6 أعمال عنف شهدها الاقتراع الرئاسي
بوتفليقة خلف نفسه وحنون حققت الأهمّ والمرشحان الإسلاميان فشلا


الجزائر: نسبة مشاركة كبيرة وتأكد خلافة بوتفليقة لنفسه


عملية فرز الأصوات تظهر تقدم بوتفليقه على بقية المرشحين

كامل الشيرازي من الجزائر:
من دون أي مفاجآت، خلف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة نفسه، ودخل quot;التاريخquot; كأول رئيس في تاريخ البلاد يحكم الجزائر ثلاث فترات متتالية، بينما حققت الزعيمة اليسارية لويزة حنون الأهم باحتلالها المركز الثاني وصعودها بدرجتين مقارنة برئاسيات 2004 التي حلت فيها رابعة، وفيما أكّد المرشح القومي quot;موسى تواتيquot; صعوده الهادئ، كان سقوط المرشحين الإسلاميين quot;جهيد يونسيquot; وquot;محمد السعيدquot; العنوان الأبرز لرابع انتخابات رئاسيات تعددية في تاريخ الجزائر، ما يزيد تراجع ومآزق التيار الإسلامي في الجزائر.
وسعى وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني في مؤتمره الصحفي إلى quot;محاولة تبريرquot; نيل بوتفليقة لأكثر من 12 مليون صوت وبنسبة 90.24 بالمائة، بما حُظي به حاكم البلاد من دعم شعبي وتجاوب إبان الدعاية الانتخابية، ما جعله يعتبر فوز بوتفليقة quot;منطقياquot;، كما أسهب المسؤول المذكور في إبراز حجم المشاركة الانتخابية التي بلغت 74.54 بالمائة أو ما سماها (معجزة)، حيث قدّر أنّ مواطنيه انتصروا لروح المواطنة وأرادوا التغيير، ورفضوا الانسياق - بحسبه - إلى دعوات المقاطعة والنسق الذي ارتضته قوى المعارضة، خصوصا مع جنوح الأخيرة مثلما قال إلى تشويه منجزات بوتفليقة وحكومته، وذهب زرهوني إلى أنّ نسبة المشاركة الكبيرة مردّها كذلك الاهتمام الشعبي الكبير بانتخابات هذا العام، والذي أتى بشكل بعيد جدا عما شهدته الانتخابات التشريعية وانتخابات مجالس المحافظات قبل سنتين، حينما امتنع 11 مليون جزائري عن التصويت، ما أنزل معدل المشاركة إلى مستوى 35 بالمائة آنذاك.

وبابتهاج ظاهر، ردّد زرهوني أنّ ما حدث في انتخابات 2009 ، يدل على تغيرات جذرية في المجتمع الجزائري، واعتبر الأمر محصلة لإنتاج الجزائر أربعمائة ألف شاب من خريجي الجامعات كل عام، وهو ما كان له أثره على المنحى العام للمجتمع، حيث صار 60 بالمائة من الناخبين أصحاب شهادات.
وردا على احتجاجات المرشحين الخمسة الآخرين، شدّد الوزير على أنّ الجهات الرسمية لم تتلق أي تظلمات موثقة ومراعية لشروط الطعن القانونية، وذهب إلى أنّ تجاوزات مكتب أو مكتبين لا يمكن لها أن تؤثرفي نتائج انتخاب كامل، وكشف أنّ السلطات لم ترهق الخزانة العامة بما جرى إنفاقه على انتخابات الرئاسة، وحدّد المخصصات التي صُرفت على الموعد بين 5 مليارات و6 مليارات دينار.
في الشأن الأمني، أفاد زرهوني أنّ الجزائر شهدت خلال ساعات الاقتراع ما لا يقلّ عن ستة اعتداءات، لكنها لم تسفر سوى عن مقتل شرطي وجرح آخرين، وقلّل من شأن المناوشات التي حصلت بين مناوئين والأجهزة الأمنية في محافظتي البويرة وبجاية، حيث اكتفى بالقول إنّ القانون سيأخذ مجراه، تماما مثل تأكيده إخطار القضاء المحلي لمتابعة الحزب الأمازيغي المعارض التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بسبب إنزاله العلم الوطني من على واجهة مقره المركزي واستبداله براية سوداء.
وفي أولى ردود الأفعال، وجّه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسالة شكر لمواطنيه، أعرب فيها عن ارتياحه لما آل إليه الاقتراع الرئاسي التاسع، بينما جزمت المرشحة اليسارية quot;لويزة حنونquot; أنّه بعد فشلها في افتكاك الفوز هذه المرة، فإنّ النجاح سيكون حليفها في المرة المقبلة، وأضافت أنّ حزبها سجل الكثير من التجاوزات عبر المحافظات، مشيرة إلى طرد مراقبي تشكيلتها من مراكز انتخابية في محافظة قسنطينة الشرقية.
وبينما اعتبر مؤيدو المرشح القومي quot;موسى تواتيquot; نيل الأخير المركز الثالث بمثابة quot;إنجاز كبيرquot;، كانت الخيبة مرسومة على وجه quot;مرشح الفقراءquot; علي فوزي رباعينquot; الذي لم يقو سوى على الحلول في المركز ما قبل الأخير، بعدما تذيّل الترتيب قبل خمس سنوات، بالمقابل، بلغ الإحباط مبلغه في صفوف الإسلاميين بعد اكتفاء جهيد يونسي متزعم حركة الإصلاح الإسلامية بـ 176674 صوتا (1.37 بالمائة)، وحصد المرشح الإسلامي الآخر محمد السعيد للفتات، إذ نال 132242 صوتا وبنسبة 0.92 بالمائة، وهما معطيان يعكسان انحدار شعبية التيار الإسلامي في الجزائر، وسقوطه في الحضيض، مقارنة بسنوات التسعينات التي مثلت العصر الذهبي للإسلاميين، إثر فوزهم بانتخابات مجالس البلديات والمحافظات سنة 1990، وفوزهم عاما من بعد بالانتخابات التشريعية الملغاة، فضلا عن نيل الزعيم الإسلامي الراحل محفوظ نحناح المركز الثاني في رئاسيات 1995.