غلام نبي فاي لإيلاف: الهند تبحث عن مبرر لقمع كشمير
خلاف باكستان والهند: إذا نشبت الحرب فستكون نووية

عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: الدكتور غلام نبي فاي من مواليد كشمير ويتولى منصب المدير التنفيذي للمجلس الكشميري الأميركي في واشنطن، والذي ينشط في مجال كسب التأييد لقضية كشمير. وقد تخرج من جامعة علي كر في الهند ونال الدكتوراه في الإعلام العام من جامعة تمبل في بينسيلوانيا. كما أنه دُعي إلى إلقاء كلمة أمام مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى جانب الإتحاد الأوروبي ومؤتمرات قمم منظمة المؤتمر الإسلامي، إضافة إلى إجراء لقاءات مع المئات من السفراء وعشرات من رؤساء الدولة والملوك من أجل التحدث معهم حول قضية كشمير. وقد زار العاصمة الباكستانية إسلام آباد أخيرًا، وإلتقى خلالها رئيس الوزراء والرئيس الباكستانيين إضافة إلى القيادات السياسية البارزة كما وأنه حضر مؤتمرا دوليا عن كشمير عقده في فندق محلي بحضور القيادات السياسية الباكستانية.

ويرى الدكتور فاي أن تصريحات القيادة الباكستانية مشجعة إزاء قضية كشمير كما يشير إلى أن قضية كشمير هي العرقلة الكبرى في طريق تطبيع العلاقات بين باكستان والهند، بينما يرى أنه لم يبق لدى الهند أي مبرر لممارسة العنف ضد الشعب الكشميري العزل، في حين يدعو باكستان إلى مواصلة تأييدها لقضية كشمير على الساحة الدولية؛ لأنه أمر خارج نطاق الشعب الكشميري الذي لا يحظى بتمثيل في الأمم المتحدة.

إيلاف إلتقت الدكتو فاي وأجرت معه هذه المقابلة:

- ما هو الفرق في رأيك بين سياسة الحكومة الحالية وحكومة مشرف إزاء قضية كشمير؟

-د. غلام نبي فاي: أنا التقيت رئيس الوزراء الباكستاني والرئيس الباكستاني ولم أسئلهما عن سياسة الحكومة الباكستانية الحالية إزاء قضية كشمير؛ لكن هناك تصريحين لرئيس الوزراء كيلاني يعبران عن رغبة كل مواطن كشميري. وهما أنه قال قبل أيام أثناء ترأسه لمجلس كشمير أن قضية كشمير مفتاح العلاقات الهندية الباكستانية، في حين أكد في دافوس: كيف يُتوقع منا أن ننقل قواتنا من الجبهة الشرقية مع الهند، علىالرغم من أن قضية كشمير في موقعها ولم تشهد أي حل.

وهذا أمر مشجع جدًا. كما وأن أوباما أكد أن الفوز في أفغانستان لا يمكن من دون مساعدة باكستان ولا يمكن لباكستان أن تقدم أي مساعدة إلا بعد تطبيع العلاقات مع الهند. وقد قال لي الرئيس زرداري: قل للشعب الكشميري والقيادة الكشميرية إننا نؤيد وسوف نواصل تأييدنا لحق تقرير المصير للشعب الكشميري والذي أقرت به الأمم المتحدة.

-لكن المشكلة أن كلمات القيادة الباكستانية قلما تتحول إلى أعمال كما شهدنا في الكثير من القضايا السياسية خلال فترة الحكومة الحالية. فكيف يمكن الثقة بهذه التصريحات؟

-د. فاي: الرئيس ورئيس الوزراء ليسا بشخصين هينين، إنهما يتحدثان على لسان الدولة. وبناء عليه من واجبنا أن ننتظر كيف يحققان ما يقولان. وإذا لم يعملا شيئًا يجب أن نذكّرهم بتلك التصريحات مرة بعد أخرى؛ لأنني لم أطلب منهما إطلاق تلك التصريحات بل هما اللذان بادرا بها. فيجب عليهما أن يعملا بما يقولان.

-كيف تقيّم مواقف الأحزاب الباكستانية إزاء قضية كشمير؟

-د. فاي: أنا التقيت قيادات جميع الأحزاب الباكستانية من حزب الشعب وحزب الرابطة وجمعية علماء الإسلام والجماعة الإسلامية والأحزاب الأخرى. وقد وجدت أن جميعها يؤيد قضية كشمير وشعرت بأن جميع الأحزاب لديها موقف موحد إزاء قضية كشمير ما يجعلها قضية وطنية. وهذا الأمر يسرنا. وأنا أؤكد هنا أمرًا آخر بأنه لا يمكن للشعب الكشميري كسب الرأي الدولي إلى جانبه؛ لأن الساحة الدولية لا يُسمع فيها صوت إلا لأعضاء الأمم المتحدة ولو كانت صغيرة جدا. وانطلاقا من هذه النقطة يجب على باكستان أن تدافع عن قضية كشمير على الساحة الدولية وأن تناضل من أجلها.

-هل هناك تغير في موقف الهند إزاء قضية كشمير؟

-د. فاي: لا أتحدث عن الحكومة الهندية؛ لكن بدأ تحرك على الساحة الشعبية. وقد أكد الكثير من المثقفين الهندوس الذين لا يمكن اتهامهم بالعمالة للمخابرات العسكرية العامة الباكستانية، أن الهند أعطت لكشمير وعودًا ولم توف بها. وقد آن الأوان لمنح الشعب الكشميري حقه لتقرير مصيره. فإذا صوت لصالح الهند فمرحبًا به وإلا فهو حر في اتخاذ قراره.

-من المعروف أن الرئيس أوباما أكد غير مرة خلال حملته الانتخابية أنه سيعين مبعوثًا خاصًا لحل قضية كشمير؛ لكنه تراجع عن ذلك بعد جلوسه في البيت الأبيض. لماذا؟

-د. فاي: أقول إنه كان من اللازم أن يعمل الرئيس أوباما بما قال به المرشح أوباما؛ لكن لم يحدث ذلك لأسباب. ثم إن اللوبي الهندي ndash; كما عرفت أنا- قام بتقديم 27 مليون دولار إلى مؤسسة الرئيس كلنتون، بينما اللوبي الباكستاني قدم 0.75 مليون دولار والكشميري لم يقدم ولا شيئا. ومن المعروف أن هذا الأمر يسمى رشوة عندنا لكنه مشروع لدى الولايات المتحدة. وهم يقولون quot;إن المال ينطقquot;. ورغم ذلك أرى أن الاتجاه الأميركي إزاء قضية كشمير لم يتغير، بل كل ما يمكن قوله في هذا الصدد هو إن الولايات المتحدة كانت تتقدم إلى الأمام بسرعة القطار السريع وأصبحت الآن تتقدم بسرعة عربة تجره الثيران. وقد أكد الجنرال بترياس أن هولبروك كلما يزور الهند يسأل عن التقدم في حل قضية كشمير رغم أنه ليس مبعوثًا لذلك.

-ما هو أقصر طريق لحل قضية كشمير؟

-د. فاي: الحل واحد وهو كما قال رئيس الوزراء كيلاني إننا قد قلنا وسنقول للهند أن تضم القيادة الكشميرية إلى المفاوضات بينها وبين باكستان. وأقول إن المفاوضات الثنائية في طاشقند وسملة وآغرة ولاهور لم تصل إلى أي نتيجة. وبناء عليه يجب ضم القيادة الكشميرية الممثلة لشعبه إلى عملية المفاوضات بين البلدين. وأي حل تصل إليه تلك القيادة، أنا أؤكد بأنني سأقبله.

-ماذا عن العنف الحالي في كشمير وأسبابه؟

-لا أقول أنا، بل قالت الصحافية الهندية (أرون دتي راي) التي تكتب لصحيفة غارديان اللندنية، بأنني زرت كشمير ورأيت مئات الآلاف من الكشميريين في الشوارع يحتجون ضد السياسات الهندية. ولم يبق لدى الهند أي شيء لتسويق عنفها ضد الشعب الكشميري لدى المجتمع الدولي. وبالتالي فإنها تحاول خلق جو يبرر لممارسة العنف.

-هل ترى أي مخاطر لحرب بين باكستان والهند؟

-د. فاي: قد أكد رئيس الـ سي آي أيه السابق إنه ليست هناك أي مخاوف من نشوب حرب نووية بين كوريا الشمالية والجنوبية؛ لكن إذا حدثت حرب نووية في قارة آسيا، فإنها ستكون بين باكستان والهند. ولا يخفى أن رئيس الـ سي آي أيه أدرى بهذه الأمور مني ومنك.