علي علاوي

وصلت الأحزاب السياسية العراقية الى طريق مسدود منذ الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في السابع من اذار/مارس بسبب الخلاف بشأن اي الاحزاب ينبغي ان يقوم بتشكيل حكومة ائتلافية ومن يتولى منصب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية. إلا أن مصادر أجمعت على طرح إسم جديد غير متداول إعلاميًا ربما يفضي الى حل الأزمة.

على الرغم من قول الكثيرين إن أيّ مفاجآت لن تحصل، وان الأسماء المطروحة للترشيح لمنصب رئيس الحكومة العراقية الجديدة هي المتداولة إعلاميًا، إلا أن تسريبًا سريًا أكد وجود اسم يطرح خلال المدة الأخيرة كمرشح تسوية تتفق عليه أغلب الكتل الفائزة في الانتخابات العراقية الأخيرة، وهو القيادي في الكتلة العراقية علي علاوي والذي ربما سيفض الإشتباكات والتقاطعات حول هذا الأمر.

وقد راح البعض من السياسيين يروج لعلي علاوي ويمتدحه ويعدد حسناته، فهو الاسم الذي أصبح متداولا في الجلسات بعد ان نفذت النقاشات في ايجاد سبل للخروج من الأزمة عبر تسمية أحد رؤساء القوائم الفائزة او التي تظن نفسها الكتلة الاكبر، وأوضح البعض ان اغلب مرشحي التسوية الذين يتم طرح اسمائهم سرعان ما (تحترق) على اساس السرية في العمل، الا علي علاوي الذي لم يظهر على الاعلام ولم يصرح بأي شيء ولا ضد اي احد.

وأبلغ مصدر سياسي quot;ايلافquot; اليوم ان الحديث عن quot;علي عبد الاميرعلاويquot; القيادي في القائمة العراقية بدأ منذ اكثر من شهر وان اتفاق الآراء عليه كونه يمتلك الصفات التي تتحدث عنها اغلب الكتل الفائزة، بالاضافة الى انه يرتبط معها بعلاقات وثيقة، فضلا عن انه شخصية تتسم بالوسطية والاعتدال والعلمية والثقة بالنفس. واشار الى ان علي علاوي لاخلافحوله وخاصة من القائمتين الثانية والثالثة: دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والائتلاف الوطني بقيادة عمار الحكيم، كونهما يعرفانه جيدا ويرتبطان معه بروابط قوية تمتد الى أيام المعارضة العراقية السابقة ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين. واوضح ان المرحلة المقبلة تحتاج الى شخصية إقتصادية أكثر منها سياسية تقود البلاد وتنقذها من المشاكل الكثيرة التي تعيشها حاليًا والى عقلية تنهض بالبلاد نحو التنمية والبناء اكثر من اهتمام آخر.

وعلي علاوي أكاديمي واقتصادي وسياسي يشغل حالياً منصب الأستاذ الزائر في جامعة هارڤرد في الولايات المتحدة، تحول فجأة من المجال الأكاديمي والعمل في دنيا الاقتصاد إلى عمق العمل السياسي حيث تقلد مناصب وزير للدفاع والمالية والتجارة في سلطة الائتلاف الموقتة المشرفة على العراق بين عامي 2003 و2006، كما انه كان أحد كتاب بيان شيعة العراق عام 2002 الداعي إلى إسقاط صدام حسين.

درس الهندسة المدنية في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا عام 1968، ثم حصل على ماجستير إدارة أعمال من جامعة هارڤرد، ثم درس في مدرسة لندن للاقتصاد. وقام بالتدريس في جامعة أكسفورد، وانخرط في برنامج الكفاءات الشابة في البنك الدولي، ومن مؤلفاته كتاب quot;احتلال العراق: ربح الحب وخسارة السلامquot; بالانكليزية، والذي قالت عنه صحيفة نيويورك تايمز انه quot;اشمل بحث تاريخي ظهر حتى الان في العواقب الوخيمة التي اعقبت الغزو الاميركي للعراقquot;، وكتاب quot;أزمة الحضارة الإسلاميةquot; بالإنكليزية.