يحاول معمر الارياني وزير الشباب والرياضة في حكومة الوفاق الوطني في اليمن التسريع بتفعيل عدد من التوجيهات الصادرة عنه مؤخراً وعدم بقاءها في زاوية التسويف وذلك لتفادي حدوث التصادم مع ائتلاف الرياضيين الاحرار المرابطين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء والذين يهددون بتسيير تظاهرات سلمية نحو مجلس النواب للمطالبة بتحويل تبعية صندوق رعاية النشء والشباب إلى وزارة المالية في حال عدم تطبيق قانون صرف موارده بشكل سليم .

وعلى الرغم من تداول ما يمكن اعتباره بمثابة الاعتراف الضمني لوزير الشباب والرياضة الجديد على حدوث توظيف سيء لموارد صندوق النشء والشباب التي تصل الى نحو اربعة مليارات ريال يمني سنوياً - بحسب تقارير صحفية - والرمي بتهم السطو عليها وتوظيفها سياسياً الى قيادات بالحزب الحاكم المستغلة لمناصبها في الوزارة من خلال استحداث بعض الجوائز والمهرجانات والبطولات التي كان يتم توظيفها لصالح المؤتمر الشعبي العام ورموزه.

الا ان مصدر في صندوق رعاية النشء والشباب اكد لـquot;إيلافquot; على صدور توجيهات من الوزير الارياني اخيراً شددت على العمل بتخصيص أموال الصندوق بعيداً عن ما كان يتم من توظيف سيء لتلك الموارد خلال السنوات الماضية , مضيفاً بان التوجيهات حصرت فتح حنفية اموال الرياضة فقط على النشاطات الرياضية ولدعم النشاط التشغيلي للأندية والاتحادات الاهلية في اليمن بصورة تمكن الصندوق من تأدية مهامه التي أنشئ من أجلها.

كما اشاد المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه بالتوجيهات الاخيرة للوزير السابق في حكومة تصريف الاعمال عارف الزوكا وأبرزها تعيين مديراً جديداً لصندوق رعاية النشء والشباب هي نظمية عبدالسلام , كاشفاً عن ان اقالة المسؤول السابق جاء على اثر اكتشاف عدد من التجاوزات و المخالفات المالية التي حدثت في صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة فيما يخص تحصيل الإيرادات المالية الخاصة وإعداد الموازنة ألعامه له.

فيما عبر المئات من الرياضيين الأحرار واللاعبين القدامى بالإضافة إلى عدد من موظفي وزارة الشباب والرياضة في اجتماع بخيمة الرياضيين بساحة التغيير بصنعاء عن استيائهم مما حصل في عهد وزارة عبدالرحمن الأكوع عندما خرج صندوق رعاية النشء والشباب عن طوره المحدد ليبقى خاصاً بجمعية الكشافة والمرشدات والمخيمات الصيفية الفاشلة واتحاد شباب اليمن ودعماً لفروع المؤتمر الشعبي ولأعضاء مجلس النواب عن الحزب الحاكم .

واستغرب المجتمعون مما تتعرض له إدارات الأندية والاتحادات اليمنية من إذلال والاضطرار للتسول على أبواب البيوت التجارية لتغطية أنشطتهم الرياضية الموسمية قبل ان يحملوا كامل المسؤولية المدير التنفيدي لصندوق رعاية النشء والشباب من اجل تطبيق قانون صرف ايرادات الصندوق الداعم بشكل سليم ما لم فان شباب الثورة المنضوين في ائتلاف الرياضيين الاحرار سيتوجهون نحو مجلس النواب للمطالبة بتحويل الصندوق إلى وزارة المالية .

وكانت وسائل اعلامية يمنية حاولت خلال السنوات الماضية ازاحة ستار الفساد المالي في صندوق رعاية النشء و الشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة ولاسيما حقيقة تلك المبالغ المهولة المصروفة بنسب متفاوتة على المسئولين في الوزارة و الصندوق في عهد الوزير الأسبق حمود عباد كمكافئات خاصة لما يسمى بلجان تحصيل الإيرادات لدى الشركات المختلفة و المحددة في القرار الجمهوري بتمويل الصندوق الذي تم انشائه في 1996.

غير ان اجتماع رسمي جمع قبل عدة اسابيع بين الوزير السابق في حكومة تصريف الاعمال مع موظفي وزارة الشباب والرياضة حمل المفاجئة المدوية عندما المح عارف الزوكا إلى أن إدارة صندوق رعاية النشء والشباب تقوم برفع ميزانية ضخمة ( وهمية )بفارق يصل الى ( مليار و نصف المليار ريال ) عن الميزانية الحقيقية التي يتحصل عليها الصندوق و المقررة بـ ( 3 مليارات و ثمانمائة مليون ريال ) كموارد فعلية يتحصل عليها خلال العام .

يشار الى ان موارد صندوق رعاية النشء والشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة في اليمن تتكون من ايرادات تحصيل رسوم (محددة)على قيمة بيع السجائر المنتجة محلياً وكذلك السجائر المستوردة ورسوم (محددة) على قيمة بيع الأسمنت المحلي والاسمنت المستورد وكذلك ضريبة (محددة) على مبيعات نبتة القات الى جانب موارد أخرى (إعانة الحكومة +الهبات والتبرعات +نسبة من إعلانات الملاعب) بحسب القانون المنظم لذلك .