عبرت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين يوم الاربعاء عن تأييدها لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وهو ما سيجبر اسرائيل على التخلي عن أي أسلحة نووية لديها.
نيويورك: تعهدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي الاربعاء السعي لاقامة منطقة في الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي.
وتوضح هذه الخطوة التي صدر بخصوصها بيان مشترك حرص الولايات المتحدة على كسب التأييد العربي لفرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي من خلال تقديم تنازل بخصوص حليفتها اسرائيل لكن واشنطن تقول انه لا يمكن بالفعل إقامة المنطقة بعد.
واورد بيان اصدرته الدول الخمس، الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، quot;لقد تعهدنا التطبيق الكامل لقرار معاهدة حظر الانتشار النووي العام 1995 حول الشرق الاوسط، ونحن ندعم كل الجهود لتحقيق هذا الهدفquot;.
وصدر البيان خلال مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي الذي ينعقد حتى 28 ايار/مايو في مقر الامم المتحدة في نيويورك.
وينعقد هذا المؤتمر كل خمسة اعوام منذ دخول معاهدة حظر الانتشار النووي حيز التطبيق العام 1970.
وكان مؤتمر 1995 تبنى قرارا يدعو دول الشرق الاوسط الى quot;اتخاذ اجراءات عملية بهدف اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل والاسلحة النووية والكيميائية والجرثومية في المنطقة وفي شكل يتم التحقق منهquot;.
وربما لا يكون التأييد الأميركي لفكرة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية مستقبلا موضع ترحيب من اسرائيل التي قالت انها لا تستطيع بحثها الا بعد أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط.
لكن دبلوماسيين من الدول الغربية الحليفة لاسرائيل يقولون ان الدول العربية تمارس ضغطا قويا بخصوص الموضوع مقابل مساندتها للجهود التي تقودها الولايات المتحدة لوقف البرنامج النووي الايراني.
ودعت الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن ايضا الى quot;التفكير في اقامة مناطق مماثلة في كل مرة يكون ذلك ملائما ومنسجما مع امال دول المنطقةquot;.
وثمة مناطق خالية من الاسلحة النووية في العالم كما في القطب الجنوبي واميركا اللاتينية وجزر الكاريبي وجنوب شرق اسيا.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان الولايات المتحدة وروسيا تساندهما الدول الثلاث الاخرى التي تسمح لها معاهدة حظر الانتشار بالاحتفاظ بأسلحة نووية تجري مفاوضات مع مصر من أجل التوصل الى اقتراح حل وسط مقبول.
ورغم مساندة الولايات المتحدة لمبدأ المنطقة المقترحة ولدعوة مصر الى مناقشتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الاثنين ان الوقت لم يحن بعد لذلك.
وقالت الين توشروكيل وزارة الخارجية الأميركية أمام عدد من الموفدين والصحفيين اليوم ان من الصعب تصور التفاوض على quot;أي نوع من المنطقة الخالية في غياب خطة سلام شامل تسير في مسار مواز.quot;
وأحجمت متحدثة باسم بعثة اسرائيل الى الامم المتحدة عن التعليق. وقال دبلوماسي اسرائيلي على الرغم من ذلك ان المصريين اذا quot;دعونا الى عقد مؤتمر اقليمي يتعامل بشكل صرف مع الموضوع النووي سينتهي بهم الامر وهم جالسين هناك وحدهم.quot;
وقال quot;نميل الى مفاوضات طوعية تجري فيها المفاوضات بحرية وليست مفروضة تتعامل مع كافة أشكال أسلحة الدمار الشامل وأنظمة حملها وموضوعات أمنية أخرى.
quot;لا يمكنك أن تعزل الملف النووي عن الموضوعات الامنية الاقليمية الاخرى.quot;
وترفض طهران وقف التخصيب قائلة ان برنامجها لا يهدف الا لتوليد الكهرباء للاستخدامات السلمية. ولم يذكر البيان العقوبات. ويقول دبلوماسيون غربيون ان روسيا والصين تمارسان ضغطا قويا خلال المفاوضات لتخفيف الاجراءات المقترحة في مسودة صاغتها الولايات المتحدة للعقوبات.
كما دعت القوى الخمس الى استئناف المحادثات السداسية الخاصة بكوريا الشمالية التي انسحبت من معاهدة حظر الانتشار النووي عام 2003 وأجرت تجارب نووية في عامي 2006 و2009.
وتقود مصر مبادرة اطلقتها مجموعة دول عدم الانحياز وتهدف الى عقد مؤتمر دولي العام المقبل لمناقشة سبل تحويل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية.
واكدت مصر الاربعاء الطابع الاكثر الحاحا لضرورة جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي في وقت لم تقم الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا بشيء لتنفيذ تعهد في هذا المعنى قطع في 1995.
وكانت الادارة الأميركية السابقة أثارت غضب الدول العربية وغيرها من دول عدم الانحياز برفض اعادة تأكيد تلك التعهدات والدعوة الى منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط خلال المؤتمر السابق لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي عام 2005. واعتبر ذلك المؤتمر فاشلا على نطاق واسع.
التعليقات