لندن: أكد مصدر عراقي أن الإدارة الاميركية أوصلت رسائل إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بإسقاطه خلال دقائق اذا لم يسلم السلطة سلمياً في حال خسارته الانتخابات بينما كشف النقاب في بغداد عن تهديد المالكي لموظفي مفوضية الانتخابات باعتقالهم جميعاً في حال عدم اتخاذهم إجراءات ضد ما يقول إنه تزوير تتعرض له النتائج.. فيما بحث الرئيس جلال طالباني مع السفير الاميركي في بغداد وقائد القوات الاميركية في العراق تطورات الاوضاع العراقية في مرحلة ما بعد الانتخابات في وقت شكل الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم لجنة للحوار مع القوى الاخرى حول شكل الحكومة المقبلة.
وأبلغ المصدر quot;ايلافquot; اليوم ان الاميركيين ممتعضون جدا من بيان المالكي الاخير الذي لوح فيه باستخدام صلاحيته كقائد عام للقوات المسلحة في حال عدم اعادة فرز أوراق الاقتراع للانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في السابع من الشهر الحالي. واضاف ان الأميركيين وبعد ان هدد عدد من قياديي ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بما أسموها quot;بانتفاضة شعبيةquot; في حال عدم فوز المالكي قد أوصلوا رسائل تهديد اليه تؤكد أن قواتهم ستتدخل خلال ثلاث دقائق لاسقاطه في حال خسارته الانتخابات ورفضه تسليم السلطة رسميا.
وقد اصدر المالكي خلال اليومين الماضيين الاوامر الى فرقتين عسكريتين تتمركزان في بغداد وحولها بالدخول في حال طوارئ قصوى كما الغى زيارة كانت مقررة هذا الاسبوع لوزير الدفاع عبد القادر العبيدي الى تركيا. ويأتي تحذير واشنطن للمالكي اثر توقعات اوساط في الادارة الاميركية بأن يرفض رئيس الوزراء العراقي تسليم السلطة سلميا في حال لم يقم بتشكيل حكومة جديدة.
واليوم توقع مسؤول عسكري أميركي quot;تعثُّرquot; عملية انتقال السلطة سلميا في العراق من حكومة المالكي إلى الحكومة المقبلة في حال لم يفلح في التمديد له لولاية ثانية. ونقلت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية عن مسؤول عسكري أميركي لم يكشف عن اسمه لحساسية الموضوع أن المالكي وحلفاءه quot;يعتقدون أنهم يخسرون وهم لا نية لديهم لتسليم النظامquot;.
وأضاف quot;هؤلاء الناس كانوا في المنفى وقد وصلوا إلى سدة الحكم في غضون ليلة وضحاها لأننا أعدناهم إلى السلطة. والآن هم سيخسرون السلطة عبر الانتخابات. وبحسب المسؤول الأميركي فإن الجيش الأميركي يراقب المراكز الانتخابية التي تم حفظ صناديق الاقتراع بداخلها خشية أن يأمر المالكي الجيش العراقي بإحكام سيطرته عليها وتفحص أوراق الاقتراع.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية شون ترنر إن وزارة الدفاع لا تخشى لجوء المالكي إلى استخدام الجيش العراقي لفرض quot;انقلابquot; على نتائج الانتخابات العراقية. واضاف أن الحديث عن quot;انقلابquot; هو quot;افتراضيquot; ومن غير الممكن التكهن حوله موضحا ان quot;الجيش الأميركي في العراق يتحرك بناء على الوضع الأمني في البلاد كما نراه في الوقت الراهن وبناء على التنسيق والتواصل مع الحكومة العراقية ولم نرَ شيئا يجعلنا نعتقد أن الوضع الأمني مهدد ولكننا نراقبه من كثبquot;.
السفير الاميركي وقائد القوات الاميركية ينتقلان للسليمانية حيث التقيا طالباني
وازاء هذه التطورات فقد انتقل الى مدينة السليمانية الشمالية ظهر اليوم للاجتماع مع الرئيس جلال طالباني وفد اميركي ضم سفير واشنطن في بغداد كريستوفر هيل وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو وعدداً آخر من المسؤولين في السفارة. وتم خلال الاجتماع التباحث حول quot; آخر التطورات السياسية والتحديات الراهنة وموضوع الانتخابات فضلا عن الآفاق المتوقعة أمام العملية السياسية الجارية في البلادquot; كما قال بيان رئاسي عراقي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه.
وقد اكد الوفد الاميركي quot; دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية و الديمقراطية في العراق وانها ستنظر إلى العراق بعين الاهتمام.. مثمنا دور الرئيس طالباني المحوري في حل المشاكل وتجسيد وحدة الصف على الساحة العراقيةquot;. وشارك في الاجتماع رئيس حكومة اقليم كردستان برهم أحمد صالح وكبير مستشاري رئيس الجمهورية الاستاذ فخري كريم فضلاً عن عدد آخر من المسؤولين في الاقليم.
ومن جهته بحث برهم صالح مع السفير البريطاني لدى العراق جون جينكينتز الأوضاع السياسية في العراق وأكدا ضرورة تقديم الدعم للعراقيين في ما يتعلق بتطوير العملية السياسية الجارية في البلاد.
المالكي يهدد باعتقال موظفي مفوضية الانتخابات
وعلى الصعيد نفسه اكدت مصادر عراقية ان المالكي هدد باعتقال جميع من يعمل في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وقالت صحيفة quot;البينة الجديدةquot; الصادرة في بغداد اليوم ان المالكي مستاء مما يجري من ملامح انقلاب ابيض حصل في صناديق الاقتراع وانه قد اتصل باحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني والقيادي في الائتلاف الوطني قائلاً له quot;سأضطر لاعتقال جميع من يعمل في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ما لم تكشف الحقائق وتتوضح الامورquot;. واشارت الصحيفة الى ان واشنطن لم تتخذ موقفاً حاسماً لحد الان مما يجري من تطورات على الساحة السياسية بانتظار اتضاح صورة التحالفات الجديدة.
وكانت قائمة إئتلاف دولة القانون التي يتزعمها المالكي طالبت مفوضية الانتخابات بإعادة عمليات العد والفرز يدويا بدلا من الحواسيب نظرا لاعتقادها أن عمليات إدخال البيانات في المركز الوطني للعد والفرز لم تكن سليمة. وتنافس في الانتخابات التي ينتظر اعلان نتائجها الرسمية النهائية الجمعة المقبل 6172 مرشحا من القوائم المشاركة من بينهم 1803 نساء على 325 مقعدا من مقاعد مجلس النواب العراقي منها 82 مقعدا للنساء. ويبلغ عدد مقاعد مجلس النواب العراقي المقبل 325 بينها 15 مقعدا مخصصة للاقليات والمقاعد التعويضية وهي خارج عملية التنافس فيما تم تخصيص ثمانية مقاعد للاقليات بينها خمسة للمسيحيين وواحد لكل من الصابئة المندائيين والايزيديين والشبك. يذكر انه بعد ظهور 95% من النتائج تقدم ائتلاف العراقية بزعامة علاوي على ائتلاف دولة القانون بفارق طفيف يبلغ 11 الف صوت.
ائتلاف الحكيم يشكل لجنة للحوار مع الكتل الفائزة حول شكل الحكومة الجديدة
اعلن الائتلاف الوطني العراقي بزعامة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم عن تشكيل لجنة مسؤولة عن الحوار مع جميع القوائم الفائزة للتعرف إلى وجهات نظرها لمرحلة التحالفات المقبلة.
وقال الائتلاف في بيان اثر اجتماع لقيادته في بغداد اليوم انه quot;بعد مرور اكثر من أسبوعين من يوم الاقتراع الانتخابي وما رافق ذلك من أسلوب الإعلان التدريجي عن نسب النتائج للقوائم الفائزة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وما ترتب على ذلك من خروقات وشكوك ومواقف على المستويات الرسمية والمحلية فان الائتلاف الوطني العراقي الذي طالب منذ البداية بضرورة إعادة مقارنة نتائج العد اليدوي والفرز من الاستمارات المرقمة 502 التي اعتمدت في تغذية الحاسبات الالكترونية الخاصة بالمفوضية لرصد الخروقات والأخطاء فانه يدعو الى:
أولاً: اعتماد الأسلوب القانوني وتقديم الأدلة والقرائن الثبوتية على التجاوزات والخروقات بحق القوائم الانتخابية او المرشحين ومتابعة ذلك وفق السياقات القانونية والقضائية.
ثانياً: مطالبة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بمزيد من الشفافية وإعطاء الاجابات الواضحة والالتقاء بالجهات الرسمية التي طالبت بإعادة العد والفرز للحفاظ على انسيابية الخطوات الدستورية وعلى تعاون الجميع من اجل ترسيخ الاستقرار ونجاح العملية السياسية والديمقراطية في وطننا كواجب وطني يتحمله الجميع.
ثالثاً: نؤكد لشعبنا العراقي الأبي حرص الائتلاف الوطني العراقي على الحفاظ على أصواته التي أدلى بها بكل إيمان وثقة في يوم الفرحة الانتخابية ، بكل شرائحه وتوجهاته وسنبقى مدافعين عن حقه لمعرفة النتائج الحقيقية للانتخابات وتأسيسا على ذلك.
واضاف الائتلاف انه قد شكل لجنة خاصة لمتابعة الموضوع ومحاولة الوصول الى حقائق الأمور على أساس من المهنية ومحاولة خلق الموقف الوطني الموحد الذي يشكل مسيرة العملية الديمقراطية بنجاح ويحفظ للجميع استحقاقاتهم الانتخابية ويحفظ للعراق أمنه واستقراره وبناء الدولة الحديثة على أسس دستورية وحضارية.
كما شكل لجنة مسؤولة على الحوار مع جميع القوائم الفائزة للتعرف إلى وجهات النظر لتحقيق الشراكة الوطنية والتقريب فيما بينها ، وبناء دولة المؤسسات والخدمات والأمن. يذكر ان الائتلاف الذي يضم قوى وشخصيات تمثل مختلف القوى العراقية يحتل حاليا المرتبة الثالثة في مجمل نتائج الانتخابات العراقية لحد الان كما يتقدم على بقية الائتلافات في ثلاث محافظات جنوبية هي القادسية وذي قار وميسان.
التعليقات