اسلام اباد، عواصم: ردت القيادة العسكرية الباكستانية بحزم على تقارير بحثية غربية افادت ان ارهابيين اعتدوا على منشآت متعلقة بنووي اسلام اباد ثلاث مرات خلال السنتين الماضيتين وجددت تأكيداتها حول سلامة ارصدتها النووية نافية قطعيا اية فرصة لوقوع الاسلحة النووية في ايدي الجماعات الارهابية معتبرة انه ضرب من المستحيل، في وقت أكدت أنها تريد انهاء التسلح النووي وتضطلع بدور نشيط في تحقيق ذلك.
التاكيدات الباكستانية تاتي لتنفي تقارير قالت ان ارهابيين اعتدوا على منشآت نووية وقال المتحدث العسكري اللواء اطهر عباس في بيان له ان تلك التقارير مضللة وكاذبة وان المواقع التي ذكرت لا توجد بها اسلحة نووية او لها علاقة بالمنشآت الحساسة.
كما اوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد عبدالباسط في بيان نشرته الصحف المحلية أن باكستان دولة نووية مسؤولة تدرك التزاماتها وأن البرنامج النووي الباكستاني يخضع لنظام قيادة وتحكم ولا يستطيع احد اختراق امن الترسانات النووية ووصف ما جاء في التقارير الإعلامية الغربية بأنه مؤامرة ضد باكستان.
وجاءت ردود فعل باكستان بعد صدور تقرير لمركز مكافحة الارهاب بالاكاديمية العسكرية الاميركية واخر لجامعة برادفورد في بريطانيا حول وقوع ثلاث هجمات ارهابية استهدفت مجمع مصانع الاسلحة التقليدية في واه كنت قرب العاصمة اسلام اباد وقاعدة جوية في مدينة سركودا ومنشأة لتخزين الصواريخ باقليم البنجاب.
على صعيد متصل، أكدت باكستان الاربعاء أنها تريد انهاء التسلح النووي وتضطلع بدور نشيط في تحقيق ذلك. لكنها جادلت في بيان صدر في بأن quot;المصالح الامنية المشروعة لكل الدولquot; يتعين حمايتها في أي تحرك نحو عقد محادثات جديدة في مؤتمر نزع السلاح الذي توقف وقتا طويلا والذي يعقد في جنيف تحت رعاية الامم المتحدة.
وذكرت خدمة quot;باكستان فيوز دوت كومquot; الاخبارية على الانترنت نقلا عن متحدث باسم وزارة الخارحية قوله quot;تؤيد باكستان أهداف نزع السلاح النووي وعدم الانتشار.. وأدت على الدوام دورا نشيطا وبناء في المؤتمرquot;.
وأجرت باكستان مثلها في ذلك مثل جارتها ومنافستها الهند تجارب نووية عام 1998 رغم أنها ليست رسميا من القوى المسلحة نوويا. ويعتقد دبلوماسيون أن مناوراتها في مؤتمر نزع السلاح تهدف الى الحفاظ على وضعها النووي، فيما لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي.
وجاء البيان الباكستاني في وقت دعا فيه وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي خلال المؤتمر في جنيف الى سرعة البدء في اجراء محادثات بخصوص معاهدة لوقف انتاج المواد القابلة للانشطار وهي اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم اللذين يستخدمان في صنع أسلحة نووية.
ولم يشر يانغ بصورة مباشرة الى باكستان لكن تصريحاته استهدفت جزئيا على الاقل حليفة بلاده الاسيوية. ويقول الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة ويؤيده اخرون على نحو أقل جهرا في المؤتمر الذي يشارك فيه 65 عضوا ان باكستان تعرقل اجراء مثل هذه المحادثات.
وينظر على نطاق واسع الى ما يسمى باتفاق وقف انتاج المواد القابلة للانشطار بوصفه الخطوة التالية القابلة للانجاز نحو انهاء خطر نشوب حرب نووية. ومهدت انفراجة في الاونة الاخرة فيما يبدو الطريق لبدء مفاوضات في غضون الشهور القليلة المقبلة.من جهتها حذرت سوزان بورك الممثلة الخاصة للرئيس باراك اوباما حول الحد من نشر الاسلحة النووية من ان الطلب المتزايد على الطاقة النووية ردا على ارتفاع حرارة الارض يعقد عملية التأكد من عدم نشر الاسلحة النووية.
وقالت سوزان بورك في اول تصريح لها في مركز سياسة الامن في جنيف ان quot;تعزيز هذا البند في المعاهدة هو مهم اكثر من اي وقت مضى، خصوصا في اخذنا بالاعتبار المصلحة المتجددة التي تثيرها الطاقة النووية كرد على ارتفاع حرارة الارض وضمانة لامن الطاقة والة لدفع التنمية الدائمةquot;.واشارت الى ان التحدي هو في عدم quot;نشر الاسلحة النووية ونحن نضيء النورquot;.
واوضحت ان الرئيس الاميركي يدرس اجراءات جديدة منها انشاء مصرف عالمي للوقود النووية يتيح للدول الحصول على الطاقة النووية ومن دول التوصل حتما الى امكانية انتاج الوقود.
ودعت الاسرة الدولية الى معاقبة quot;تجاوزاتquot; موقعي معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية معتبرة ان الاجراءات التي اتخذت حتى الان كانت quot;سيئةquot;.وقالت ايضا ان quot;كلفة انتهاك المعاهدة يجب ان يكون اكبر من المكاسب التي تحققquot; مشيرة الى ان quot;عدم احترام المعاهدة سيؤدي الى نتائج حقيقيةquot;.
مسلحو quot;القاعدةquot; هاجموا ترسانة باكستان النووية
زعم خبير بريطاني بارز في مكافحة الإرهاب أن تنظيم quot;القاعدةquot; وحركة طالبان شنوا خلال العامين الماضين 3 هجمات على الأقل ضد الترسانة النووية الباكستانية.
وزادت مزاعم البروفيسور شون غريغوري، مدير وحدة أبحاث أمن باكستان بجامعة quot;برادفوردquot; البريطانية، التي ضمنها في ورقة إلى دورية أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأميركية، من مخاوف وقوع أسلحة نووية بأيدي عناصر من الجماعات الإرهابية أو تسببهم في كارثة نووية بضرب منشأة نووية.
وبحسب تقارير بريطانية وأميركية وهندية، أورد غريغوري تفاصيل 3 هجمات، منذ نوفمبر 2007، ونبه لاحتمالات وقوع المزيد من تلك الهجمات مستقبلا.
ونقلت quot;سي ان انquot; عن غريغوري قوله إن المليشيات المتشددة ضربت quot;منشأة تخزين نوويةquot; في منطقة quot;سارغوداquot; في الأول من نوفمبر 2007، بالإضافة إلى هجوم انتحاري في قاعدة جوية نووية في منطقة quot;كارماquot; في العاشر من ديسمبر 2007.
فيما استهدف الهجوم الثالث إحداث انفجار في نقاط مداخل quot;معسكر واهquot; الذي يعتبر من أهم المنشآت النووية في باكستان، في أغسطس 2008.
ويعد الهجوم الأخير من أكثر العمليات دموية التي تنفذها المليشيات المسلحة ضد القوات الباكستانية، وتسبب في مصرع 63 شخصا. وأشير حينها إلى أن الهدف كان مصنعا رئيسيا لإنتاج الأسلحة التقليدية والذخيرة.
وقال غريغوري، بالإضافة إلى خبراء آخرين، إن المصنع مخصص لتجميع الرؤوس النووية الحربية، وأضاف الخبير الأمني لصحيفة quot;ديلي تلغرافquot; البريطانية: quot;هذه المواقع يجري تعريفها من قبل السلطات المختلفة بأنها مواقع أسلحة نوويةquot;.
وتحذر الكثير من المنظمات الدولية والدول بما في ذلك روسيا من احتمال أن تتمكن مجموعات إرهابية سواء تلك التي تنتمي إلى quot;القاعدةquot; أو غيرها من التنظيمات المتطرفة من الحصول على أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، وخاصة ما يسمى بـ quot;القنبلة القذرةquot;، واستخدامها ضد أي تجمعات جماهيرية بقصد إثارة موجة من الفزع والرعب في نفوس الناس.
وقد أعربت منظمة شنغهاي التي تضم روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزيا، عن قلقها من احتمال وصول الإرهابيين والمتطرفين على أسلحة نووية في باكستان.
التعليقات