طلال سلامة من روما: وصل الغضب، الذي يخيم على بعض الوزراء في حكومة برلسكوني، لغاية التهجم والاعتداء الكلامي على موظفين رفيعي المستوى في منظمة الأمم المتحدة. وآخر حدث، سجل في هذا السياق دار بين وزير الدفاع الإيطالي اينياتسيو لا روسا والمفوضة العليا الايطالية في منظمة الأمم المتحدة، المشرفة على شؤون اللاجئين، لاورا بولدريني.

ولمعرفة تقويم التيارات الكاثوليكية الايطالية حول المشادات المستمرة بين حكومة روما ومسؤولي الأمم المتحدة، الذين يتهمون ايطاليا بتبني العنصرية تجاه المهاجرين غير الشرعيين، اجرت ايلاف حوارا هاتفيا مع أندريا أوليفيرو رئيس جمعية quot;أكليquot; الكاثوليكية، خلال تواجده في مقر عمله بمدينة quot;كونيوquot; قرب quot;تورينوquot; شمال شرق ايطاليا.

يتميز طابع أندريا أوليفيرو بالهدوء أثناء التحدث عن أي عملية تحليل أم تقويم للأحداث كافة، على الساحة الايطالية، الذي لم يستبعد أن ما حصل بين وزير الدفاع الإيطالي ومفوضة شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة لا يمنع رؤية، في الأسابيع القادمة، سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء، أم فرانكو فراتيني، وزير الخارجية، وهما يهاجمان بعنف بان كي مون السكرتير العام في الأمم المتحدة. هنا نص الحوار:

سؤال: بنظر اينياتسيو لا روسا، وزير الدفاع الإيطالي، فان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة لا ثقل لها عالمياً. ما هو جوابكم؟

جواب: على وزير الدفاع الإيطالي أن يعلم جيداً أن هذه المفوضية أنقذت حياة ملايين الناس، مع مر السنين. صحيح أن هذه المفوضية قد تكون غير مرئية بالنسبة الى عمالقة السياسة لكنه غير صحيح أن لا ثقل لها عالمياً.

سؤال: هل انتظرتم رد فعل شرس من جانب حكومة روما حيال موجة الانتقادات، التي أثارتها المفوضية العليا في الأمم المتحدة، حول سياسة ايطاليا الخاصة بعدم السماح لزوارق المهاجرين غير الشرعيين دخول مياهها الإقليمية؟

جواب: ان منظمة الأمم المتحدة تثير اليوم سلة من المشاكل المتعلقة بحماية حقوق الإنسان، الرئيسية والشرعية. نحن نتكلم عن حياة أم موت عشرات الأبرياء. على الأقل، كان من واجب حكومة روما التفكير ملياً قبل مباشرة إعادة زوارق المهاجرين غير الشرعيين الى منصات انطلاقها البحرية، المنتشرة على الشواطئ الليبية.

سؤال: ما هو تقويمكم لتصرف وزير الدفاع الإيطالي مع المفوضة بولدريني وربما مفوضين آخرين، في الشهور القادمة؟

جواب: ما يؤسفني في هذه القضية هو عدم تردد ممثل رفيع المستوى، في فريق برلسكوني التنفيذي، في اللجوء الى ما هو قريب من quot;لغة الشوارعquot; للرد على انتقادات، لاذعة إنما ديبلوماسية الطابع، انطلقت من فوه هذه المفوضة ولم تهدف الى جرح شعور أي وزير من وزراء برلسكوني.

سؤال: في ما يتعلق بملف الهجرة، يبدو أن ايطاليا لا تخشى أن تبقى معزولة أمام المنظمات الدولية. ما هو رأيكم؟

جواب: لقد استوعبنا، منذ وقت، أن حكومة برلسكوني تقوم بترويج حملتها الانتخابية، عن طريق استغلال ملف الهجرة غير الشرعية. هكذا، تخلو حملة برلسكوني، للانتخابات الإدارية والأوروبية، من أي استراتيجية سياسية حقيقية سليمة. ان مهاجمة المفوضة لاورا بولدريني قد تكون الجولة الأولى من صراع حقيقي بين حكومة روما ومنظمة الأمم المتحدة. وكل هذا يدخل في إطار سياسة معقدة تخطط لها حكومة برلسكوني.

سؤال: ما هي هذه السياسة؟

جواب: إنها تتعلق باقتراحات القوانين الأمنية الجديدة وما ينجم عنها من تشديد الطوق أكثر فأكثر على المهاجرين غير الشرعيين كما عدم السماح لزوارقهم دخول المياه الإقليمية الايطالية. ان حكومة روما تنظر الآن فقط الى الرأي العام الداخلي وما يحيطه من مصالح وأرباح سياسية لها. في الواقع، فان حكومة روما لا تفعل أي شيء ملموس لمساعدة المهاجرين. كما أن مجهودها الفعلي لتوطيد الأمن في المدن الايطالية ما يزال غائباً.

سؤال: يتردد برلسكوني في تقبل مجتمع إيطالي عرقي متعدد. ما هو تعليقكم؟

جواب: إنها مشكلة علينا، بالطبع. فتحويل قضية استراتيجية، كما ملف المهاجرين، الى quot;ديماغوجياquot; مثير للقلق. فكل شيء يتحول بالتالي الى مشكلة أمنية طارئة، لا غير.