دعا رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الكف عن الاتهامات لأن الحوار لا يستقيم مع الاتهام بالخيانة.

بيروت: كرر رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري دعوته إلى الكف عن توجيه الشتائم وكيل الاتهامات يمينا ويساراً لافتا إلى أن الحوار لا يستقيم مع أي اتهام بالخيانة ومع المحاولات المتكررة لدعوة فئات معينة إلى إجراء فحوصات وطنية وقومية.

مواقف الرئيس الحريري جاءت خلال مأدبة إفطار أقامها اليوم على شرف شخصيات وهيئات دينية وفاعليات سياسية واجتماعية.

وأضاف الحريري: صحيح أن هناك عواصف كبيرة هبت على لبنان وأساءت لجوهر رسالته الحضارية وصحيح أيضاً أن وجود دولة معتدية كإسرائيل على حدودنا يشكل نافذة لهبوب هذه العواصف غير أن لبنان استطاع أن يصمد في النهاية وهو نجح في أن يقطع العاصفة تلو العاصفة ليعيد بناء نفسه من جديد.

ولفت رئيس مجلس الوزراء اللبناني إلى أنه لا نخشى على لبنان من أي ضجيج سياسي ونأمل لهذا الضجيج أن يهدأ وأن يتحول إلى خطاب هادىء ليدخل غرفة العناية الديموقراطية أو الحوار الديموقراطي. وأكد الحريري أن هناك أشياء كامنة في روح لبنان أقوى من الضجيج السياسي والإعلامي وهي التي نراهن عليها في حماية وجودنا الوطني وفي مواجهة التحديات مهما اشتدت.

ودعا الرئيس الحريري اللبنانيين في شهر رمضان المبارك إلى أن يحافظوا على هذه الروح وأن نعطي أنفسنا فرصة جديدة لالتقاط الأنفاس لنعالج قضايانا بهدوء وروية بعيداً عن التوتر والضجيج والمزايدات لقد قلت في إفطار الأمس أن الحوار لا يستقيم مع أي اتهام بالخيانة ومع المحاولات المتكررة لدعوة فئات منا إلى إجراء فحوصات وطنية وقومية.

وكان اكد الحريري في وقت سابقأنه وكل اللبنانيين quot;يريدون الحقيقة ولا شيء اكثر من ذلكquot; حول اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، لكنه اعلن انه سيتكلم quot;عندما يجبquot; ان يتكلم، في تاجيل لتعليقه المنتظر على التطورات الاخيرة المتعلقة بالمحكمة الخاصة بلبنان.

وقال الحريري quot;سعد الحريري وكل اللبنانيين يريدون الحقيقة ولا شيء أكثر من ذلك، ونريد ايضا الاستقرار وان نعرف من اغتال والدي وسائر الشهداءquot;.

واثر الحريري عدم التعليق على التطورات السياسية الاخيرة المتعلقة بملف التحقيق باغتيال والده، خصوصا لجهة ما ورد على لسان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي الاخير الاثنين.

وكان نصرالله عرض في مؤتمره الصحافي quot;معطياتquot; بينها مشاهد للطريق الساحلي الذي قتل عليه رفيق الحريري والتقطتها، بحسب قوله، طائرات استطلاع اسرائيلية وتمكن الحزب من اعتراضها.

واكد نصر الله ان هذه quot;المعطياتquot; تشكل quot;قرائنquot; وquot;ليس ادلة قاطعةquot; على ضلوع اسرائيل في الجريمة.

وطلب مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الاربعاء من السلطات اللبنانية تزويده بكل ما لدى حزب الله من معلومات تتعلق باغتيال الحريري.

واضاف سعد الحريري quot;يتوقعون ان يصدر عني اليوم كلام سياسي كبير (...). هناك الكثير من الكلام سيقال ولكن انا اختار متى اتكلم وليس لاحد ان يحدد التوقيت الذي اريد ان اتكلم فيه(...). لن يدفعني احد الى الكلام، سأتكلم عندما أرى انه يجب ان اتكلمquot;.

وتابع quot;لقد صمت عن الكلام طوال الفترة الماضية وسابقى كذلك لانني اريد الهدوء. فبالهدوء نتكلم ونسمع بعضنا بعضا اما بالصراخ لا يعود احد منا يسمع الاخرquot;.

وانشئت المحكمة الخاصة بلبنان بقرار من مجلس الامن الدولي العام 2007، وبدأت عملها في آذار/مارس 2009 في لاهاي، وهي مكلفة النظر بجريمة اغتيال الحريري وسائر الجرائم التي تلتها ويحتمل ان تكون مرتبطة بها.

ويخشى حزب الله تضمين القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة اتهاما لبعض عناصر بالتورط في الجريمة.

ومن المتوقع ان يناقش مجلس الوزراء اللبناني برئاسة سعد الحريري المعطيات التي عرضها نصر الله الاربعاء المقبل في جلسة تعقد في بيت الدين، المقر الصيفي لرئيس الجمهورية.