مدريد: بحث وزير الداخلية المغربي طيب الشرقاوي مع نظيره الاسباني الفريدو بيريز روبالكابا هنا اليوم عددا من القضايا التي تهم البلدين الصديقين والاحداث الاخيرة في مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية والتي اسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وقال روبالكابا في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع ان المغرب واسبانيا بلدان صديقان تجمعهما علاقات وطيدة ترتكز على الاحترام والصدق والوضوح مشيرا الى ان المغرب حليف استراتيجي لاسبانيا وللاتحاد الاوروبي.

واوضح انه نقل الى نظيره المغربي حالة القلق الشديد التي يعيشها المجتمع الاسباني والحكومة الاسبانية بشان المواجهات الاخيرة في مدينة العيون والتعتيم الاعلامي الذي رافقها ولاسيما التصريحات الاخيرة للرباط حول وسائل الاعلام الاسبانية ومنع الصحافيين الاسبان من الدخول الى مدينة العيون لتغطية مجريات الاحداث.
وذكر انه تقدم باقتراح حول التعاون في المجال الاعلامي وتغطية الاحداث في مدنية العيون متوقعا ان يحظى باستجابة وترحيب من قبل الرباط ليتم العمل به في الفترة المقبلة.

وقال ان الشرقاوي ابدى خلال الاجتماع استعداده الكامل للتعاون مع الحكومة الاسبانية وتقديم التوضيحات حول القضايا التي تهم الحكومة الاسبانية والشعب الاسباني مضيفا ان بلاده فتحت تحقيقا حول مقتل المواطن الاسباني (بيبي حمادي بويمة) في الاحداث يوم الخميس الماضي.
من جهة أخرى اكد روبالكابا ان الحوار والتفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو هو الطريق الامثل لتحقيق سلام عادل يضمن الاستقرار والازدهار في المنطقة ويمنع وقوع مزيد من القتلى والجرحى مشيرا الى ان اسبانيا تبذل جهدا كبيرا لتحقيق التوافق بين الطرفين وتوفير الظروف الملائمة للتوصل الى حل سلمي في اقرب وقت.

وأضاف انه ونظيره المغربي تتطرقا أيضا لقضايا التعاون المشترك في مجال مكافحة الارهاب والمتاجرة بالمخدارت والهجرة السرية مشيرا الى انه تم توقيع عدد من البرتوكولات والاتفاقات الثنائية لضمان الامن والاستقرار وتعزيز التعاون المشترك في هذه المجالات بين البلدين.

وتاتي زيارة الشرقاوي ردا على الزيارة التي قام بها روبالكابا الى الرباط في اغسطس الماضي فيما كان الطرفان قد اتفقا على عقد اجتماع سنوي واحد على الاقل لمناقشة القضايا التي تهم البلدين الجارين.
من جهتها ورفضت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينث مجددا اليوم ادانة الجانب المغربي لقيامه باخلاء مخيم (اكديم ايزسك) مؤكدة انه في ظل نقص البيانات الواضحة فان اسبانيا كغيرها من بلدان المعنية بالصراع تتوخى الحذر والحيطة والحكمة في اطلاق أي قرار في هذا الخصوص.
واكدت ان اسبانيا جنبا الى جنب مع الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة تدعم التفاوض والتحاور بين الطرفين المتنازعين لاكثر من 35 عاما معربة في الوقت نفسه عن قلقها الكبير حول ما يحصل في مدنية العيون والذي اسفر عن عدد غير مؤكد من القتلى والجرحى.

وكانت قوات الامن المغربية اخلت في 8 نوفمبر الجاري مخيم (اكديم ايزسك) في مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية الذي يقيم فيه أكثر من 20 الف صحراوي تلاه احداث شغب وعنف ادت الى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

يذكر أن النزاع على الصحراء الغربية يعود الى عام 1975 عندما انسحبت القوات الاسبانية من الاقليم وقام المغرب بعدها بضمه لأراضيه على الرغم من معارضة جبهة البوليساريو التي تطالب بحق تقرير المصير عن طريق اجراء استفتاء شعبي فيما يتمسك المغرب بمقترحه بمنح اقليم الصحراء الغربية حكما ذاتيا موسعا تحت سيادة مغربية.