مع اقتراب التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري من تقديم خلاصاته، دخل لبنان مرحلة حساسة ومعقدة ودقيقة. فهل يتم احتواء تداعيات القرار الظني المرتقب في أيلول /سبتمبر بعد تجاوزه دائرة القرار اللبناني الى دوائر أخرى اقليمية ودولية؟ وكيف يعيش لبنان هواجس الاستحقاقات الآتية؟
استفتاء ايلاف لهذا الاسبوع طرح السؤال التالي: إذا تضمن القرار الظني في إغتيال الحريري إتهامات لعناصر من حزب الله
سيتجه لبنان نحو حرب جديدة
سيتم إحتواء التداعيات
لن يتهم عناصر من حزب الله
وكانت الاجوبة على الشكل التالي: 3460 أجابوا سيتجه لبنان نحو حرب جديدة أي بنسبة 31.43%، 3132أجابوا سيتم إحتواء التداعيات أي بنسبة 28.45% ، 4415 اجابوا لن يتهم عناصر من حزب الله أي بنسبة 40.11%، بمعنى ان معظم قراء ايلاف لا يتوقعون اتهامًا لعناصر حزب الله في القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية.
والمعلوم ان السرية التي يحيط بها المحقق الدولي دانيال بلمار عمل المحكمة، لم تعد على ما يبدو قائمة، بدليل أن أسرار المحكمة باتت منذ فترة في متناول بعض وسائل الاعلام الاوروبي. وآخر التكهنات، أو المعلومات، تقول ان المحقق بات على قاب قوسين أو ادنى من رفع خلاصة تحقيقاته الى المحكمة في شكل قرار اتهامي، وان هذا القرار سوف يشير الى دور بعض عناصر حزب الله في عملية الاغتيال، من دون ان يكون هذا الدور حاسمًا.
مجرّد انتشار هذه المعلومات، التي كانت موضع تداول بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله، وبين الرئيس الحريري والرئيس السوري بشار الأسد (في لقاء دمشق الأخير)، كان له دوي كبير في الصيف اللبناني الهادئ. وقد جاءت تصريحات رئيس الأركان الاسرائيلي غابي اشكينازي تعزز الشكوك في امكان توجيه الاتهام الى عدد من عناصر الحزب، الأمر الذي أحدث حالة استنفار سياسي على مستوى قيادة الحزب.
هذا الاستنفار عبّر عنه السيد حسن نصر الله في المؤتمرات الصحافية الذي عقدها، والذي اختصرها المراقبون بأنها محاكمة للمحكمة قبل صدور القرار الظني في ايلول/سبتمبر، او قرار ظني مبكر في القرار الظني. وقد اكد الأمين العام لحزب الله انه يرفض مجرد الظن بعناصر من الحزب، باعتبارها عناصر غير منضبطة، ويرفض حتى اتهام نصف فرد من الحزب، وبالتالي فإن الحزب بريء من دم الحريري. في الوقت ذاته حرص على ابراز حجم المخاطر المحدقة بلبنان، لأن صياغة القرار حصلت منذ العام 2008، ونشره ينتظر اللحظة السياسية المناسبة.
وفي اقتناع قيادة حزب الله ان القرار الظني- اذا صدر- قرار مسيّس بدليل ان المعلومات التي صارت موضع تداول تم اطلاقها في العام 2006 على احد مواقع الشبكة العنكبوتية، قبل ان تنتقل الى احدى الصحف الكويتية، فإلى مجلة دير شبيغل الالمانية في العام 2008، وصولا الى صحيفة لوفيغارو الفرنسية وبعدها الى لوموند.
وفي سياق هذه المعلومات تتردد اسماء قياديين او كوادر عليا في quot;حزب اللهquot; على انهم متورطون في عملية الاغتيال، تم الاستماع اليهم من قبل لجنة التحقيق الدولية على مراحل متقاربة، الامر الذي دفع قيادة الحزب الى التصدي لها من موقع الدفاع عن النفس، بعدما اجرت تحقيقًا داخليًا مع العناصر المتهمة، وفي اعقاب هذا التحقيق تبين ان الحزب ليس مخترقًا.
في المقابل تعترف قوى 14 آذار/مارس، او بعض اطرافها على الاقل، بأن لبنان يواجه كمًا هائلاً من الاستحقاقات في الخريف المقبل، عنوانها الرئيسي المحكمة الدولية. ويمكن الاستدلال الى هذه الاستحقاقات في اللقاءات الأخيرة التي عقدها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع رؤساء الكتل وبعض الأقطاب السياسيين، من اجل التحضير لانعقاد طاولة الحوار الوطني في 17 آب /اغسطس المقبل، هذا اذا لم تتم الدعوة الى طاولة استثنائية اذا ما دعت الظروف.
ايلاف سألت فئة من اللبنانيين عن هواجسهم ازاء الملفات المطروحة خصوصًا في ما يتعلق بالقرار الظني المرتقب:
رندا حلو قالت ان القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية سيكون عادلاً وسيكون صادرًا عن هيئة قضائية كبيرة، وغير منحازة لاحد، وسوف تنصف الجميع، اما اذا كان احد الاطراف متورطًا بالقضية فسوف يتم الاعلان عنه، وعند الجرائم الكبيرة الجميع يلجأ الى المحكمة الدولية التي يجب ان تكون عادلة ومنصفة. ولدى سؤالها هل سيتم اتهام عناصر من حزب الله؟ تقول في حال الاتهام لا يجب ان تحصل الحرب لان المجرم يجب ان يقاصص، من اي فئة كان، ويجب علينا ان نثق بالمحكمة الدولية، القرار الذي سيصدر عن المحكمة الدولية يجب ان يحترم، ولا يجب ان يؤدي الى اي حرب لان الحقيقة يجب ان تظهر ولوضع حد لهذا الإجرام.
وتضيف:quot;الشعب تعب من الحرب، الا اذا كان هناك مخطط كبير على مستوى عالمي، من خلال قلب النظام ككل، والشعب قد ينقاد وراء زعمائه. عن القمة الثلاثية التي جرت في بعبدا هل ستخفف من مفاعيل القرار الظني؟ تقول اتمنى ذلك، لكن في الماضي شهدنا الكثير من المبادرات الدولية والعربية وكانت لا تؤدي الى اي نتيجة.
رياض قاسم قال ان اللقاء الثلاثي في بعبدا كان لتأجيل تداعيات المحكمة الدولية، غير ان نتائجها ستكون ثابتة، ولا يمكن التلاعب بالقرار الظني وسيظهر كما هو. ويؤكد ان الحرب لن تقع في لبنان اذا ما اتهم عناصر من حزب الله، وبرأيه فان هذا الاتهام سيكون لإضعاف حزب الله في لبنان بعدما فشلت حرب 2006 من اتمام ذلك.
فارس طعمة يؤكد ان الحرب في لبنان هي هاجس كل اللبنانيين اليوم رغم اننا لم نعد نحتمل مثل تلك الحرب، ولكن ما دامت اسرائيل جارتنا فستبقى تلك الهواجس قائمة، وهو يأمل ان يتوصل اللبنانيون بأنفسهم في حل قضاياهم بعيدًا من التدخلات الخارجية.
التعليقات