جمدت ارمينيا التصديق على اتفاقات مع تركيا قبل يومين من الذكرى 95 لما تعرض له الارمن من مذابح في العهد العثماني.

يريفان: اعلن الائتلاف الحاكم في ارمينيا تعليق المصادقة على اتفاقين تاريخيين مع تركيا في حين يتبادل البلدان الاتهامات منذ اشهر بوضع شروط مسبقة لعملية تطبيع علاقاتهما بعد قرن من العداء.

ويرى محللون ان هذا القرار يقضي على الامل الضئيل في المضي قدما نحو تقارب بين ارمينيا وتركيا بعد اشهر من التباطؤ.

واعلنت الاحزاب الثلاثة التي تشكل الغالبية في البرلمان الارمني الخميس انه quot;بما ان تركيا ترفض المصادقة على البروتوكولات دون شروط مسبقة في مهلة معقولة فاننا نعتقد انه ضروري وقف هذه العمليةquot;.

واكدت في بيان انه سيتم سحب هذه المسالة من جدول اعمال الجمعية الارمنية quot;حتى تبدي تركيا استعدادا لمواصلة العملية بدون شروط مسبقةquot;.

وتأخذ احزاب الاغلبية في ارمينيا على تركيا محاولة ربط جهود المصالحة بالنزاع بين ارمينيا واذربيجان المجاورة حول منطقة ناغورني قره باخ الاذربيجانية التي تقطنها اغلبية ارمنية وتسيطر عليها ارمينيا.

وجاء في البيان الذي وقعته الاحزاب الثلاثة (الحزب الجمهوري وارمينيا المزدهرة ودولة القانون) ان ما ادلى به رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مؤخرا من تصريحات تفيد ان الجانب التركي quot;ما زال يربط عملية المصادقة على البروتوكولين التركي والارمني بعملية تسوية نزاعquot; ناغورني قره باخ امر quot;غير مقبولquot;.

وفي انقره اعلن ناطق باسم الخارجية ان تركيا quot;تدرس فحوى البيان الارمني وما يعنيهquot;. كما اعلن رجب طيب اردوغان الخميس انه ما زال متمسكا بالتقارب مع ارمينيا لكنه كرر ان نجاح العملية متوقف عن التقدم الذي سيتم احرازه بين ارمينيا واذربيجان في النزاع حول ناقورني قره باخ. وقال اردوغان quot;اعربنا مرارا عن التزامنا ببروتوكولي المصالحة شكلا ومضمونا والعمل على تنفيذهماquot;.

واضاف quot;اوضحنا ايضا مرارا كيف يمكن ان تمضي عملية المصادقة على البروتوكولين قدما وكيف يمكننا تحقيق الهدف المتمثل في سلام شامل في المنطقة. ان عزمنا لم يتغيرquot;.

وكانت تركيا وارمينيا المنقسمتان حول قضية المذابح (1915-1917) التي تعرض لها الارمن في عهد السلطنة العثمانية، وقعتا بروتوكولي اتفاق تاريخيين في تشرين الاول/اكتوبر نصا على اعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين.

لكن من حينها تاخرت مصادقة البرلمانين على البروتوكولين بسبب الاختلاف حول مذابح الارمن التي تعتبرها يريفان عملية ابادة بينما ترفض انقرة هذا الوصف، وبسبب الخلاف حول ناقورني قره باخ.

وكرر سركيسيان لاردوغان في واشنطن في 12 نيسان/ابريل ان ارمينيا لن تقبل ربط عملية تطبيع العلاقات بين البلدين quot;بشروط مسبقةquot; مثل العلاقة بالنزاع في ناقورني قره باخ.

من جانبها اخذت تركيا على ارمينيا اعادة طرح قضية مذابح الارمن خلال الحرب العالمية الاولى.

واعتبر المحلل السياسي جيفورغ بوقوسيان ان القرار الارمني المعلن الخميس يشكل quot;خطوة كبيرة الى الوراء في عملية (التطبيع) ولست متاكدا من انها يمكن ان تستمر بشكلها الحاليquot; معتبرا الاعلان quot;غير متوقع تماماquot;.

وياتي الاعلان قبل يومين من احتفال يريفان بالذكرى الخامسة والتسعين لما تعرض له الارمن من مذابح في العهد العثماني.

وقد شجعت واشنطن والاتحاد الاوروبي بشدة عملية المصالحة بين البلدين التي من شانها ان تدفع بالتنمية الاقتصادية في ارمينيا عبر فتح الحدود وان تفيد انقرة دبلوماسيا في محاولتها الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.