السودان ولها سلطة حقيقية، وقد ذكر المتحدث الرئاسي السوداني محجوب فضل ان الحكومة تحترم الهيئة لكنها ليست ملزمة بفتاواها، كما أوضح ان من السابق لأوانه القول ما إذا كان البشير سيسافر إلى قطر موضحا ان هذا القرار سيتخذ على أعلى مستويات في الحكومة، ثم عاد فضل وأعلن أن كل الترتيبات الأمنية وضعت في حال قيام البشير بالرحلة إلى الدوحة.

الرئيس السوداني عمر البشير في ليبيا

البشير يواصل تحدي قرار المحكمة الدولية إعتقاله بزيارة للقاهرة

نبيل شرف الدين من القاهرة، الوكلات:في خطوة هي الثالثة من نوعها التي يتحدى بها الرئيس السوداني عمر البشير قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله لاتهامه بالتورط في جرائم حرب في إقليم دارفور، قام البشير بزيارة quot;مفاجئةquot; إلى الجماهيرية الليبية اليوم الخميس وسط تقارير نقلت عن مصادر رسمية في الخرطوم، أن الرئيس السوداني غادر متوجهاً إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ففي وقت سابق الخميس، قال مسؤولون سودانيون إن الرئيس البشير غادر الخرطوم متوجهاً إلى إثيوبيا، فيما حذرت مصادر أخرى من أن quot;مخاطر تحيط بالزيارةquot;، نظراً لوجود قاعدة عسكرية فرنسية في دولة جيبوتي المجاورة، إضافة إلى quot;ولاء أديس أبابا للغربquot;، بحسب المصادر. ولم يوضح المسؤولون السودانيون ما اذا كان الاعلان عن زيارة للبشير الى اثيوبيا مجرد عملية تمويه ام انها ألغيت لأسباب دبلوماسية او امنية أم أنها تأجلت فقط. الى ذلك، اعلنت الخرطوم استعدادها quot;لسد الفجوة في الوضع الانساني بدارفور (...) لاستقبال شركاء جدد حسب الاتفاق بين السودان والامم المتحدةquot; على ما جاء في بيان اثر زيارة البشير الى ليبيا.

وبحسب نص البيان المشترك الذي صدر في ختام المحادثات بين الزعيمين فقد quot;اكدت الحكومة السودانية استعدادها لاستقبال شركاء جدد حسب الاتفاق بين السودان والامم المتحدةquot;.

واضاف البيان المشترك الذي تلاه وزير الخارجية السوداني الور دينق ونشرته وكالة الانباء الليبية (جانا) ان القذافي والبشير اتفقا quot;على ضرورة الاهتمام بالوضع الانساني في دارفور واتفقا على العمل معا لسد الفجوة حول تقييم البعثة المشتركة بين الامم المتحدة وحكومة السودانquot;.

ولم يوضح البيان الاتفاق المشار اليه بين السودان والامم المتحدة ولا الدول التي سيسمح لمنظمات تابعة لها بالعمل في دارفور.

وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد إنتقد مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحق البشير، إذ قال للامين العام للامم المتحدة بان كي مون إنها (اي المذكرة) تشكل quot;سابقة خطرة تهدد استقلال وسيادة الدول الضعيفة

البشير في مطار الخرطوم عقب زيارته لمصر

وخياراتها السياسية.quot; وقال القذافي، الذي يترأس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي، إن محكمة جرائم الحرب الدولية تمارس quot;الانتقائيةquot;، وانها quot;تعتمد معايير مزدوجة باستهدافها الدول الافريقية ودول العالم الثالثquot;.

إلى ذلك قالت الحكومة السودانية عقب صدور قرار المحكمة إن البشير سيتحدى أمر الاعتقال ويسافر الى أبعد من ذلك لحضور القمة العربية التي ستعقد في قطر الاسبوع المقبل، غير أن هيئة علماء الدين في السودان أصدرت فتوى تطالبه فيها بعدم السفر إلى الدوحة quot;درءًا للمخاطرquot;، ولم يعلق البشير صراحة على هذه الفتوى حتى الآن.