قال نوري المالكي إن خلفيات سياسية تقف وراء الفساد، فيما قتل خمسة عسكريين بنيران مسلحين.

اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضرورة الضرب على رؤوس المفسدين، مشيرا الى ان خلفيات سياسية تقف وراء الفساد هدفها تدمير العملية السياسية .. وقال المالكي في كلمة له لدى افتتاح المؤتمر الأول للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد الذي تنظمه هيئة النزاهة ان هناك خلفيات سياسية لتخريب وتدمير العملية الديمقراطية والسياسية مشددا على ضرورة ضرب رؤوس المفسدين . وقال ان الاجراءات الرادعة والاصلاحات الادارية والاعلام كان لها اثر في تقليل الفساد الاداري . وحذر من ان الفساد يستفيد من اي خلل او ضعف في التعاقدات وكذلك من ممارسات مخلة بالقوانين يقوم بها الموظف الفاسد في ادارة القضايا الاقتصادية .

واشار المالكي الى ان هناك من يفكر حاليا بالماضي ولا يريد ان تذهب الاموال الى مناطق تضررت من النظام السابق مؤكدا ان وفرة المال تعني وفرة للفاسدين ما لم تكن هناك اصلاحات ادارية . ويشارك في المؤتمر عدد من الوزراء والمحافظين ورؤساء مجالس المحافظات ومسؤولين في هئات النزاهة والرقابة الحكومية .

ومن جهته قال رئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي ان هناك حاجة الى خطوات تصحيحية شاملة وتنسيق جميع الجهات المسؤولة للقضاء على البيروقراطية والروتين لاطلاق الاقتصاد الوطني نحو رؤى عملية تخدم البلاد .واضاف ان الهيئة مازالت مستمرة في متابعة ظاهرة الفساد الاداري والمالي عبر وسائلها المختلفة وقطعت شوطا واضحا في السيطرة على الوثائق الدراسية المزورة واعتقال الموظفين والمسؤولين الذين يثبت تورطهم في تعاطي االرشاوى .ودعا المواطنين الى عدم الخضوع الى الابتزاز من قبل الموظفين وعدم الاسهام في تشجيع الرشوى من خلال الهدايا مقابل اجراءات وظيفية عامة .

وعلى الصعيد الامني أعلنت وحدة الأمن في مستشفى أبو غريب بغرب العاصمة العراقية اليوم أن المستشفى تسلم جثتين لشقيقين وثالث مصاب في حادث إطلاق نار من قبل جندي عراقي في منطقة شهدت إعدام خمسة جنود على يد مسلحين مجهولين جنوب بغداد .

وأوضح مسؤول الأمن في المستشفى خالد الشيحاوي أن quot;القتيلين هما نسيم عودة مطلك الزوبعي وشقيقه عدوان عودة مطلك الزوبعي والمصاب هو شقيقهما الثالث صباح عودة مطلك الزوبعيquot; كما نقلت عنه وكالة quot;السومرية نيوزquot; مشيرا الى ان المعطيات الأولية للحادث تشير إلى قيام جندي تابع للفرقة 17 من الجيش العراقي بإطلاق النار بشكل هستيري على الأشقاء الثلاثة عندما كانوا متوجهين للعمل في قرية عبيد السهر جنوب الرضوانية .

وسبق هذا الحادث مهاجمة مسلحين مجهولين اليوم نقطة أمنية للواء 23 التابع للفرقة 17 الجيش العراقي في منطقة الرضوانية الشرقية جنوب بغداد وتمكنوا من السيطرة على أفرد النقطة جميعهم وعدد خمسة بينهم ضابط برتبة ملازم وقاموا بإعدامهم بإطلاق النار عليهم من أسلحة كاتمة للصوت في الرأس ثم فروا إلى جهة مجهولة .

وكانت بغداد شهدت خلال الأسبوع الحالي عدة عمليات اغتيال وأحداث عنف، كان آخرها الاثنين الماضي حيث ألقى مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مدنية قنبلة يدوية على نقطة تفتيش تابعة للواء السادس من الشرطة الوطنية بالقرب من جامعة النهرين بمنطقة الكاظمية شمال بغداد ما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر النقطة بجروح خطرة نقلوا على إثرها إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج.
وفي السياق نفسه اعتقلت القوات العراقية عنصرين اثنين في جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر خلال عملية امنية عراقية اميركية مشتركة نفذت جنوب شرق بغداد.

وقالت القوات الاميركية في بيان تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه ان قوات الامن العراقية قامت مع المستشارين الاميركان بموجب مذكرة توقيف صادرة من محكمة عراقية بتفتيش مبنى سكني عن قائد بجيش المهدي والذي يُعتقد انه متورط بعمليات بضمنها الاغتيالات والخطف والهجمات بالمتفجرات التي استهدفت مؤخرا القوات الامنية في العراق .

واشارت الى ان تنفيذ هذه العمليات المشتركة يتم بحسب الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة و إلتزاما من الحكومة العراقية في استهداف الارهابيين الذين يعملون على تعطيل الامن والاستقرار في العراق .

في هذه الاثناء،تظاهر انصار قائمة quot;ائتلاف دولة القانونquot; التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاربعاء تاييدا لاعادة عمليات العد والفرز يدويا، في حين هدد المهمينون على عشر محافظات بquot;تصعيد الاجراءات بشكل كبير ومؤثرquot;.

وتجمع مئات المتظاهرين امام مبنى المحافظة وسط البصرة (550 كلم جنوب بغداد) رافعين لافتات تطالب باعادة فرز الاصوات فيما هتف آخرون ضد التزوير. وتزامنا مع التظاهرات، عقد رؤساء مجالس عشر محافظات اجتماعا في البصرة مطالبين المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باعادة quot;عملية العد والفرز يدويا اثر ثبوت الشكوك بحدوث تزوير وتلاعب بنتائج الانتخاباتquot;.

وحذروا من ان عدم الاستجابة لمطلبهم سيدفع هذه المحافظات، وهي تسع جنوبية وبغداد، الى quot;تصعيد اجراءاتها بشكل كبير ومؤثرquot;. ويطالب المالكي المفوضية باعادة فرز محطات الاقتراع يدويا للحيلولة دون quot;انزلاق الوضع الامني وعودة العنفquot;، في حين نددت قائمة العراقية بquot;الانقلاب على الديموقراطية والتهديد الواضح للمفوضيةquot;.

لكن فرج الحيدري رئيس المفوضية رفض اعادة العد والفرز قائلا quot;اعطينا جميع الكيانات نتائج الفرز والعد بعد التدقيق فيها (...) واذا كان هناك خلل ما فليواجهوناquot;. واضاف quot;يؤسفني ان بعض المسؤولين يطلبون اعادة العد والفرز للعراق ما معناه اعادة للانتخابات. فاذا لم يستطع الشخص ان يؤمن بالتكنولوجيا الحديثة للحسابات فكيف له ان يؤمن بالعد اليدوي وبالورقة والقلم بيد موظف؟quot;.

وفي الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار، خرج عشرات من انصار دولة القانون يتقدمهم المحافظ طالب كاظم محيسن في تظاهرة وسط المدينة مطالبين باعادة العد والفرز واتهموا المفوضية بquot;مصادرة اصوات الشعبquot;.

وفي المقدادية في محافظة ديالى، (شمال شرق بغداد)، تظاهر عشرات بينهم زعماء عشائر ورجال دين من انصار دولة القانون مطالبين باعادة فرز الاصوات. وهتف المتظاهرون quot;نعم نعم للمالكيquot; وquot;كلا كلا للتزويرquot;. وفي النجف، تظاهر مئات بينهم زعماء عشائر ونساء امام مبنى المحافظة للمطالبة باعادة العد والفرز يدويا.

وقال محمد الميالي احد زعماء عشائر الميال للصحافيين quot;نرفض وبشدة عودة البعثيين الى الحكم تحت اي شكل من الاشكال ونطالب الجهات المسؤولة باتخاذ التدابير التي تمنع عودتهم الى الحكم (...) كما نطلب اعادة الفرز اليدوي لنتائج الانتخاباتquot;.

وتظاهر مئات من انصار قائمة quot;دولة القانونquot; في الحلة، كبرى مدن محافظة بابل، للاسباب ذاتها، وتجمعوا امام مبنى المحافظة رافعين لافتات تؤيد اعادة العد والفرز. وشارك في الانتخابات التي جرت في السابع من اذار/مارس 6281 مرشحا، بينهم 1801 امرأة، موزعين على 12 ائتلافا كبيرا و74 كيانا سياسيا.