خطفت مباريات الكلاسيكو بين عملاقيّ اسبانيا ريال مدريد و غريمه التقليدي برشلونة الأضواءفي الجزائر منكل الأحداثالمحلية والأجنبية فلا حديث يعلو فوق حديث الصدام بين نجوم الكرة العالمية.

فرغم وجود حدث ثقافي يتمثل في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية للعام الجاري والذي رصدت له حملة إعلامية ضخمة للتشهير له و زيارة رئيس الجمهوريةعبد العزيز بوتفليقة للمدينة يوم المباراة و التي تزامنت مع افتتاح الحدث الثقافيإلا أن ذلك لم يكنليثني الجمهور الرياضي الجزائري عن متابعة تطورات مواجهات الكلاسيكو عن كثب و مناقشة كل صغيرة و كبيرة تتعلق بها منتوقعات حول النتائج النهائية وحظوظ الفريقين في الفوز محلياً و أوروبياً و غياب هذا النجم أو ذاك و مدى تأثيره على أداء فريقه.

ومعروف عن الجزائريين أن متابعتهم للدوري الاسباني ليست وليدة اليوم بل تعود لسنوات الثمانينات من القرن المنصرم خاصة في المناطق الغربية للبلاد حيث بإمكان التقاط بث العديد من القنوات التلفزيونية الاسبانية الأرضية غير استقطاب الليغا لأشهر النجوم زاد من ولعهمبهذا الدوري لحد الجنون لدرجة أن العديد منهم اعتاد كل سنة حضور الكلاسيكو داخل الملعب سواء في السانتياغو برنابيوأو كامب نووه الحلم الذي يراود كل عشاق الريال وبرشلونة على حد سواء.

ومع اقتراب نهائي كأس ملك إسبانيا ارتفعت حدة النقاشات بين عشاق الغريمين ففي المقاهي أوالحافلات وحتى المدارس فإن الجميع يفضل الحديث عن المواجهة بين ميسي زملائه ضد رونالدو ورفاقه ومثلما سيكونصراعاً بينهم فيإسبانيا فان هناك صراعاً آخر في الشارع الرياضي الجزائري على اختلاف أطيافه السنية بين عشاقهما لدرجة أن الأسرة الواحدة أصبحت منقسمة علىنفسها بين متعصب للريال ومتعصب لبرشلونة و الفصل بينهما سيكون بعد المباراة فالخاسرمنهما مطالب بدفع حقوق السهرة كاملة.

ومما يزيد من حدة التنافس والصراع هو أن العملاقين يحظيان بنفس الشعبية في الجزائر فالبرسا معشوق في الجزائر لطريقة لعبه المميزة ونجومه في حين زادت شعبية الريال منذ انضمام زين الدين زيدان إليه و بن زيمة.

و يبقى التفاؤل المفرط هو القاسم المشترك بين عشاق الغريمين فالكل مقتنع بإمكانيات فريقه قدرته على اكتساح خصمه و تحقيق الانتصار بنتيجة عريضة أما عن تأثيرالفوز الذي حققه برشلونة في الذهاب بخماسية كاملة فان أنصار البارسايرون بأن كتيبة بيب غوارديولا قادرون علىتكرارهافي حين يرىمحبو الريال أن تلك الهزيمة التاريخية القاسية تمثل دافعاً لكتيبة البرتغالي جوزيه مورينهولتقديم أداء أفضل و الثأر محلياً و قارياً.

من جانب آخرتسببت مباريات الغريمين في تنشيط التجارة المرتبطة بها من منتجات رياضية للفريقين خاصة الأعلام و الرايات و القمصان و صور و بوسترات اللاعبين لتزيين البيوت والمحلات والسيارات و أيضا ازدهرت تجارة اقتناء بطاقات تشغيل القنوات الفضائية الناقلة للمباريات بنسب عالية لم تبلغها حتى في نهائياتأمم أوروبا أو كاس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا رغم مشاركة الخضر.

كما زادت مبيعات محلات بيع أجهزةالرقميات أما أصحاب الدخل الضعيف ممن لم يسعفهم الحظ في اقتنائها فقد لجئوا إلى المحلات المتخصصة في القرصنة لعلهم يعثروا على قناة أرضية أو فضائية تسمح لهم بمتابعة الحدث الكروي الأبرز بأرخص الأسعار مما جعل تلك المحلات تشهد طوابير طويلة للحصول على الخدمة المطلوبة.

أما الفئة المحظوظة خاصة التجار فقد لجأت مباشرة للسفارة الاسبانية أو إحدى سفارات دول الاتحاد الأوروبي للحصول على تأشيرة شنغن و التوجه مباشرة إلى بلاد الأندلس و متابعة المباراة من داخل الملعب.

وبدورهم لم يفوت أصحاب المقاهي الشعبية هذه الفرصة تمر دون استغلالها لزيادة أرباحهم فاقتنوا أيضاً البطاقات لتمكين زبائنهم من مشاهدة المباريات بصورة جماعية لما يوفره من أجواء حماسية و مثيرة .

وعن المباراة بشكل عام يجمع الجمهور الرياضي في الجزائر على أنها تمثل لهم فرصة كبيرة تسمح لهم بنسيان مشاكلهم اليومية من جهة و من جهة أخرى تغيير النمطية السائدةعند الفضائيات العربية و الأجنبية منذ مطلع العام الجاريحيث طغت عليها الأحداث السياسية لدرجة التخمة و أيضا مشاهدة مستوى فني راقي ينسي المستوى الهزيل الذي تقدمه مباريات الدوري المحلي مما جعل أحد عشاق الكلاسيكو يقول انه يتمنى أن يشاهد لاعبونا مثل هذه المباريات لعلهم يقدمون لنا أداء أفضل في قادم السنوات.