quot;خطابه مسرحية هزلية لسنا مستعدين للمشاركة فيهاquot;
شيعة مصر يطالبون أوباما بالإعتذار ودعم التقارب بين المذاهب

محمد حميدة من القاهرة: في الوقت الذي تمت فيه دعوة شيوخ الصوفية لحضور خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الموجه للعالم الاسلامي، تم تجاهل الشيعة في مصر ولم يتم توجيه دعوات لهم لحضور الخطاب، وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة حول موقف الإدارة الأميركية من الشيعة، على الرغم من ان تقرير الحريات الصادر عن الخارجية الأميركية طالما تحدث عنهم وأدان اضطهادهم كفئة دينية في مصر.

ومن جانبه أرسل محمد الدريني أمين المجلس الأعلى لرعاية ال البيت رسالة الى الرئيس اوباما سلمها الى السفارة الأميركية في القاهرة طالبه فيها بمراجعة ما سمّاه بمخطط الولايات المتحدة لبث بذور الفتنة بين السنة والشيعة. وقال الدريني في رسالته التي بعث بنصها الى quot;إيلاف quot; انه ما كان يعتقد أنه سيرحّب يوما ما بزيارة رئيس للولايات المتحدة الأميركية لمصر، quot;نظرا لتلك الجرائم التي ارتكبتها بلاده في حق شعبنا وما زالت ترتكب حتى يومنا هذا quot;. واتهم الدريني الولايات المتحدة الأميركية بالتواطؤ مع الحكومة في توظيف ملف مكافحة الإرهاب لاستمرار تواجدها.

وأكد quot;ان المشهد المصري الحالي عدد كبير من الاصفار حصلت عليها الحكومة في تحركها على عدة صعد بالإضافة إلى 7 ملايين عاطل وما يقرب من 20 مليون مسرطنا بواسطة إسرائيل وعملائها و نحو 20 مليون عانس وعانسه ومطلق ومطلقه وعزوف الناس عن المشاركة في العمل السياسي وهروب نصف مليون عالم و3 قروش نصيب المواطن من الثقافة وقوات أمنية تفوق قوات الولايات المتحدة الأميركية مجتمعة أو قوات الاتحاد الاوروبي مجتمعة عرف عنها الجميع استخدام التعذيب كسبيل لإرهاب المعارضين فضلا عن قمع التظاهرات ومحاولات اغتصاب قادتها كما حدث يوم الأربعاء الأسود بل وصل الأمر الى ضرب قضاة مصر بالأحذية quot; وفقا للبيان.

مطالب الدريني

وطالب الدريني الرئيس اوباما بعشرة مطالب تتضمن تقديم الاعتذار لشعب مصر عن تزويد النظام بكل أدوات التعذيب والقمع الأميركية، ووقف ضخ الجانب المالي للأجهزة الأمنية وتخصيص الجانب الأكبر لضحايا التعذيب والاعتقال، وطالبه ايضا بوقف مساندة أنظمة الفساد والاستبداد، وتصحيح موقف الولايات المتحدة الذي تواطأ مع بريطانيا لصالح إسرائيل ابان فترة الهدنة فى مارس 1949 وقامت باحتلال ارضنا الحدوديةquot; أم الرشراش المصرية المحتلة (ايلات) quot;، والتي باتت اهم منفذ لدعم عمليات القرصنة القائمة في البحر الأحمر، وعودة أموال الشعوب المهربة سواء في الولايات المتحدة أو غيرها لمساعدة الشعوب على تجاوز الحصاد المر لسنوات الفساد والاستبداد التي تمت بحماية أميركية وذلك لكي تتمكن الشعوب الفقيرة من تجاوز مآسيها.

وناشد اوباما بان تقوم الولايات المتحدة الأميركية بمسؤولياتها تجاه مكافحة الإتجار بالبشر، وتفعيل دور الأمم المتحدة واعمال مواثيقها تجاه أنظمة الاستبداد وتعويض الضحايا وتفعيل قرارها الداعي للاقتداء بفكر الامام علي بن ابي طالب وذلك في مواجهة الينابيع الفكرية لمعتقدات القتل والدمار وترويع الانسانية، ومطالبة وكالة ناسا الفضائية بتقديم ما توصلت اليه في ابحاثها العالمية من واقع علم الامام علي quot;الجفرquot; كما سبق وان اعلنت عودتها الى ما ورد في بعضه والخاص بالولايات المتحدة الأميركية.

كما طالبه ايضا بمكافحة دفن النفايات السامة في المنطقة وان تكثف اميركا جهودها لنزع الاسلحة النووية والحد من التسلح المحرم دوليا وملاحقة عصابات الموت وامتداداتها. ووقف المخطط الأميركي الذي كشفه quot; برانتquot; والخاص بضرب علاقات المسلمين السنة والشيعة ودعم جهود الحوار والتقريب بين المذاهب واستخلاص رؤى مشتركة لترسيخ مفاهيم الشراكة في الانسانية.

مسرحية هزلية

ومن جانبه قال الدكتور احمد راسم النفيس المفكر الشيعي البارز، ان زيارة اوباما وخطابه لا يعني له شيئا، واضاف :quot;الأمرلا يعدو أكثر من كونه مسرحية هزلية ليس لدينا استعداد للمشاركة فيها quot;.وقال النفيس في حديثه لـquot;ايلافquot; إن الولايات المتحدة تتحفنا مرارا وتكرارا بخطابات لا قيمة لها وليس لها فعل على ارض الواقع، مؤكدا ان علاقات الأنظمة مع الولايات المتحدة تختلف تماما عن علاقات الشعوب معها، سعد الدين ابراهيم مثلا صديقهم مباشرة ويرتبط بعلاقة قوية بهم لكنه في الوقت نفسه ليس قادرا على الرجوع الى مصر ولا قادرين أن يعملوا له شيئا quot;. وأيمن نور يدفع ثمن اهتمام الولايات المتحدة به وهي في الوقت ذاته غير قادرة على حمايته.

واشار الدكتور النفيس إلى انه شخصيا تحدثت عنه اميركا منذ شهرين في تقرير الحريات الدينية وعن مصادرة كتابه وتعرضه للعنف وتحطيم سيارته، وفي النهاية لجأ الى وسائل الحماية التقليدية وسط اهله ومعارفه. وتابع قائلا :quot; الولايات المتحدة لم توفر لي مكانا لركن سيارتي، سياساتها لا مكان للأفراد فيها quot;.

وحمل النفيس جزءا من الكوارث التي يعيشها المسلمون على الولايات المتحدة، مشيرا الى ان حملة التكفير التي يتعرض لها الشيعة هي إحدى بركات التحالف الاميركي السني الاسرائيلي، والتي دشنته الآنسة كوندي quot;كونداليزا رايسquot; وزيرة الخارجية السابقة، في اعقاب حرب تموز 2006.

وأكد النفيس ان المشكلة ان الولايات المتحدة لم تعد لديها القدرة نفسها على ان تفرض إرادتها قبل 20 عاما،لم تعد تلك الديناصور الهائل كما كانت في السابق، وأثبتت التجربة ان اللاعب الاساسي في كل التغيرات الإقليمية هي القوى المحلية، quot;بمعنى ادق الناس على الأرض هم الذين غيروا هذه المعادلة ومن يعتقد ان الولايات المتحدة مؤسسة خيرية واهم، لان اله الفعل الحقيقي تتلخص في الدليل القرآني quot;لا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم quot;. وأضاف انأي مشروع فكري ثقافي داخل العالم الاسلامي يهدف الى الإصلاح من الداخل لا يصب في مصلحة القوى الكبرى، مؤكدا أنهم يريدون ان تكون الساحة المصرية ساحة للسيرك السياسي ولا يريدون اي شخصيات فكرية وثقافية فاعلة على الساحة.