دعا الرئيس العراقي الليلة قادة الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة إلى اجتماع بعد غد الخميس من أجل خلق ارضية ملائمة للحوار،هذا في وقت طالب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة آد ميلكرت القوى العراقيةبالانخراط فورًا في اتصالات جدية بحيث تعطى الأولوية المباشرة لتشكيل الحكومة الجديدة.

لندن: وجه الرئيس العراقي جلال طالباني الليلة دعوة الى قادة الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية الاخيرة الى اجتماع بعد غد الخميس من اجل خلق أرضية ملائمة للحوار بين هذه الكتل للاتفاق على رؤى مشتركة وإيجاد آلية مناسبة حول تركيبة الحكومة المقبلة وطبيعتها.

ومن المقرر أن يجمع الرئيس طالباني بعد غد الخميس قادة الكتل الفائزة ومجموعة من أعضاء هذه الكتل والقوى في قصر السلام ببغداد على مأدبة غداء quot;في خطوة تسعى لجمع قادة وأعضاء القوى السياسية بهدف خلق أرضية ملائمة للحوار وتبادل الآراء في جو يسوده التفاهم والحوار الجدي بين الكتل الفائزة للاتفاق على رؤى مشتركة وإيجاد آلية مناسبة حول تركيبة وطبيعة الحكومة المقبلة، وذلك حسبما قال بيان رئاسي عراقي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه.

واشارت الرئاسة الى ان مبادرة طالباني هذه تأتي quot;بعد اللقاءات المطولة التي أجراها مع جميع قادة الكتل وقناعته بأن الوقت يدرك الجميع لذلك يرى أن مثل هذا الاجتماع خاصة في هذه المرحلة ضروري وكذلك فإن الظروف مواتية لعقد هذا الاجتماع الذي سيكون بداية خير للعراقيين جميعًا بكل أطيافهم ومكوناتهمquot;.

وفي وقت سابق، بحث طالباني مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق آد ملكيرت مستجدات الوضع السياسي الحالي في البلاد. وجرى خلال الاجتماع تبادل الآراء حول اللقاءات التي تجري بين القوى والكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من اذار ( مارس) الماضي في انحاء العراق وطبيعة المعوقات التي أدت الى الركود في العملية السياسية.

واطلع طالباني ملكيرت على الجهود المستمرة لتنشيط الخطوات التي تساهم في تسريع تشكيل حكومة جديدة مؤكدا حاجة العراق إلى تجسيد التوافق ومشاركة جميع الكتل الفائزة والفاعلة في الحكومة المقبلة. من جانبه، عبر ميلكرت عن تطلع المنظمة الدولية إلى رؤية خطوات ملموسة في مسار المناقشات التي تجري الآن على الساحة من أجل الوصول إلى تفاهمات مقبولة ومعقولة بين الأطراف المعنية كافة بالعملية السياسية.
وقد دعت بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; القوى العراقية الى مباحثات فورية للاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وطالبت المحكمة الاتحادية بالتعجيل في المصادقة على نتائج اعادة عد الاصوات وفرزها في بغداد.

ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة آد ميلكرت القوى العراقية الى الانخراط فورًا ودون أي تأخير في اتصالات جدية، بحيث تعطى الأولوية المباشرة لتشكيل الحكومة الجديدة. وأكد ضرورة قيام المحكمة الاتحادية العليا بالمصادقة على نتائج إعادة العد بعد البت في جميع الشكاوى والطعون.

واشاد ميلكرت في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه بعملية اعادة فرز وعد اصوات الناخبين في العاصمة بغداد واعلان نتائجها امس وقال انها جرت بأسلوب صحيح. واضاف أن عملية إعادة العد والفرز تمثل الحق القانوني للتعامل مع الشكاوى وبالتالي تأكيد شرعية الانتخابات. واشار الى ان مفوضية الانتخابات العراقية عملت بجد من اجل ضمان نزاهة العملية الانتخابية من خلال اعادة العد quot;بأسلوب منظم ومهني وشفافquot;.

واذا ما وافقت المحكمة على النتائج بداية الاسبوع المقبل فإنه يتعين ان يدعو الرئيس جلال طالباني مجلس النواب الجديد الى الانعقاد خلال 15 يومًا من موعد التصديق على النتائج حيث سيرأس أكبر أعضاء المجلس سنا الجلسة الاولى وعلى النواب اختيار رئيس المجلس ونائبيه خلال 15 يوما.. كما يجب على المجلس اختيار رئيس جديد للبلاد خلال 30 يومًا من عقد جلسته الاولى.

وبعد اختيار الرئيس، فإن عليه ان يقوم خلال 15 يومًا بتكليف اكبر كتلة في مجلس النواب بتشكيل حكومة واختيار رئيس للوزراء المطلوب منه تشكيل ائتلاف حكومي نظرًا لعدم حصول اي كتلة على العدد المطلوب من المقاعد البرلمانية التي تؤهله للحصول على موافقة مجلس النواب حيث يتطلب الامر عدد من الاعضاء يبلغ ثلثي عدد مقاعد المجلس البالغة 325 مقعدًا... وبعدها يتوجب على رئيس الحكومة المكلف ان يرشح اعضاء مجلس الوزراء خلال 30 يوما.

واذا فشل رئيس الوزراء المكلف في تشكيل حكومة في الوقت المقرر ينبغي على الرئيس ان يكلف شخصًا آخر خلال 15 يومًا بتشكيل الحكومة لعرض تشكيلتها على مجلس النواب مجددًا.

وفي هذا الاطار يتجه الرئيس طالباني حاليًا توجيه دعوة الى لقادة الكتل السياسية لعقد جلسة مفتوحة لبحث تشكيل الحكومة.

وأكدت مفوضية الانتخابات امس الاول ان نتائج إعادة عد وفرز الاصوات في محافظة بغداد جاءت متطابقة مع المعلنة سابقًا، ولم تحدث تغييرًا في عدد المقاعد البرلمانية التي حصلت عليها الكتل السياسية حيث ظلت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي متصدرة النتائج.

واشارت الى انه بعد الانتهاء من أعادة فرز وعد الاصوات في 11298 محطة انتخابية في بغداد اضافة الى 96 رزمة لناخبي الخارج والتصويت الخاص للقوات الامنية ومنتسبي وزارة الصحة ونزلاء السجون والتي بلغ عدد الاصوات فيها جميعها مليونين ونصف المليون ورقة اقتراع فقد تأكد عدم وجود اي اختلاف عن النتائج المعلنة سابقا في الرابع والعشرين من اذار (مارس) الماضي.

وأوضحت انه بموجب هذه النتائج فإن الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم قد حصل على 17 مقعدًا والكتلة العراقية على 24 مقعدًا وائتلاف دولة القانون على 26 مقعدًا وجبهة التوافق على مقعد واحد من مجموع مقاعد محافظة بغداد البالغة 68 مقعدًا.

وأظهرت نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة فوز الكتلة العراقية بزعامة علاوي بالمركز الأول بحصولها على 91 مقعدًا يليها ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي وحصل على 89 ثم الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم في المركز الثالث بحصوله على 70 مقعدًا وحل التحالف الكردستاني رابعاً بنيله 43 مقعدًا من مجموع مقاعد مجلس النواب العراقي الجديد البالغة 325 مقعدًا.