دبي: اتهمت منظمة حقوقية دولية مليشيات الباسيج بانتهاك القوانين واختطاف إيرانيين أصيبوا أثناء التظاهرات الاحتجاجية، من المستشفيات، فيما اتهمت أخرى تلك العناصر بالانخراط في أعمال عنف متفرقة بحق المتظاهرين ونشطاء المعارضة. وقال بانافشيه أكلاجي، مدير الإقليم الغربي لمنظمة العفو الدوليةquot; أمنستي: quot;يقف الباسيج بالمرصاد لهمquot;، في إشارة للميليشيات شبه النظامية الإيرانية التي تصدت بالقمع للتظاهرات الشعبية الضخمة المنددة بنتائج انتخابات 12 يونيو/حزيران الجاري.

وأوضح أكلاجي أن المعلومات المستقاة من إيرانيين غادروا البلاد وأجانب، تشير إلى أن مليشيات الباسيج منعت الطواقم الطبية من معرفة هويات المصابين أو السؤال عن كيفية إصابتهم، وتقوم باقتياد الجرحى إلى وجهات مجهولة فور تلقيهم العلاج. وصدرتتقارير مشابهة عن ترصد الباسيج للمصابين في المستشفيات، وتهيب الجرحى من طلب العلاج بالمستشفيات خوفاً من الاعتقال. وظهر اتساع مجال الحملة القمعية من أعداد اعتقالات الإصلاحيين السياسيين والمثقفين والصحفيين في شتى أنحاء إيران، وبلغ 70 معتقلاً، على الأقل، معظمهم من أعضاء إدارة الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، وفق المنظمة المعنية بحقوق الإنسان.

ومن دلائل الحملة القمعية التي تشمل جميع أنحاء إيران، هجمات قوات الأمن وميليشيات الباسيج على مساكن الطلاب الجامعيين، وقطع الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وتقييد التغطية الإعلامية الدولية والمحلية للمظاهرات ضد ما يزعم بالانتخابات المسروقة. وهدد عدد من المسؤولين الإيرانيين بقمع quot;الاحتجاجات غير القانونيةquot;. وقال آية الله أحمد خاتمي أثناء صلاة الجمعة في طهران:quot;على مثيري الشغب، والعقول المدبرة للاضطرابات، العلم بأن الأمة الإيرانية لن ترضخ لضغوط والقبول بإلغاء نتائج الانتخابات.quot;

وأضاف: quot;أطالب الجهاز القضائي التعامل بحزم مع تلك الفئة لتجعل منهم عبرة.quot;
وقوبلت الاحتجاجات الشعبية ضد إعلان إعادة انتخاب الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بالقوة المفرطة من جانب الشرطة وقوات الأمن. ومقتل عدد من المتظاهرين يقدر عددهم بـ19 فيما وضعتها تقارير أخرى عند 150.

وفي حين تناقلت الأنباء على نطاق واسع اعتقال العشرات من النشطاء السياسيين في العاصمة، تم إيلاء درجة أقل من الاهتمام بالوضع في البلدات والمدن المنتشرة في الأقاليم. وفي تبريز بشمال غرب إيران، ورد اعتقال 17 ناشطاً سياسياً، بينهم أطباء وأعضاء في نهضتي أزادي (حركة حرية إيران)، واقتيدوا إلى أماكن غير محددة بعد أن قاموا باحتجاج سلمي في ميدان أبريسان في المدينة.ومن جملة الذين اعتقلوا الطبيب غفاري فرزادي، وهو عضو قيادي في حركة حرية إيران ومحاضر في جامعة تبريز.

وقد دعت منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية إلى ممارسة ضبط النفس في عمليات الحفاظ على الأمن خلال أي مظاهرات أخرى تجري بشأن نتيجة الانتخابات، وإلى وضع حد للهجمات على الطلبة.ومن جانبها،اتهمت منظمة quot;هيومان رايتس ووتشquot; مليشيات الباسيج بالانخراط في أعمال عنف متفرقة بحق المتظاهرين ونشطاء المعارضة. وهاجمت ميليشيا الباسيج عدة مرات - التي شُكلت أثناء ثورة 1979 والمسؤولة من الحرس الثوري - مساكن الطلاب الجامعيين، وضربت الطلاب وفتشت حجراتهم باستخدام العنف. وتوافدت أعداد كبيرة من ميليشيات الباسيج على المظاهرات، على متن دراجات نارية بالأساس، لمهاجمة المتظاهرين.