اجتمع سفراء سوريا والسعودية وإيران لدى لبنان للبحث في تهدئة التوتر الحاصل حاليًا في البلاد.


بيروت: التقى سفراء سوريا والسعودية وإيران لدى لبنان الثلاثاء في بيروت للبحث في تهدئة التوتر الحاصل حاليًا في البلاد على خلفية التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، على ما أعلن السفير الإيراني.

وقال السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي لقناة تلفزيونية لبنانية إن quot;الحفاظ على الوحدة اللبنانية في الساحة الداخلية مهم جدًا، وهذا هو الموقف الذي تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عليه دومًاquot;.

وأضاف بعد مشاركته في مأدبة غداء مع نظيريه السعودي والسوري في دارة هذا الأخير quot;شعرنا أن سوريا والسعودية تسيران على النهج نفسه، ونحن نأمل أن تشهد الجمهورية اللبنانية الآثار الإيجابية لهذه الاتصالات وهذه المحاولات قريبًاquot;. وتابع quot;نحن لا نخاف من الوضع في لبنان لأن طبيعة البلد دائما كانت هكذا، ونظرًا إلى وجد القيادات الحكيمة فيه وأيضًا الوعي لدى الشعب اللبناني ولدى كل الأطراف السياسيةquot;.

وتصاعدت حدة التوتر في لبنان خلال الأسابيع الاخيرة حيال المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشأتها الأمم المتحدة للتحقيق في اغتيال رفيق الحريري. ويسود جو من التجاذب السياسي بين فريقي سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني ونجل رفيق الحريري، الذي يدعم المحكمة وحزب الله الذي يتهم المحكمة الخاصة بلبنان بأنها quot;مسيسةquot; وبأنها استندت في تحقيقاتها إلى quot;شهود زورquot;.

وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أعلن في مقابلة وزعت الثلاثاء أن حزبه رفض طلبًا للتحقيق الدولي في اغتيال رفيق الحريري للاستماع إلى اشخاص مرتبطين به، واصفًا أي قرار ظني يتهم حزب الله بالاغتيال بأنه سيكون quot;فتيل تفجيرquot;.

الجميّل: حزب الله متخوف من تورط بعض عناصره
في سياق ذي صلة، أكد الرئيس اللبناني السابق ورئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميّل الثلاثاء أن معارضة حزب الله للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان تنبع من quot;تخوفهquot; من أن يكون بعض عناصره متورطًا باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

ورأى الجميل في تصريح لوكالة فرانس برس في تونس أن quot;حزب الله متخوف من أن يكون بعض عناصره متورطًا في مقتل رفيق الحريري، لذلك يتصرف بشكل عدائي ضد المحكمة الدوليةquot; الخاصة بلبنان، مضيفًا quot;هذا واضح، لكن ليس هناك شيء ثابت وكل ما في الأمر تكهناتquot;.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله دعا الخميس اللبنانيين إلى مقاطعة المحققين التابعين للمحكمة المكلفة النظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري. جاء ذلك غداة تعرض فريق من المحققين التابعين للمحكمة الخاصة بلبنان لتهجم بالشتم والسباب والضرب والسرقة من مجموعة من النساء في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما حال دون حصوله على معلومات كان قد طلبها من طبيبة عيادة نسائية حول عدد من مريضاتها.

وأكد الجميل أن quot;المحكمة الدولية طالبت بالتحقيق والتثبت من بعض أرقام الهواتف لبعض الأشخاص لربما يكونون مقربين من حزب اللهquot;، مشيرًا إلى أن محققي المحكمة لم يطلبوا quot;الكشف على الملفات الطبيةquot;.

كما اعتبر أن quot;ما يحكى عن شهود الزور هو تعمية للناس وتحوير لمجرى التحقيق لأنه لا يمكن الكلام عن شهود زور قبل صدور القرار الظنيquot;، موضحًا أنه quot;قبل ظهور القرار الظني الذي هو سري لا يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى أحدquot;. وجدد رئيس حزب الكتائب التأكيد أن quot;مشكلة لبنان هي أن هناك سلاحًا في يد فرقاء خارج إطار الدولة اللبنانية، وهذا السلاح يشكل انتقاصًا من سيادة الدولة ويفرض أمرًا واقعًا على حساب المؤسسات الدستوريةquot;.

ويزور أمين الجميل تونس، حيث يشارك في الندوة الدولية السنوية للحزب الحاكم في تونس ضمن الاحتفال بذكرى تولي الرئيس زين العابدين بن علي السلطة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 1987.

كي مون: لإبعاد التوتر من دائرة العنف
بدوره، حذر السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن الوضع في لبنان quot;يتدهورquot;، داعيًا الزعماء اللبنانيين للعمل quot;من أجل منع وقوع أزمة سياسية يمكن أن تتحول إلى عنفquot;.

وقال كي مون في تقريره الدوري إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار 1701 الذي وضع حدًا للهجوم الإسرائيلي على لبنان صيف عام 2006 quot;بشكل عام تشير الأحداث خلال هذه الفترة المشمولة بالتقرير إلى تدهور الوضع في لبنانquot;.

وأضاف quot;مرة أخرى أحثّ الطرفين، إسرائيل وحزب الله، على بذل قصارى الجهد لمنع وقوع انتهاكات للخط الأزرق والعمل بأقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي إجراءات قريبة من الخط الأزرق، يمكن أن تؤدي إلى سوء فهم أو أن ينظر إليها من الجانب الآخر على أنها استفزازيةquot;.

وأوضح كي مون في التقرير أن quot;الوضع لا يزال متقلبًا، وهناك المزيد من العمل لا يزال يتعين القيام به من قبل الطرفين للمضي قدمًا في التنفيذ الكامل للقرار 1701quot;.

وأكد أنه يرى أنها quot;أولويةquot; لحل قضية استمرار احتلال إسرائيل للجزء الشمالي من قرية الغجر والمنطقة المتاخمة لشمال الخط الأزرق، داعيًا إسرائيل إلى سحب قواتها من هناك quot;دون مزيد من التأخير والوقف quot;الفوري لأية عمليات لها فوق الأراضي اللبنانيةquot; في إشارة إلى الانتهاكات الجوية الإسرائيلية المستمرة للأجواء اللبنانية.

وأعرب كي مون عن quot;القلق من ارتفاع ملحوظ في حدة التوتر السياسي في لبنان والتحديات الأخيرة لسلطة مؤسسات الدولة من قبل ممثلي حزب الله وبعض من حلفائهاquot;. ونوه في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسوريا لدعم حكومة لبنان quot;في الحفاظ على الاستقرار الداخليquot;، معربًا عن الأمل في استمرار هذه quot;الجهود البناءةquot;.

ودعا القادة اللبنانيين إلى quot;مواصلة العمل من أجل منع وقوع أزمة سياسيةquot;، محذرًا من أن quot;بعض المخاوف يمكن أن تتحول إلى العنفquot;، لذا يجب quot;منع استخدام الأسلحةquot; التي quot;يمكن أن يلجأ إليها من يؤيد أصحاب هذه المخاوفquot;.