وصلالرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى المملكة المتحدة في زيارة لم يعلن عنها مسبقًا، حيث سيلتقي برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وفقا لما نقله الإعلام الرسمي اليمني. وسيجري صالح مباحثات quot;حول العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وبحث المستجدات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها التطورات في المنطقة وجهود مكافحة الإرهاب والقرصنةquot;.

إقتصر الإعلان الرسمي اليمني لزيارة علي عبدالله صالح إلى بريطانيا على بحث جهود مكافحة الإرهاب والقرصنةوعدة أمورأخرى يتوقع أن تفتح ملفاتها خلال هذه الزيارة المفاجئة.

وتأتي الزيارة بعد أن رفعت بريطانيا سقف مساعداتها الإقتصادية لليمن، حيث تم اعتماد مبلغ 150 مليون دولار سنويًا لدعم برامج التنمية، وذلك بعد زيارة وزير شؤون الشرق الأوسط لليمن في أواخر حزيران/يونيو المنصرم. الأهم من كل هذا هو بحث ملف الإرهاب وتنظيم القاعدة الذي تجدد نشاطه في اليمن خصوصًا في المحافظات الجنوبية.

وتعد هذه الزيارة أولى الزيارات التي يقوم بها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لبريطانيا بعد إستهداف السفير البريطاني في صنعاء تيم تورلوت من قبل انتحاري تابع لتنظيم القاعدة وفقًا للإعلان الرسمي في 26 نيسان/ابريل الماضي، حيث يتوقع أن يطرح هذا الملف ونتائج التحقيقات.

أوروبا أوكلت ملف اليمن لبريطانيا
يقول الصحافي والكاتب السياسي جلال الشرعبي لـquot;إيلافquot; إن الزيارة مهمة للغاية quot;كونها تأتي في ظروف بالغة الأهمية بالنسبة إلى الوضع السياسي والاقتصادي والوضع بشكل عامquot;، معتبرًا أن عدم الإعلان عن الزيارة مسبقًا إنما quot;فرضها الوضع الداخلي والملفات المفتوحة والأزمات الداخلية الموجودة في اليمنquot;.

وأضاف الشرعبي: quot;أعتقد أن أهم الملفات التي ستناقش هي ملفات الإرهاب والقرصنة، لكن الإرهاب ستتم مناقشته بشكل مستفيض، خصوصًا حيال ما أظهرته التحقيقات بشأن استهداف السفير البريطاني في صنعاء، والعمليات الجديدة التي تشهدها اليمن من قبل تنظيم القاعدة في أبين والضالع وعدن وحضرموت وغيرهاquot;.

ورأى أن quot;الزيارة تأتي بعد رفع بريطانيا سقف مساعداتها لليمن، إستشعارًا منها للمخاطر التي تواجه اليمن، على طاولة النقاشquot;، وأورد أن quot;بريطانيا تعتبر حاليًا من أهم الدول التي تتابع الوضع في اليمن، وتعد التقارير التي تبين المخاطر التي تكشف الوضع الحقيقي لليمنquot;.

ويستطرد إن بريطانيا تاريخيًا كانت حاضرة في الجنوب اليمني على مدى أكثر من قرن وثلاثة عقود وهي الآن بالتأكيد حاضرة بقوة، ويهمها ما يحدثquot;.ويعتقد جلال الشرعبي أن quot;بريطانيا حاليًا تعمل تحت رعاية أميركية في ما يخص اليمن، إضافة إلى رضا أوروبي كامل، أو بالأصح أوكلت أوروبا ملف اليمن إلى بريطانيا، مشيرًا إلى تخوف أوروبي من أن تتحول اليمن إلى دولة فاشلة.

كما تأتي زيارة الرئيس صالح إلى بريطانيا بعد مرور قرابة أربع سنوات على إنعقاد مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2006، وخرج بتعهدات تصل إلى 5 مليارات دولار معظمها قدمتها دول الخليج وفي مقدمتها السعودية التي تعهدت بـ مليار دولار، لكن إشكالات تتعلق بعدم قدرة اليمن على إستيعاب هذه المبالغ أبقت الباب مفتوحًا أمام هذه المساعدات ولم يتم الإنتهاء منها حتى اللحظة. وتعد بريطانيا هي صاحبة السبق في طلب إنعقاد ذلك المؤتمر الذي شاركت فيه الولايات المتحدة بوفد رفيع رأسته وزيرة الخارجية السابقة.

ملفات أخرى معقدة
أمام بريطانيا والرئيس صالح خلال هذه الزيارة ملفات كثيرة شائكة أبرزها ملف الحراك الجنوبي الذي وصل إلى مرحلة حاسمة، وكذلك ملف صعدة المجمد حاليًا إلى وقت غير معلوم، وكذلك الأزمات الإقتصادية المتلاحقة آخرها أزمة تهاوي سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.

وتعد بريطانيا المأوى الأول لقيادات الجنوب المعارضة لنظام الرئيس صالح أو ما يسمى حاليا بـquot;الحراك الجنوبيquot; ويبثون من لندن قناتهم التلفزيونية المعارضة quot;عدن لايفquot;.
إضافة إلى هذه الملفات قضية الحوار التي بدأت خطواتها على إستحياء بين قيادات في الحزب الحاكم وقيادات المعارضة المنضوية تحت مسمى أحزاب اللقاء المشترك.

هذا الحوار جاء بضغط أوروبي كما يرى جلال الشرعبي، خصوصًا أنه عقد بعد أيام قليلة من زيارة مسؤول الشرق الأوسط في الإتحاد الأوروبي إلى صنعاء فيتموز/يوليو وعقد سلسلة من الإجتماعات مع قيادات الحكومة وبعدها الإعلان عن رفع المساعدات لليمن من الاتحاد.

وبدأ الحوار مؤخرًا بعد تقديم أسماء المتحاورين من الطرفين وعددهم 200 شخصية يرأس نائب رئيس الجمهورية أمين عام الحزب الحاكم الجانب الرسمي، والقيادي الاشتراكي محمد سالم باسندوة جانب المعارضة، لكن الخطوات بطيئة والانتخابات النيابية على الأبواب وتبقى لها أقل من 8 أشهر.

زيارات متوالية

وتوالت زيارة المسؤولين البريطانيين إلى اليمن في الآونة الأخيرة وبحث أوجه التعاون خصوصا في المجال الأمني، حيث زار اليمن كل من وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية اليستر برت وذلك في 22 حزيران/يونيو الماضي، وبحث مع المسؤولين اليمنيين مكافحة الإرهاب وخفر السواحل.

وبعد هذه الزيارة وصل إلى اليمن رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون العمليات الفريق سايمون مايال وذلك في الخامس من تموز/يوليو المنصرم وبحث مع الجانب اليمني علاقات التعاون العسكري بين البلدين والجيشين خاصة في مجال التدريب والتأهيل وتبادل المعلومات والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية.