شجبت اوساط سورية ما رددته بعض وكالات الانباء من تلقي وزير الخارجية وليد المعلم ما يشبه التحذير او التنبيه الاميركي بعدم quot;تقويضquot; العراق ولبنان.

دمشق: نفت اوساط سورية مطلعة على اجواء لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك الاسبوع الماضي، ما ذكر من معلومات صحافية تتعلقبابلاغ كلينتون المعلّم ما يشبه التحذير او التنبيه لسوريا من العمل على quot;تقويضquot; لبنان والعراق.

موضحة انه لم يجر استخدام مثل هذه الالفاظ خلال الاجتماع، الذي عقد على هامش المشاركة في مؤتمر الجمعية العامة للامم المتحدة، وانما اتسماللقاء بالجدية والموضوعية والصراحة، ما جعل الجانب السوري يعرب عن ارتياحه له ولما دار فيه من مباحثات، يمكن البناء عليها للتقدم بالعلاقات السورية ndash; الاميركية عبر مواصلة الحوار البناء بين الطرفين، وإزالة العقبات التي تحول دون التطبيع بين البلدين.

واعتبرت الاوساط السورية ان ما نقلته احدى وكالات الانباء الاجنبية عن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الدبلوماسية العامة quot;فيليب كراوليquot; لم يعكس حقيقة ما جرى داخل الاجتماع الذي شارك فيه وفد سوري، ضم الى المعلم الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية، والدكتور عماد مصطفى سفير سوريا لدى واشنطن، وبشرى كنفاني مديرة دائرة الاعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية. كما حضر الى جانب كلينتون كل من جورج ميتشل المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط، ووليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية وجفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وفريدريك هوف مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام.

تحريف عبارات كراولي

ورأت هذه الاوساط ان وكالات الصحافة الأجنبية حرّفت بعض عبارات كراولي، كما ان الاخير ادلى بتصريحات بدأ فيها يخاطب الرأي العام الاميركي ومعه اللوبي الصهيوني، الذي لم يرق له بالتأكيد جلوس وزيري خارجية الولايات المتحدة وسوريا معاً للتفاهم حول كثير من الأمور التي تشغل المنطقة والعالم.

وكان كراولي ابلغ الصحافيين بان كلينتون كانت quot;مباشرة جداً وأوضحت انه لا يجب على اي طرف خارجي العمل على تقويض لبنان والعراقquot;. كما اكدت التزام بلادها بسيادة لبنان وتطوير مؤسساتهquot;.

وفي هذا الاطار ذكرت المصادر السورية المطلعة ان الموضوع اللبناني استحوذ على حيز كبير من المباحثات السورية الاميركية، الا ان الابرز فيه تنويه الجانبين بالحرص على رؤية لبنان آمناً مستقراً ومتمتعاً بعلاقات متميزة مع سوريا. وقد توقفت هذه المصادر عند العبارة الاخيرة للدلالة على اهميتها حيث تقر الادارة الاميركية بوضوح بما يجب ان يكون عليه شكل العلاقات السورية ndash; اللبنانية. فيما تساءلت ما اذا كان هذا الموقف الاميركي ينزل برداً وسلاماً على فريق الـ 14 آذار في لبنان، الذي لا يريد مثل هذه العلاقات المميزة.

وكشفت المصادر السورية المطلعة في حديثها لـ quot;إيلافquot; إن موضوع المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري جرى بحثه خلال الاجتماع، وقد اكدت الوزيرة كلينتون دعم الادارة الاميركية للمحكمة، وشددت على عدم التدخل فيها او تسييسها، الا ان الوزير المعلم الذي طالب بدوره عدم حصول تسييس في عمل المحكمة، قال quot;:إن ما جرى في المرحلة الماضية لا يشجع على هذا الصعيد، إذ أظهرت الوقائع غرقها في التسييس، الذي لا يمكن ان يعوضquot;.

مسألة quot;شهود الزورquot;

وأثار المعلم مسألة ما يسمى بـ quot;شهود الزورquot; الذين لفقوا الاتهامات ضد سوريا، وأدخل بموجبها الضباط اللبنانيين الاربعة السجن، لافتاً الى ضرورة اماطة اللثام عن هؤلاء الشهود لمعرفة من يقف وراءهم، واوضح المعلم في الوقت نفسه أن دمشق أعلنت منذ البداية ان لا شأن لها في المحكمة الدولية.

وعلى صعيد مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين افادت الاوساط السورية المطلعة، ان الجانب الاميركي جدد التزام الرئيس باراك اوباما بالعمل من اجل تحقيق السلام على جميع مسارات العملية السلمية.

كما جرى خلال اللقاء استعراض العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف، اذ اكد الوزير المعلم ان سوريا تنتظر ان تلمس افعالاً لا اقوالاً من جانب اسرائيل، تؤكد فيها بوضوح ارادتها في صنع السلام.

وفي ما يخص العراق قالت الأوساط السورية المطلعة ان كلاً من دمشق وواشنطن عبرتا عن حرصهما المشترك على الامن والاستقرار فيه وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع الكتل النيابية الفائزة في الانتخابات الأخيرة. كما اعرب الجانبان عن اهتمامهما بوحدة العراق وعروبته واستقلاله بعيداً عن التدخلات الخارجية وان تكون للعراق علاقات طيبة مع جميع جيرانه.

من جهة اخرى ورداً على سؤال لـ quot;إيلافquot; حول اسباب عدم حصول لقاء بين الرئيس اللبناني العماد سليمان والوزير المعلم رغم وجودهما في نيويورك معاً؟ اوضحت المصادر السورية المطلعة ان لا خلفيات وراء ذلك، خصوصاً ان الوزير المعلم لم يجر اية لقاءات جانبية مع جهات عربية كما ان التواصل بين القيادة السورية والرئاسة اللبنانية قائم ومتواصل، ونأمل الا تفسر الأمور على غير حقيقتها.