يسود الترقب المشهد السياسي البريطاني، خصوصًا بعد التحذيرات من توجهات الناخب الذي قد يقلب الموزانات الإنتخابيَّة ويفرج عن برلمان منقسم.

لندن: حذرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية من توجهات البريطانيين الذين ربما ينتخبون برلمانا منقسما على نفسه للمرة الأولى منذ أجيال، مما قد ينهي الدور المهيمن للحزبين الرئيسييْن المحافظين والعمال، وينذر بتداعيات بشأن مدى قدرة الحكومة الجديدة على مواجهة الأزمات.

وأوضحت الصحيفة أنه لا يبدو أن في مقدور حزب المحافظين أو حزب العمال تحقيق الفوز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها الخميس القادم بحيث يتمكن أي منهما من تشكيل الحكومة الجديدة بمفرده. ومضت إلى أنه في ظل ما وصفته بالتصرفات الخاطئة لزعيم حزب العمال غوردون براون الذي وصف الأسبوع الماضي أرملة بريطانية متقاعدة بكونها quot;امرأة متعصبةquot;، فإن الحزب قد يواجه الهزيمة الأكبر منذ عقود.

وأضافت الصحيفة أن ثمة قضايا أخرى من شأنها تعكير جو البرلمان القادم يتمثل بعضها في غضب الناخبين من بعض سياسات براون في البلاد، مما قد يفتح الباب على مصراعيه أمام وجه جديد متحمس هو زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ. وأشارت الصحيفة إلى أن نجم كليغ (44 عاما) سطع بوضوح في استطلاعات الرأي الأخيرة، وأن المشهد الانتخابي يضغط باتجاه بروز تحول قد ينهي دور القوتين اللتين احتكرتا السلطة في البلاد.

وأظهرت بعض استطلاعات الرأي أنه قد تتاح الفرصة لزعيم حزب المحافظين ديفد كاميرون بتشكيل الحكومة عبر اللجوء إلى حلفاء أو الانضمام إلى ائتلافات بالرغم من زعم المحافظين أنهم سيفوزون بالأغلبية. وبينما قال كاميرون في مقابلة مع الصحيفة الأسبوع الماضي إن الأمور بدأت تشهد مرحلة من المخاض، أشارت واشنطن بوست إلى تزايد شعبية كليغ الذي قالت إنه وصل إلى درجة النجومية خلال ثلاث مناظرات تلفزيونية متعاقبة.

وفي حين يدعي الديمقراطيون الأحرار أن زعيمهم كليغ ربما يحصل على أصوات تفوق التي قد يحصل عليها براون، مضت الصحيفة إلى أن حزب العمال قد ينزلق إلى المرتبة الثالثة، مما ينذر ببرلمان منقسم على نفسه وحكومة جديدة تنتظرها التحديات من كل صوب. وعززت أربعة استطلاعات رأي جديدة زخم حزب المحافظين في الانتخابات العامة التي ستجرى في السادس من الشهر الجاري، فيما بدا أن حزب العمال أكثر قربا من فقدانه دفة الحكم التي يسيطر عليها منذ 13 عاما.

واظهرت الاستطلاعات أن بريطانيا في طريقها لأول مرة منذ العام 1974 إلى برلمان لا تشكله أغلبية ساحقة. وكشفت تلك الاستطلاعات التي نشرتها الصحف الأحد عن أن حزب المحافظين سيحوز أعلى الأصوات لكنه لن يشكل الأغلبية، بل إن آراء المستطلعين رسمت برلمانا تتواجد فيه قوى سياسية دون أن تكون لها أغلبية ساحقة تقوده. وكذلك ارتفع التأييد لزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ بعد أن قدم أداء لفت الأنظار في المناظرات الثلاث المتلفزة التي عقدها زعماء الأحزاب البريطانية على غرار ما يجري في الولايات المتحدة.

وضاعف قادة حزب المحافظين من جولاتهم في أرجاء البلاد استعدادا لانتخابات يوم الخميس. وحذر أولئك القادة الناخبين من أن برلمانا لا يوجد به حزب مسيطر سيضر الاقتصاد البريطاني من خلال عدم منحهم تفويضا قويا بما فيه الكفاية لاتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة العجز في ميزانية البلاد الذي بلغ الآن أكثر من 11% من الناتج المحلي الإجمالي. أما زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار فيرى أن موازين القوى في الساحة السياسية قد تغيرت بعد أن قفز حزبه في استطلاعات الرأي، وقال كليغ إن الانتخابات الآن سباق ثنائي بينه وبين كاميرون زعيم حزب المحافظين، وقال إن الرهانات مفتوحة في معركة الانتخابات المقبلة.