عميد بالحرس الثوري يباشر مهامه سفيرا جديدا لطهران في بغداد

حذر الرئيس العراقي جلال طالباني من مخاطر قال إنها تواجه حاضر العراق ومستقبله وتسعى لإفشال عمليته السياسية الفتية، مؤكدًا ضرورة ترسيخ الشراكة الوطنية والتوافق بين المكونات الأساسية العراقية في إدارة البلاد وذلك خلال إجتماع مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في بغداد... فيما وقع العراق إتفاقًا مع الامم المتحدة لتعزيز الجهود المبذولة باتجاه معالجة تحقيق الاهداف الانمائية في البلاد بحلول العام 2015 وهو الموعد النهائي المحدد عالميًا لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الراهنة.

حذر الرئيس العراقي جلال طالباني خلال اجتماع في بغداد اليوم مع سفراء وممثلي بعثات دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى العراق من مخاطر قال انها تتربص بحاضر ومستقبل العراق والتي تهدف إلى إفشال العملية السياسية الفتية في البلاد مشددا على حاجة العراق إلى ترسيخ الشراكة الوطنية والتوافق بين مكوناته الأساسية في إدارة البلاد كونها تمثل السبيل الوحيد لدرء هذه المخاطر.

وهو يواجه العراق ازمة سياسية خانقة ناتجة عن عجز القوى السياسية على الاتفاق على حكومة جديدة بعد خمسة اشهر من الانتخابات التشريعية. كما تصاعد العنف والاغتيالات واليوم قتل ثلاثة عمال في محل صرافة لبيع العملات واصيب 8 مدنيين بجروح على يد مسلحين سطوا على مكتب في جنوب شرق العاصمة.

وقال مصدرفي الشرطة ان مسلحين مجهولين سطوا على مكتب للصرافة بمنطقة بغداد الجديدة جنوب شرق العاصمة وتمكنوا من سرقة كميات من النقود العراقية والاجنبية بعدما قتلوا ثلاثة من العاملين فيه وجرحوا 8 مدنيين كما قاموا بتفجيرثلاثة قنابل صوتية قبل ان يلوذوا بالفرار فيما قامت قوات الامن بتطويق مكان الحادث وبدأت تحقيقًا في ملابساته.

وأكد طالباني على أهمية توسيع أُطر التعاون والعلاقات الإيجابية المثمرة بين العراق ودول العالم، مشيراً إلى أن العراق ماض في تكثيف جهوده في هذا المسار للتواصل وتدعيم علاقاته مع الخارج. وأوضح أهم النتائج التي اسفرت عنها لحد الان المناقشات والمباحثات التي تجريها الكتل السياسية في إطار الجهود المبذولة لإزالة الخلافات التي من شأنها عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة كما نقل عنه بيان رئاسي.

طالباني مجتمعاً مع سفراء الإتحاد الأوروبي في العرق

وحول علاقات بلاده الخارجية اشار طالباني الى أن العراق يشهد حاليًّا علاقات طيبة ومتنامية مع دول العالم quot;والتي عزَّزها من خلال تواصله الايجابي مع المجتمع الدولي على المستويات كافةquot; مشيراً في هذا الاتجاه إلى مسار تطوير العلاقات مع دول الاتحاد الأوربي واصفاً إياها بالمهمة كونها تصب في خدمة المصالح المشتركة لجميع الأطراف وضمان التنمية والتطور للتجربة العراقية التي هي بأمس الحاجة إلى الدعم الدولي ولا سيما الأوروبي منه.

من جانبهم، عبّر سفراء دول الاتحاد الأوربي عن تطلعهم لان يتمكن قادة العراق السياسيون من تجاوز العقبات التي تحول دون الاسراع في تشكيل حكومتهم المقبلة مجددين دعم بلدانهم للعراق وعمليته الديمقراطية من أجل توفير مناخات ملائمة لتطوير البلاد من النواحي الاقتصادية والتنموية.

ويأت الاجتماع متزامنا مع توقيع العراق والاتحاد الأوروبي اتفاقية منح الاتحاد بموجبها مبلغ 42 مليون يورو لتطوير قطاعات التربية والإدارة وحقوق الإنسان في العراق تمهيدا لتوقيع اتفاقية استراتيجية بين الجانبين عام 2012 امدها لمدة ثلاث سنوات لتطوير قطاعات الاقتصاد والمياه والزراعة.

وقال وكيل وزارة التخطيط مهدي العلاق ان الاتحاد الأوروبي اختار ثلاثة قطاعات لدعمها وتطوير قدراتها بموجب هذه المنحة هي التربية وحقوق الإنسان وقطاع إدارة مؤسسات الدولة. واشار الى ان الاتحاد الأوروبي سيركز في منحته على تطوير الملاكات العاملة في مجالي التربية وحقوق الإنسان وتطوير الملاكات البشرية العاملة في مؤسسات الدولة العراقية.

وأضاف أن الدورات التدريبية التي سينظمها الاتحاد الأوروبي لتطوير الملاكات ستكون في داخل العراق وخارجه وسيراعى فيها الجانب الأمني في البلاد. من جانبه أكد مدير دائرة التعاون الإنمائي في بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق يوبست فون كير خمان أن منحة الاتحاد البالغة 42 مليون يورو تهدف إلى تطوير قطاع التربية خاصة في المرحلة الابتدائية حيث سيتم تجهيز نحو ثلاثة آلاف مدرسة ابتدائية بجميع التجهيزات المدرسية فضلا عن تدريب ملاكاتها التدريسية.

وأضاف أن المنحة ستعمل أيضا على تطوير قدرات الملاكات الإدارية العاملة في شتى مؤسسات الدولة، فضلا عن دعم قطاع حقوق الإنسان من خلال تدريب الملاكات العاملة في هذا القطاع المهم. ومن المنتظر ان يوقع الاتحاد مطلع العام المقبل اتفاقية مع العراق لمدة عام سيتم بموجبها تطوير بعض القطاعات الحيوية داخل البلاد اضافة الى تدريب ملاكاتها حيث سيوقع الاتحاد في عام 2012 اتفاقية ستراتيجية مع العراق لمدة ثلاثة سنوات لتطوير قطاعات المياه والزراعة وجميع المجالات الاقتصادية وتطوير الإمكانات الإدارية في مؤسسات الدولة.

العراق والامم المتحدة يتفقان على برنامج انمائي حتى العام 2015

وقع العراق والأمم المتحدة على اتغاق لتعزيز الجهود المبذولة باتجاه معالجة وتحقيق الاهداف الانمائية بحلول عام 2015 ضمن حملة توعية أطلقتها المنظمة الدولية مع الحكومة العراقية لنشر الوعي وتعزيزه لدى أفراد الشعب العراقي وصناع القرار على المستوى الوطني والدولي.

واعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; عن صدور تقرير مشترك اليوم عن الحكومة العراقية والأمم المتحدة يتحدث عن التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية في العراق في عدد من المجالات وهي الحد من الجوع ووفيات الأطفال وتعزيز المساواة بين الجنسين.. لكن التقرير أظهر بطئا في التقدم المحرز في مجالات حيوية مثل التعليم الابتدائي والبطالة والحصول على مياه آمنة وموثوقة وخدمات الصرف الصحي.

وأوضح التقرير أن ربع العراقيين لا يزالون يعانون من الفقر حيث يبلغ معدل الإنفاق اقل من 2500 دينار عراقي أي ما يعادل (2.2 دولار أميركي) لكل فرد يوميًا، مشيرًا إلى أن معدل البطالة بين الشباب حاليًّا يبلغ حاليًّا 30 % وهو ضعف المعدل الوطني.

وقال انه على الرغم من تحسن الأوضاع الاقتصادية عقب سقوط نظام صدام حسين في نيسان العام 2003 خصوصًا مع ارتفاع مستويات الرواتب للعاملين في الدولة العراقية الذين يبلغ عددهم نحو 2.2 مليون موظف فضلاً عن زيادة رواتب المتقاعدين الذين يبلغ عددهم أكثر من مليون شخص، فضلاً عن تخصيص أجور رمزية للأسر الفقيرة والعاطلين عن العمل واستطاعت هذه الإجراءات الحد من نسب الفقر المرتفعة في العراق قبل العام 2003 إلا أنها تعثرت في تحقيق تقدم اكبر بسبب ارتفاع معدلات الفساد الإداري خصوصا في ملف رواتب الرعاية الاجتماعية.

وأشار إلى انخفاض حصة المرأة من العمل المأجور خارج قطاع الزراعة من 11٪ إلى 7٪ بحلول عام 2008 موضحًا ان اكثر من نصف الأطفال العراقيين لم يكملوا تعليمهم الابتدائي في الوقت المحدد. واضاف أن حالات الوفاة لدى الأطفال قبل بلوغ سن الخامسة انخفضت من 62 حالة إلى 41 حالة لكل 1000 ولادة.. وقال انه بالرغم من التقدم المحرز في معدل خفض وفيات الأطفال لا يزال العراق يمثل ثاني أعلى معدل لوفيات الأطفال مقارنة ببلدان المنطقة.

وأكد التقرير أن ربع الأسر العراقية مجهزة فقط بشبكات للصرف الصحي فيما تنخفض هذه النسبة لتبلغ 2% في المناطق الريفية اضافة الى ان أكثر من 80% من المياه في العراق لا تتم معالجتها مما يؤدي إلى زيادة تلوث مياه الصرف الصحي في العراق. وأوضح ان أكثر من 75% من العراقيين يستخدمون الهواتف النقالة فيما تبلغ نسبة مستخدمي شبكة الانترنيت نحو 6%quot;.

وقد اتفق الجانبان على تعزيز الجهود المبذولة باتجاه معالجة تحقيق الاهداف الانمائية بحلول العام 2015 وهو الموعد النهائي المحدد عالميًا لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، مع إيلاء اهتمام خاص نحو تقليص الفجوات القائمة بين المناطق الريفية والحضرية.

وقال سامي متي وكيل وزارة التخطيط العراقية quot;بعد مرور العراق بعقود من الركود الاقتصادي وانخفاض فرص الحصول على الخدمات الأساسية بسبب الحروب والعقوبات والنزاعات فإنه ليست هناك وسيلة أفضل من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لتأمين حياة أفضل للملايين من أفراد الشعب العراقي ولتحقيق الأمن والازدهار في العراقquot;.

ومن جهتها، قالت كريستين مكناب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق quot;تتضمن الأهداف الإنمائية للألفية بالنسبة للعراق مجموعة من المعايير الرئيسة لتحقيق مستقبل أفضل لهذا البلد وأبناء شعبه حيث يأتي تقديم الدعم للعراق خلال السنوات المقبلة من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في طليعة أولويات الأمم المتحدة لأن ذلك من شأنه ضمان حياة أفضل للملايين من العراقيين بمن فيهم أولئك الذين سيصنعون مستقبل العراق، ألا وهم الشباب والأطفالquot;.

واشارت الى انه سيتم العمل على مدى السنوات الخمس القادمة بشكل وثيق مع الحكومة العراقية والشركاء الرئيسيين بما في ذلك المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص نحو تعزيز الأهداف الإنمائية للألفية ورفع مستوى الوعي حول أهمية تحقيقها بالتماشي مع أولويات العراق الوطنية.

واضاف التقرير quot;اتفق 189 من قادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في إعلان الألفية الذي تم التوقيع عليه في أيلول (سبتمبر) العام 2000 على رؤية للمستقبل تتمثل بالعيش في عالم يشهد معدلات أقل من الفقر والجوع والمرض تكون فيه فرص البقاء على قيد الحياة أكبر للأمهات وأطفالهن الرضع..عالم يحظى فيه الأطفال بتعليم أفضل وتحظى فيه المرأة بفرصعالم يتمتع ببيئة صحية تعمل فيه البلدان المتقدمة والنامية في شراكة وثيقة لتحقيق الرفاه للجميع.

وشكّلت هذه الرؤية الأساسَ الذي قامت عليه الأهداف الإنمائية للألفية التي التزمت الدول الأعضاء بتحقيقها بحلول عام 2015quot;. وحمل التقرير عنوان quot;الأهداف الإنمائية للألفية في العراقquot; وهو الأول من نوعه في العراق ويعتبر جزءا من حملة توعية أطلقتها الأمم المتحدة وحكومة العراق لنشر الوعي وتعزيزه لدى أفراد الشعب العراقي وصناع القرار على المستوى الوطني والدولي والجهات الفاعلة حول أهمية الأهداف الإنمائية للألفية كجزء من جهود التنمية المتفق عليها في إطار الأمم المتحدة للمساعدة الإنمائية الذي تم التوقيع عليه في أيار (مايو) الماضي.