في قضية فجرت جدلا على المستوى القومي صوتت لجنة المعالم الرئيسة في بلدية نيويورك المؤلفة من تسعة أشخاص بالاجماع برفض منح وضع quot;معلم رئيسquot; لمبنى قديم يعود الى نحو 150 عاما وأعطت بذلك الضوء الاخضر لبناء مركز ثقافي إسلامي يضم في داخله مسجدا بتكلفة مئة مليون دولار.

Linda Rivera holds up a sign in opposition to ...

واشنطن: فتحت لجنة بلدية في مدينة نيويورك الطريق أمام بناء مركز ثقافي إسلامي يضم في داخله مسجدا بتكلفة مئة مليون دولار مكان مبنى قديم قرب موقع هجمات 11 ايلول- سبتمبر وذلك بعد جدل واسع حول هذا المشروع. ويعتزم القائمون على المشروع إطلاق اسم quot;بيت قرطبةquot; على المركز الذي سيضم مسجدا صغيرا وقاعة تسع 500 مقعد ضمن مجمع ثقافي من 13 طابقا.

وقررت لجنة المعالم الرئيسة في بلدية مدينة نيويورك بإجماع أعضائها التسعة عدم اعتبار المبنى القديم الذي يعود تاريخ بنائه الى نحو 150 عاما quot;معلما أثرياquot; ما يفسح المجال أمام القائمين على المشروع لهدم المبنى وتأسيس المركز الاسلامي مكانه. وجادل اعضاء اللجنة بأن المبنى المقام على الطراز الايطالي ويرجع تاريخه لعام 1857 ويقع وسط العديد من الشركات ليست له قيمة تاريخية.

وكان المنتقدون يأملون في عرقلة المشروع من خلال استصدار اعلان باعتبار المبنى معلما تاريخيا وجادلوا بأنه يستحق الحماية لان قطعا من احدى الطائرات المخطوفة التي نفذت الهجمات أصابت المبنى. وأشار بعض المنتقدين الى تعليقات للامام فيصل عبد الرؤوف الذي يقود المشروع عن أن quot;سياسات الولايات المتحدة كانت عاملا مساعدا للجريمة التي حدثتquot;. واعتبروا تلك التعليقات دليلا على الدوافع الخفية للمركز.

ويشار الى ان عبد الرؤوف رجل دين مسلم ولد في الكويت وافتتح اول مسجد له في نيويورك عام 1990 . وأدان عبد الرؤوف هجمات ايلول- سبتمبر واستعان به مكتب التحقيقات الاتحادي في وقت لاحق لتدريس كيفية مراعاة الحساسية اثناء انفاذ القانون.

كما دار جدال اخر حول الكيفية التي سيجمع بها المركز 100 مليون دولار لازمة لتمويل المشروع ما اثار تكهنات بأن الاموال يمكن أن تأتي من جماعات متطرفة في الشرق الاوسط. ورفض جمال الشريف مالك العقار مثل هذه المزاعم وقال ان الاموال ستأتي من مزيج من الاسهم والسندات والمنح والمساهمات. ووصف ايضا موقع المشروع على مسافة مبنى واحد من موقع مركز التجارة العالمي بأنه مصادفة وقال انه تم شراؤه لتلبية احتياجات الطائفة الاسلامية التي يتزايد عددها.

واثار المشروع معارضة محتجين اعتبروا اختيار الموقع غير ملائم وحساس في مدينة لم تستقر بعد على كيفية احياء ذكرى ضحايا الهجمات الارهابية.

كما تعرض مشروع بناء المركز الإسلامي لهجوم المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الاميركية سارة بالين وعدد آخر من كبار أعضاء الحزب الجمهوري على رأسهم رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت جينجريتش.

الا ان عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبيرج أيد بناء المسجد ورفض حجج المعارضين بقوله ان مدينته تمثل ما ترمز اليه الولايات المتحدة من انفتاح وتسامح ديني. وقال بلومبيرج quot;أملي ان يساعد المسجد في التقريب ما بين سكان مدينتنا وأن يساعد في دحض الفكرة الزائفة والكريهة بأن هجمات 11 سبتمبر تتفق بأي حال مع الاسلامquot;.

يشار الى انه الشهر الماضي، قررت لجنة كنسية كاثوليكية في نيويورك رفض بيع دير فارغ إلى جمعية إسلامية تقدمت بطلب لشرائه، بهدف إقامة مسجد في الموقع، وذلك بعد جدل طويل تدخل فيه الكثير من الأساقفة ورجال الدين، وانتهى باعتبار الصفقة، quot;ليست في صالح أبناء رعية المنطقة.quot;