واشنطن: أياً كانت نتيجة انتخابات الرئاسة الإيرانية التي تجري في 12 يونيو حزيران الجاري فان ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تأمل أن تنهي إيران حينذاك شهورا من الجمود وتستجيب لمبادرات واشنطن من أجل تحسين العلاقات. وسواء كان الفائز هو الرئيس الحالي المناهض للولايات المتحدة محمود احمدي نجاد او منافسه الرئيسي الاكثر اعتدالا رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي فان وجهة النظر السائدة هي أن الكلمة الاخيرة تبقى للزعيم الاعلى الإيراني اية الله علي خامنئي.

وقال مسؤول أميركي بارز طلب عدم نشر اسمه لان واشنطن لا تريد أن ينظر اليها على أنها تتدخل في الانتخابات الإيرانية التي يمكن أن تسفر عن اجراء جولة اعادة في 19 يونيو quot;في نهاية المطاف القرارات الهامة بشأن التوجهات سيتخذها اية الله وليس الرئيس (الإيراني) الجديد.quot; لكن خبراء يرون أن فوز موسوي يمكن أن يحسن المناخ سواء للمحادثات الثنائية الأميركية الإيرانية او تلك التي تجري بين القوى الكبرى وطهران لتسوية الخلافات بشأن برنامجها النووي والذي يشتبه الغرب في انه يهدف الى تصنيع قنبلة. وتقول طهران ان أغراض البرنامج سلمية لتوليد الطاقة التي هناك حاجة ماسة اليها.

ويقول بروس ريدل من معهد بروكينجز quot;سيكون من الافضل كثيرا أن نتعامل مع رئيس إيراني يخفف مستوى توتر الخطاب بدلا من واحد يبحث باستمرار فيما يبدو عن سبل لتصعيده.quot; وأضاف ريدل المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.اي.ايه) quot;ايا كان من سيشغل هذا الموقع فانه يستطيع المساعدة في اتخاذ نبرة تزيد من احتمال حدوث عملية تعاون ولا تقلله.quot;

وفي مناظرة قوية بثها التلفزيون مع احمدي نجاد يوم الاربعاء اتهم موسوي الرئيس الحالي باذلال الامة بتبنيه سياسة خارجية quot; متطرفةquot; وهي وجهة نظر انتقدها الزعيم الاعلى بلطف فيما بعد. وتعهد موسوي بمواصلة المحادثات مع القوى الكبرى حول المسألة النووية اذا انتخب رئيسا لإيران على النقيض من احمدي نجاد الذي استبعد تلك المحادثات النووية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا.

وقال نيد ووكر سفير الولايات المتحدة السابق في مصر واسرائيل quot;اذا أعيد انتخاب احمدي نجاد سيكون من الصعوبة الشديدة بمكان اجراء مناقشة عقلانية مع الإيرانيين.quot; وقال كريم سادجاد بور خبير الشؤون الإيرانية ان احمدي نجاد يفيد في واقع الامر السياسة الأميركية في الداخل حيث يعطي المعارضين للتعامل مع إيران الزاد الذي يحتاجونه. وأضاف سادجاد بور من معهد كارنيجي للسلام الدولي quot;مساجلاته تجاه اسرائيل وانكاره لمحارق النازي تصعب على أي ادارة أمريكية السكوت عن تخصيب إيران لليورانيوم.quot;

ويشير بعض الخبراء من أصحاب الخبرة في التعامل مع إيران الى أن واشنطن ليس لديها خيار سوى مواصلة مسعاها للحوار الذي طرحه الرئيس الأميركي باراك اوباما في خطاب تنصيبه في يناير كانون الثاني والذي أعقبه خطوات صغيرة منذ ذلك الحين.ىويقول نيكولاس بيرنز الذي تولى الملف النووي الإيراني في ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ان اوباما أعد مشهد ما بعد الانتخابات جيدا وأنه أيضا يمهد الطريق لفرض مزيد من العقوبات اذا لزم الامر.

وقال بيرنز الذي يعمل الان في جامعة هارفارد quot;اذا جربت الولايات المتحدة المفاوضات ووصلت الى شيء فمن الواضح أن أميركا ستكون في وضع افضل. quot;وان لم تنجح ستكون الولايات المتحدة في وضع افضل ايضا لان الولايات المتحدة ستكون أقوى كثيرا وستكون لها مصداقية اكبر كثيرا لدى الصين وروسيا للمطالبة بفرض عقوبات شديدة الصرامة.quot;

وأحجمت روسيا والصين مرارا عن فرض مزيد من العقوبات على إيران وقالتا انه يجب استنفاد الخيارات الدبلوماسية. ورغم حذرهم بشأن ما اذا كانت مبادرات واشنطن سوف تؤدي الى اي شيء يقول مسؤولون أميركيون ان افراج إيران عن الصحفية الأميركية الإيرانية روكسانا صابري يعد احد المؤشرات الايجابية في الاسابيع الاخيرة. وقال مسؤول رفيع تابع مسألة اطلاق سراح صابري quot;المثير للاهتمام أن هذا حدث ولم يسمحوا بأن يكون عائقا. بدوا وكأنهم يمهدون الطريق.quot; وأضاف المسؤول أنه على الرغم من أنه ربما لا يتم احراز تقدم في القضية النووية الإيرانية ستبحث واشنطن عن التعاون في مجالات أخرى مثل الحصول على مساعدة طهران في افغانستان والعراق.

ومن المرجح ايضا اجراء مزيد من الاتصالات على مستوى منخفض بما في ذلك اعتزام دعوة دبلوماسيين إيرانيين للمادب التي تقام في يوم الاستقلال واحتفالات الرابع من يوليو تموز.لكن ريدل من معهد بروكينجز قال ان من بين العوامل التي لا يمكن التكهن بها بعد الانتخابات رد فعل اسرائيل على الرغم من أن ادارة اوباما أوضحت أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تؤيد شن الدولة اليهودية اي هجمات على إيران. وأضاف quot;الطرف الثالث في هذا الشأن هو اسرائيل.quot;