دمشق: اكد الرئيس التركي عبدالله غول عمق العلاقات بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي على كل الصعد لاسيما السياسية والاقتصادية.
وجاء تاكيد الرئيس التركي في حديث شامل لصحيفة (الوطن) السورية نشرته هنا اليوم بمناسبة الزيارة المقرر ان يقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد الى اسطنبول السبت المقبل.

وقال غول ان علاقات تركيا مع دول مجلس التعاون ليست موجهة ضد اي دولة وان ايران دولة صديقة وجارة في هذه المنطقة وهناك تعاون كبير ووثيق بيننا وبينهم ايضا.
واضاف ان تركيا في سياستها الخارجية ترمي لان تكون علاقاتها راسخة مع دول الخليج وجميع دول المنطقة ودول الجوار.

وذكر ان دول الخليج مهتمة ايضا بتقوية العلاقات السياسية والاقتصادية مع تركيا وهذه اهداف مشتركة ترمي في نهاية الامر الى ترسيخ اسس التعاون والصداقة والاخوة بين تركيا ودول المنطقة.
وتابع ان علاقات بلاده جيدة جدا مع الجامعة العربية التي تمثل كل الدول العربية وquot;لدينا علاقات خاصة معها وكذلك اتفاقيات للتعاون والحوار الاستراتيجي مع الجامعة العربية من ناحية ومع دول مجلس التعاون الخليجي من ناحية اخرى وتم تاسيس المنتدى العربي التركي الذي يصب في هذا النطاقquot;.

ووصف غول علاقات بلاده مع سوريا بانها ممتازة جدا على كل الصعد وعلى مستوى القيادة ومستوى الشعبين ايضا وان الجانبين يتطلعان لهذه العلاقات بنظرة ايجابية ومتميزة.
وتحدث الرئيس التركي عن المناورات العسكرية بين الجيشين التركي والسوري التي جرت قبل ايام وتداعياتها على علاقات تركيا مع دول اخرى.
قال ان هذه المناورات كانت داخلية لحماية الحدود المشتركة وللتعاون بين البلدين ولا علاقة لها بدول اخرى ولا تنعكس على علاقات تركيا بدول اخرى اطلاقا.
واكد انه شخصيا يولي هذه المناورات اهمية كبيرة فهي تهدف الى التعاون على النطاق الامني ومستوى الاستخبارات والجيش ومكافحة الارهاب وهذه مسائل تتعلق بالعلاقات القائمة بين البلدين.
واعرب عن تاييده لاقامة تكتل اقتصادي اقليمي يضم تركيا وسوريا والعراق وايران كان قد طرحه الرئيس السوري خلال لقائه في دمشق مؤخرا النائب الاول للرئيس الايراني.
وقال ان تركيا تنظر بايجابية لكل ما من شانه ان يخدم التعاون الاقتصادي في هذه المنطقة وتدعم كل ما يؤدي الى تنمية العلاقات الاقتصادية والمنافع المشتركة بين دول المنطقة.

- وتحدث غول حول قضايا اقليمية متعددة في مقدمتها عملية السلام على كل المسارات والملف النووي الايراني والوضع في العراق وفي منطقة القوقاز معربا عن تاييده لاجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
واوضح ان القنوات الدبلوماسية مفتوحة بين تركيا واسرائيل قائلا ان هناك سفراء في كلا البلدين والعلاقات والمحادثات مستمرة بيننا وبينهم.

وجدد موقف بلاده الثابت وهو ان تكون المنطقة خالية من السلاح النووي بغض النظر عمن يمتلكه لافتا الى قرار مجلس الامن الدولي عام 1990 الذي نص على ان تكون هذه المنطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل وكان الغرض حينها ترسيخ السلام في المنطقة بحيث لا يشكل اي طرف تهديدا لطرف اخر.
واضاف انه quot;انطلاقا من ذلك علينا اليوم ان نضع رؤية شاملة لتحقيق السلام في المنطقة بغض النظر عن جميع التفاصيل الاخرى ولنتجاوز موضوع التباحث في الاولويات ونركز على الاهدافquot;.

وقال ان هناك مبادرة السلام العربية والتي ما زالت على الطاولة وهي فرصة تاريخية من اجل السلام وقد حظيت هذه المبادرة باهتمام جميع الدول الاسلامية بما فيها ايران.
ودعا جميع دول جوار العراق مساندة العراقيين مؤكدا ان موضوع تشكيل الحكومة هي شان عراقي ويجب عدم التدخل فيه وهذه مسائل تبقى حصرا بيد العراقيين انفسهم.
وحول التنسيق التركي - السوري حيال شمال العراق قال ان هناك تشاور دائم مع الدول المعنية ومع سوريا ايضا مبينا ان علاقات بلاده مع العراق تختلف عن علاقاتها مع سوريا ولكن نحن نرى ان الاقليم الشمالي في العراق جزء لا يتجزا من ارض العراق والسياسة التركية تولي اهمية كبيرة لوحدة التراب العراقي كله.

واستبعد غول ان يكون الاقليم الشمالي يتجه او سيتجه نحو الانفصال عن الوحدة العراقية لان دول الجوار جميعا تساند وحدة التراب العراقي.

وذكر ان تركيا حين تتحدث مع العراق فانها تتحدث مع بغداد باعتبار انها الحكومة المركزية ولكن الاقليم الشمالي هو ما ترتب نتيجة الانظمة الدستورية القائمة في العراق وهو شان عراقي يخصهم وهم الذين يقررون هذا الشان.
وتمنى ان يكمل العراقيون بناء انظمتهم والبدء باعمار العراق قائلا ان ذلك يقتضي اكمال البنية الاساسية لجميع التشريعات ومنها قانون النفط والغاز وتشريعات اخرى من شانها ان ترسخ الوحدة الوطنية العراقية