يصل الرئيس السوري بشار الأسد الخميس إلى فرنسا للقاء نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. ومن المتوقع أن يناقش الرجلان الملف اللبناني والسلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى سبل تطوير الشراكة الاقتصادية بين البلدين.


باريس: يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس زيارة رسمية إلى فرنسا تستغرق يومين بهدف تطوير الشراكة الاقتصادية والسياسية بين البلدين من جهة وتحريك عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط من جهة أخرى

وتعد زيارة الرئيس السوري إلى باريس الثانية من نوعها بعد تلك التي قام بها في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 حين فرشت له باريس البساط الأحمر بعد أن كانت تنتقد وتعارض سياسة دمشق حيال لبنان وموقفها من quot;حزب اللهquot; وعلاقتها مع إيران.

ويشهد لبنان توترا شديدا مع اقتراب صدور القرار الظني عن المحكمة الخاصة لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 2005، وسط تخوف من ان يؤدي الى اعمال عنف وزعزعة استقرار البلاد. ويشكك حزب الله في المحكمة التي انشئت في 2007 للتحقيق في اغتيال الحريري في بيروت، معتبرا انها quot;اداة اميركية واسرائيليةquot; تستهدفه.

وقال منذ اشهر انه يتوقع اتهامه، وهو احتمال تحدثت عنه وسائل اعلام دولية وفي المنطقة، واعدا quot;بقطع يدquot; من يحاول توقيف اعضاء من الحزب. واستقبل ساركوزي في الاسابيع الاخيرة عددا من الاطراف اللبنانيين. فقد استقبل في الثاني من كانون الاول/ديسمبر رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اعترف بان بلده يمر باوقات quot;صعبة قليلاquot;.

كما استقبل في الاسابيع الاخيرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري والجنرال المسيحي ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر، وهما قريبان من حزب الله. وقال رئيس تحرير صحيفة الوطن السورية القريبة من السلطة وضاح عبد ربه لوكالة الأنباء الفرنسية ان الزيارة quot;هي تجديد للمساعي السورية الفرنسية لترسيخ الاستقرار في المنطقة وهو امر سبق ان تم بحثه خلال القمم التي جمعت ساركوزي والاسد (...) واستكمال للحوار المستمر بين باريس ودمشق منذ 2008quot;.

واضاف ان المحادثات ستتناول quot;عملية السلام المتوقفة والوضع في لبنان والتطورات الاخيرة في العراق والعلاقات الثنائية المتنامية بين باريس ودمشقquot;. وتابع عبد ربه ان quot;الزيارة ستكون فرصة للاسد لان يلتقي بعدد من الشخصيات الفرنسية ليضعها آخر التطورات في عملية السلام والمنطقةquot;.

وحول عملية السلام، تحاول فرنسا منذ هذا الصيف القيام بوساطة سرية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا. وكلف جان كلود كوسران السفير السابق في عدة دول في الشرق الاوسط والرئيس السابق للاستخبارات الفرنسية، هذه المهمة.

فالعلاقات بين اسرائيل وتركيا التي ترعى هذه المفاوضات غير المباشرة، تشهد فتورا منذ التدخل العسكري ضد اسطول للمساعدات الانسانية الى غزة في 31 ايار/مايو. وقالت فرنسا ان جهودها مكملة للوساطة التركية التي تثير ارتياح دمشق. ويمكن ان يتحدث رئيس الدولة الفرنسي مع نظيره السوري عن التقصير من جانب سوريا في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

quot;سوريا لم تقدم أي مقابل حقيقي لفرنساquot;

وفي سياق متصل، أظهرت تسريبات quot;ويكليكسquot; أن الولايات المتحدة مستاءة من سياسة اليد الممدودة التي تعتمدها فرنسا إزاء دمشق. وهو ما عبر عنه أيضا جورج مالبرينو وهو صحفي في يومية quot;لوفيغاروquot; الفرنسية ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط. ففي حوار هاتفي مع فرانس 24، قال مالبرينو إن سوريا لم تقدم أي مقابل جدي لفرنسا، باستثناء فتح سفارة لها في بيروت. كما أنها لا تزال ماضية في سياستها المساندة لـquot;حزب اللهquot; وإيران. وأضاف أن فرنسا تسرعت كثيرا في إعادة علاقاتها مع سوريا عكس الولايات المتحدة التي تطالب دمشق بتنازلات.